كلينتون تطالب باستئناف مفاوضات السلام عاجلا ودون شروط مسبقة

جودة يعلن من واشنطن زيادة الوجود الأردني في أفغانستان

TT

أكدت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، أهمية استئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط «بأسرع وقت ممكن ومن دون شروط مسبقة»، قائلة إن ذلك يصب في مصلحة جميع الأطراف، وإن هناك «تعطشا» حول العالم لحل القضية. وشددت في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في وزارة الخارجية الأميركية أمس على أن «قضايا الحل النهائي» مثل الحدود والقدس ستعالج تلقائيا قضية المستوطنات، بعد أن تخلت الإدارة الأميركية عن المطالب بتجميد الاستيطان قبل بدء مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وحذر جودة من أنه «مع غياب حل للنزاع في المنطقة، سنواجه المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة وتفرقة سيستغلها المتطرفون ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما حول العالم». وبينما قالت كلينتون إنه من الضروري بدء العمل على إحلال السلام في المنطقة بأسرع وقت ممكن من دون تحديد موعد نهائي، قال جودة «لا يمكن أن تكون لنا عملية من دون موعد نهائي، ووضع المواعيد النهائية يخدم الأطراف المعنية». وأضاف «نأمل أن يكون عام 2010 هو عام المفاوضات».

ويبدو أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على حدود الدولة الفلسطينية المقبلة، وترسيم الحدود لحل النزاع في الشرق الأوسط. ولفت جودة إلى أهمية بحث قضية الحدود، وتحديد الحدود في المفاوضات النهائية، قائلا «إذا تم تحل قضية الحدود فذلك يعني حل قضية المستوطنات والقدس تلقائيا، وأيضا تحديد طبيعة حل الدولتين على واقع الأرض وكيف يمكن قيامهما، وبعد ذلك كل القضايا الأخرى ستحل».

وبحثت كلينتون مع نظيرها الأردني ملفات عدة خلال لقاء استمر أكثر من ساعة، بما في ذلك التطورات في القدس. وقالت كلينتون «كل من الولايات المتحدة والأردن قلق حول النشاطات الأخيرة في القدس.. الولايات المتحدة تعلم أن القدس قضية مهمة جدا للإسرائيليين والفلسطينيين ولليهود والمسلمين والمسيحيين حول العالم، ونحن نؤمن بأنه من الممكن أن نحقق تطلعات الإسرائيليين والفلسطينيين حول القدس وحماية وضعها بالنسبة للشعوب حول العالم». وشدد جودة على أهمية عدم القبول بأي «تحركات أحادية الجانب» في القدس، مضيفا أن «القدس قد تكون نقطة تماس وحساسة جدا». واعتبر جودة أن هناك «إحساسا متزايدا بضرورة المضي قدما في المباحثات والتوصل إلى تقدم ملموس يجعل من الممكن خلق البيئة التي تسمح بمعالجة التحديات الإقليمية والعالمية الأخرى التي تواجهنا الآن معا».

وجاء لقاء كلينتون بجودة صباح أمس في واشنطن، قبل لقائها مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ورئيس جهاز الاستخبارات عمر سليمان، لبحث آخر التطورات في المنطقة، وإمكانية إنجاح جهود المصالحة بين الفلسطينيين. والتقى جودة بالمبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، قبل أن يلتقي الأخير بالمسؤولين المصريين. وتأتي المشاورات المكثفة قبل توجه ميتشل إلى أوروبا، ومن ثم المنطقة، لبحث سبل استئناف المفاوضات.

ومن جهته، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية بي جي كرولي، إن الهدف من زيارة ميتشل إلى المنطقة هو «تقييم أين نقف» من إمكانية استئناف المفاوضات، قائلا إن الأوضاع قد تقدمت بعد «الوصول إلى نقطة صعبة» نهاية العام الماضي. ولم تؤكد واشنطن بعد إذا كان ميتشل سيحمل رسائل ضمانات للقادة في المنطقة لبدء المفاوضات أم لا، لكن كلينتون قالت إن هذه القضية «تحتاج إلى الكثير من التفاوض بين الأطراف المعنية وضمانات ومساعدات من الباقين لدفع ذلك إلى الأمام».

وكانت التطورات في أفغانستان موضع نقاش بين كلينتون وجودة. وتطرقت وزيرة الخارجية الأميركية في المؤتمر الصحافي إلى عملية خوست في أفغانستان، حيث قتل 7 ضباط استخبارات أميركيين من وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» وضابط الاستخبارات الأردني الشريف علي بن زيد، قائلة «أريد أن أقول علنا ما قلته للوزير جودة، نعزي الأردن لخسارة الأرواح، ونعبر عن تقديرنا لالتزام الأردن بمكافحة التطرف العنيف». وعبرت كلينتون عن استمرار التعاون الوثيق مع الأردن في مكافحة التطرف. وامتنع جودة عن الخوض في تفاصيل الحادث في خوست والتقارير التي تفيد بأن عميلا مزدوجا نفذ العملية الانتحارية التي قتلت الضباط الأميركيين السبعة، وقال «لا أنا ولا وزيرة الخارجية من ضباط الاستخبارات». ولكن جودة أكد على أهمية الوجود الأردني في أفغانستان، قائلا إنه يخدم «المصلحة القومية الأردنية» ويسهم في حماية الأردنيين، موضحا «وجودنا في أفغانستان له جانبان، مكافحة الإرهاب وأسبابه، بالإضافة إلى المساعدة في الجهود الإنسانية المطلوبة هناك». وأضاف «لن نتراجع عن عزيمتنا في مواجهة الإرهاب والإرهابيين أينما كانوا.. لن ننتظر الإرهابيين للقيام بجرائمهم، بل سنواجههم»، معلنا أن «وجودنا في أفغانستان سيزداد في المرحلة المقبلة، وهو متواصل، والأردن كان من أولى الدول هناك». وشرح أن الجهود لا تصب فقط في مجال مكافحة الإرهاب بل «منع الإرهاب، ومعرفة جذور الإرهاب، ومعرفة أين وكيف يخطط الإرهابيون، ومنعهم قبل أن يأتوا إلينا ويقتلوا المدنيين الأبرياء».