إسرائيل تقتل 3 في غزة وتشتكي عباس وفياض لواشنطن

في تصعيد سياسي في الضفة وعسكري في القطاع

TT

بعد ساعات من توزيع الجيش الإسرائيلي منشورات على سكان قطاع غزة تحذرهم فيها من الاقتراب من الحدود أو التعامل مع عمال الأنفاق، شن الطيران الإسرائيلي فجر أمس سلسلة غارات بالصواريخ على مناطق مختلفة في القطاع، استهدفت إحداها نفقا في رفح على الحدود مع مصر، فقتل 3 فلسطينيين من بين 10 كانوا يعملون في النفق المستهدف. وقالت مصادر طبية إن بركات أبو شلوف، وعدي أبو حيش، ونصر المهموم، وصلوا أشلاء إلى المستشفى، بينما أصيب 6 آخرون بجروح متفاوتة.

وشن الطيران الإسرائيلي كذلك عدة غارات على أهداف متفرقة تابعة للمقاومة في غزة، وابتدأت الغارات بضربة لحي الزيتون، ثم مواقع في مخيم النصيرات وسط القطاع، ومنطقة تل الهوى داخل مدينة غزة، ومنطقة الجردات، والشريط الحدودي الجنوبي في رفح. وحسب شهود عيان فإن طائرات إسرائيلية من طراز «إف 16» أطلقت صاروخين على موقع تابع للمقاومة في حي الزيتون بمدنية غزة، دون أن يعلن عن إصابات. وأغارت الطائرات الإسرائيلية كذلك على هدف للمقاومة في شمال القطاع، وغارة رابعة على موقع آخر في المحافظة الوسطى بمخيم النصيرات. وقصفت الطائرات الإسرائيلية منزلين لعائلة سليمان العيماوي وعبد الله أبو ظاهر شرق بلدة القرارة بخان يونس دون وقوع إصابات، ودمرت ورشة للحدادة في منطقة تل الهوى بغزة المدينة. وكان الجيش الإسرائيلي قد ألقى أول من أمس منشورات أسقطتها طائرات هيلكوبتر من طراز «أباتشي» الأميركية الصنع، كما نشرت «الشرق الأوسط» أمس، ألقاها على أهالي القطاع القريبين من الشريط الحدودي شرق وشمال غزة، حذرتهم فيها من الاقتراب لمسافة 300 متر من خطوط التماس، كما حذرهم من التعامل مع عمال الأنفاق و«مهربي العتاد العسكري».

وقالت حماس أمس إن التصعيد الإسرائيلي «يدلل على سياسة الإرهاب الدموية التي ينتهجها الاحتلال» وشددت على تمسكها بالمقاومة. وقال إسماعيل رضوان، أحد الناطقين باسم حماس في غزة، «إن هذه الهمجية الصهيونية ستبوء بالفشل ولن تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني ودفعه للخضوع أو تقديم التنازل، أو التخلي عن المقاومة لمواجهة الغطرسة والصلف والرد على الاحتلال الصهيوني».

وبموازاة التصعيد العسكري في قطاع غزة، صعدت إسرائيل دبلوماسيا في الضفة الغربية ضد السلطة، واشتكت الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس وزرائه سلام فياض، إلى الإدارة الأميركية، متهمة إياهما بالتورط في تكريم نشطاء فلسطينيين قُتلوا بأيدي جنود الجيش الإسرائيلي ومنهم من شارك في عمليات ضد إسرائيل.

وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن شكاوى قُدمت إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية ضد أبو مازن وفياض. واتهمت إسرائيل على وجه الخصوص أبو مازن بتكريم دلال المغربي التي كانت تقف وراء تنفيذ عملية الساحل الفلسطيني عام 1978، التي قتل فيها نحو 35 إسرائيليا، وذلك لدى تدشينه ميدانا في رام الله يحمل اسمها.

أما فياض فقد اتُّهم أنه أشاد بثلاثة ناشطين من فتح قتلتهم القوات الإسرائيلية في مدينة نابلس في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي اعتقادا منها أنهم يقفون وراء قتل أحد حاخامات المستوطنين شرق مدينة طولكرم شمال الضفة.

وقال رون ديرمر، وهو مستشار سياسي بارز لنتنياهو، في بيان له: «هؤلاء الإرهابيون قتلة وليسوا شهداء، نحن نتوقع من السلطة الفلسطينية أن تهيئ الشعب الفلسطيني للعيش في سلام مع إسرائيل لا أن تمجد القتلة».

واتهمت إسرائيل الفلسطينيين بالتنصل من التزاماتهم بموجب خطة خارطة الطريق للسلام والمتمثلة في وقف التحريض على العنف. وجاءت الشكوى الإسرائيلية مع تغيير ملحوظ في أداء التلفزيون الفلسطيني الرسمي الذي يخضع مباشرة لديوان الرئاسة.

وعلى مدار أيام بث التلفزيون الفلسطيني أغاني حماسية تمجد الثورة الفلسطينية، ومقاتليها، وترافقت الأغاني مع صور لمقاتلين فلسطينيين مسلحين ينتمون إلى فتح، ويطلقون النار في لبنان إبان الحصار الإسرائيلي الشهير لبيروت في يونيو (حزيران) عام 1982.

وكانت مثل هذه الصور محظورة في التلفزيون الفلسطيني باعتبارها تحريضا على المقاومة، لأن في ذلك انتهاكا لالتزامات السلطة في الاتفاقات الموقعة بإنهاء أي مظاهر تحريض ضد إسرائيل في وسائل الإعلام وحتى المناهج التعليمية. ويبدو أن التغيير في الأداء في تلفزيون فلسطين يتبع أساسا التغيير في نهج فتح، وقالت فتح إنها ستتعلم من أخطاء الماضي وستكون أقرب إلى الجماهير، وتحاول الحركة ببث مثل هذه المشاهد إعادة التذكير بمجدها السابق في مواجهة الاحتلال.