نشاط مكثف في الغجر تمهيدا للانسحاب الإسرائيلي منها

رغم الأنباء عن فشل المحادثات

TT

رغم الأنباء المتشائمة حول فشل لقاء بين مسؤولين إسرائيليين مع ممثلي الأمم المتحدة، شهدت قرية الغجر نشاطا مكثفا لقوات «اليونيفيل» التابعة للأمم المتحدة بالاشتراك مع الجيش اللبناني، أمس، قيل إن الهدف منه هو استمرار الإعداد للانسحاب الإسرائيلي من هذه القرية المحتلة منذ 1967.

وأفاد مصدر من قرية الغجر نفسها بأن وفدا دوليا رفيع المستوى تفقد أمس محيط البلدة للاطلاع ميدانيا على الترتيبات الأمنية التي تقوم بها قوات «اليونيفيل» بالتعاون مع الجيش اللبناني، لتسلم الشطر الشمالي اللبناني المحتل من البلدة بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. وقد وصل الوفد الدولي إلى المنطقة عبر طوافة عسكرية تابعة للأمم المتحدة، هبطت في معسكر العباسية التابع للكتيبة الإسبانية العاملة ضمن قوات «اليونيفيل»، وكان في استقباله عدد من كبار ضباط اليونيفيل في قيادة القطاع الشرقي، فاطلع منهم على الأوضاع السائدة في المنطقة. بعدها انتقل الجميع وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات اليونيفيل في المنطقة إلى الشطر الشمالي اللبناني المحتل من بلدة الغجر في جولة استطلاعية شملت المواقع الدولية وما اتخذته قوات اليونيفيل من ترتيبات أمنية جديدة في محيط البلدة. وحسب مصدر مقرب من مختار القرية، فإن زيارة الوفد الدولي للمنطقة جاءت لتشير إلى أن الكتيبة الإسبانية المنتشرة في هذا القطاع أنهت إجراءاتها الميدانية بانتظار تحديد ساعة الصفر لدخول الجزء الشمالي اللبناني المحتل من البلدة في حال انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى خلف الخط الأزرق الوهمي الذي يشطر البلدة حاليا إلى شطرين. فقد أقامت الكتيبة الإسبانية حاجزا لها عند المدخل الشرقي لقرية العباسية، وركزت وسط الطريق الذي يربطها بجسر الوزاني بوابة حديدية ضخمة. كما أقامت حاجزا آخر من الناحية الغربية لهذا الطريق عززته بالآليات وثبتت عليه أيضا بوابة حديدية. كما أقامت حواجز ونقاط مراقبة على طول هذا الطريق خاصة في محيط السياج الشائك الذي يقيمه حاليا جيش الاحتلال الإسرائيلي في محيط منازل الحي الشمالي اللبناني المحتل من البلدة، على أن يتولى الجيش اللبناني بالتعاون مع اليونيفيل كل الإجراءات الأمنية المطلوبة على هذا الطريق خاصة فيما يتعلق بالمواطنين اللبنانيين الذين سيسلكون هذا الطريق بعد فتحه.

وكانت مصادر إعلامية قد ذكرت أن اجتماعا آخر عقد بين مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوسي غال، وقائد قوات «اليونيفيل» الدولية في جنوب لبنان، الجنرال كلاوديو غراتسيانو، أول من أمس، لكنه فشل في التوصل إلى اتفاق حول الانسحاب الإسرائيلي من الغجر، وسبب الفشل حسب المصادر الإسرائيلية هو أن غراتسيانو لم يعط ردا مقنعا على الأسئلة الأمنية الإسرائيلية. وقالت إن السؤال الأكبر يتعلق بخطر سيطرة حزب الله على هذه القرية الاستراتيجية.