مناورات للجيش اللبناني و«اليونيفيل» في جنوب لبنان

مندوبة إسرائيل في مجلس الأمن تتهم حزب الله بزرع عبوات ناسفة قرب الحدود

عناصر من الجيش اللبناني يطلقون النار من مدفعية بالقرب من الوحدة الفرنسية في قوات «اليونيفيل» في الناقورة، خلال تدريبات عسكرية، أمس (رويترز)
TT

بدأت صباح أمس وحدات من الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة «اليونيفيل» في جنوب لبنان، بإجراء مناورة مشتركة بالذخيرة الحية بواسطة المدفعية من عيار 155 ملم وبالأسلحة المتوسطة، شاركت فيها وحدة التدخل السريع في «اليونيفيل» للقوة الفرنسية وكتيبة الـ65 للمدفعية في الجيش اللبناني، وذلك في منطقة الناقورة تجاه البحر جنوب مدينة صور، وعلى بعد كيلومترين من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتفقد مكان المناورة كل من الجنرال كلاوديو غراتسيانو، القائد العام لـ«اليونيفيل»، والعميد الركن خليل المسن، قائد منطقة جنوب الليطاني في الجيش اللبناني، وكبار الضباط. وشهدت المنطقة الساحلية، وعند الخط الأزرق، دوريات مشتركة ومكثفة بين الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، ترافقت مع إجراءات أمنية مشددة، ودوريات إسرائيلية وطوافات دولية. وأفاد مندوب الوكالة الوطنية الرسمية في الجنوب أن «الجيش الإسرائيلي كثف من تحركاته، ومراقبته ما يجري في الجانب اللبناني، بالإضافة إلى حركة الدوريات المؤللة على مقربة من الحدود مع لبنان. ولوحظ تحليق متواصل منذ الصباح لطائرات استطلاع إسرائيلية في أجواء منطقة الجليل المحتلة، والمطلة على الأراضي اللبنانية، فيما تحركت الطوافات الدولية أيضا فوق المنطقة الحدودية من الناقورة غربا حتى شبعا شرقا». وتزامنا مع المناورة العسكرية المشتركة بين الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، سمعت صباح أمس أصوات انفجارات في الجانب الإسرائيلي مقابل بلدة كفر كلا، ولم تعرف طبيعتها بعد.

وصدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني بيان جاء فيه «أن عددا من الطائرات الإسرائيلية خرق يوم أمس الأجواء اللبنانية، منتهكا سيادة لبنان، والقرار 1701، وفي طلعات متعددة لطائرة استطلاع، وأربع طائرات حربية اخترقت الأجواء اللبنانية من فوق مزارع شبعا، واتجهت شمالا حيث نفذت طيرانا دائريا فوق مختلف المناطق اللبنانية، ثم عادت جنوبا وغادرت عابرة فوق بلدة رميش».

على صعيد متصل، طالبت غابرييلا شاليف، مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بتحقيق كامل وفوري في ملابسات حادث اكتشاف قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان عبوات ناسفة تزن مئات الكيلوغرامات تم زرعها قرب بلدة الخيام. واتهمت مقاتلي حزب الله بزرعها قرب الحدود الإسرائيلية، وأضافت أنه «يجب إبلاغ مجلس الأمن بنتائج التحقيق في أقرب وقت ممكن». شاليف، وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن، زعمت أن قوات «اليونيفيل» واجهت أفرادا مشبوهين في 26 ديسمبر (كانون الأول)، وعثرت في وقت لاحق على حفر تحتوي على حوالي 300 كيلوغرام من العبوات الناسفة.

وقالت شاليف إن تلك العبوات «ربما جرى تصنيعها في إيران أو سورية»، مضيفة أن «أنواع المتفجرات وطريقة نشرها تظهر أن حزب الله هو الذي زرعها».

وفي حين لم تقدم شاليف تفاصيل عن العبوات الناسفة، ولم يكن لدى مسؤولين بالأمم المتحدة في نيويورك تعقيب فوري، رأت أنه «يتعين على الحكومة اللبنانية أن تتخذ خطوات جدية من أجل التصدي للظاهرة المتنامية للنشاط العسكري لحزب الله، خصوصا في القرى المدنية».

من جهة ثانية، رأى النائب أمين وهبي «أن الإسرائيليين لديهم الكثير من الأسباب ليكونوا حاقدين على لبنان، وأن يرغبوا في توجيه ضربة إلى لبنان لوجودهم في مأزق في ما يخص العملية السلمية، ولأنهم لا يريدون أن يظهروا أمام العالم أنهم هم الذين يعطلون العملية السلمية في الشرق الأوسط، ولا يريدون أيضا وقف الاستيطان». وقال: «إسرائيل على عداء مع كل ما يعود إلى لبنان بصلة، فهو البلد الوحيد الذي حرر أرضه بالقوة من دون قيد ولا شرط، ولبنان كصيغة للتعايش والتعدد أثبت بطلان نظرية إسرائيل وعنصريتها. كل الأسباب تجعل الإسرائيليين يتمنون إيجاد الذرائع للاقتصاص من صيغة لبنان. ويجب أن نكون حذرين، لأنهم قد يتحينون الفرص للهجوم على لبنان. لذا، على اللبنانيين الالتصاق أكثر بالشرعية الدولية، وأن يلتزموا بتنفيذ القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، إضافة إلى حضورهم على الصعيد الدولي». ولاحظ وهبي «أن الزيارات التي يقوم بها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تسهم في تعزيز هذا الحضور»، وأكد «عدم إعطاء الإسرائيليين أي ذريعة يختبؤون خلفها لتنفيس احتقانهم وللخروج من مأزقهم». وشدد على أهمية «عدم ربط بلدنا بأي ملف إقليمي، بل أن نكون حريصين على تحصين لبنان، وأن نعزز صداقات لبنان التي تحمي اللبنانيين ولا تعرضهم لأي خطر».