واشنطن تقرر إدارة مفاوضات غير مباشرة على المسار الفلسطيني

عريقات يؤكد لـ «الشرق الأوسط» أن هذا الموضوع لم يطرح إطلاقا

جندي اسرائيلي يصوب فوهة بندقيته في صدر شاب فلسطيني خلال مواجهات مع المستوطنين قرب مستوطنة حلميش بين نابلس ورام الله، امس (رويترز)
TT

أفادت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، أن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قررت إدارة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول التسوية، وذلك للتغلب على المشكلة التي تواجهها في الوقت الحاضر بسبب الرفض الإسرائيلي لوقف الاستيطان، والتمسك الفلسطيني بهذا الشرط لإعادة إطلاق المفاوضات. وستدار هذه المفاوضات بنفس الطريقة التي أديرت بها المفاوضات الإسرائيلية - السورية في زمن الرئيس جورج بوش الأب، في مطلع التسعينات.

غير أن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، وكبير المفاوضين، صائب عريقات، نفى أن تكون هذه المسألة مطروحة. وقال لـ«الشرق الأوسط»، ردا على سؤال حول ما يتردد في إسرائيل عن توجه المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل، خلال زيارته المقبلة للمنطقة، نحو المفاوضات غير المباشرة: «هذا كلام مافيش منه على الإطلاق». وأضاف: «هذا الموضوع لم يطرح على الإطلاق، والمسألة ليست بهذا الشكل.. المسألة هي ما مضمون هذه المفاوضات؟ وهل ستوقف إسرائيل الاستيطان؟ وهل ستقبل استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها؟ لذلك فإن الحل الأمثل هو أن تحدد الولايات المتحدة، ومعها اللجنة الرباعية، نهاية اللعبة».

وردا على سؤال حول موقف السلطة إن طرحت عليها فكرة المفاوضات غير المباشرة، رفض عريقات إلزام نفسه بشيء قائلا: «أنا لا أحب التعليق على افتراضات».

بيد أن عريقات، الذي رافق أبو مازن في جولته الأخيرة التي شملت السعودية، ومصر، وتركيا، والكويت، ويعتبر من المقربين منه، قال: «إن جهودا عربية من طرف مصر، والمملكة العربية السعودية، والأردن، وقطر، والإمارات، تبذل لإقناع الإدارة الأميركية بأن الوقت قد حان لهذه الإدارة كي تطرح مبادئ الحل النهائي على أساس الدولتين، وفق حدود 4 يونيو (حزيران) لعام 1967». وكرر عريقات جملته المفضلة؛ وهي: «إن الوقت الآن بحاجة إلى قرارات، وليس مفاوضات». وتابع القول: «وهذا باعتقادي السبب وراء زيارات وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، ومن بعده وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، ووزير المخابرات عمر سليمان، ومن قبلهم القطري الشيخ حمد بن جاسم، والسعودي الأمير سعود الفيصل.. لواشنطن. ونحن نأمل في أن تنحو الإدارة الأميركية هذا النحو».

وقالت المصادر السياسية في تل أبيب إن ميتشل وفريقه هما من سيدير هذه المفاوضات. وفي جولته القادمة إلى المنطقة، التي ستبدأ بعد 15 يناير (كانون الثاني) الحالي، سيحاول الاتفاق مع الطرفين على آلية التفاوض. وقد يقترح إجراءها في مكان واحد بين وفدين، إسرائيلي وفلسطيني، أو سيديرها في جولات مكثفة بين القدس ورام الله.

وأوضحت هذه المصادر، نقلا عن مصادر أميركية، أن السبب في هذا التوجه الجديد، يعود إلى الإحباط السائد في البيت الأبيض من الطرفين. وقالت إن الرئيس باراك أوباما منزعج من الطرفين على السواء، ويرى أن إسرائيل لا تساعد على إجراء مفاوضات مباشرة، بمشاريعها الاستيطانية المكثفة، والسلطة الفلسطينية لا تساعد على استئناف المفاوضات بسبب شروطها المسبقة لتجميد الاستيطان بالكامل.

ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في عددها أمس، أن مدير طاقم البيت الأبيض، رام عمانوئيل، نفى ما نشرته الصحافة الإسرائيلية في مطلع الأسبوع من أن يكون قد هدد في حديثه مع القنصل الإسرائيلي العام، في مدينة لوس أنجليس الأميركية، يعقوب ديان، بالتخلي عن المفاوضات. ولكنه صادق على ما نشر من أن هناك إحباطا في واشنطن من الطرفين. وقال إنه من السخف الاعتقاد بأن الرئيس أوباما يرفع يديه استسلاما. وأكد أن الإدارة الأميركية تكثف جهودها لاستئناف المفاوضات، وتبحث مع أطراف الصراع والأصدقاء العرب والأوروبيين عن وسائل ملائمة لكسر الجمود الحالي، ومساعدة الطرفين على تجاوز العقبات التي تعرقل استئناف المفاوضات.