زوجة الانتحاري الأردني: لم يحقق معي ضباط «سي آي إيه».. وصديق زوجي أبلغني هاتفيا بالخبر

قال في أحد كتاباته إنه يريد أن يسجل اسمه في أول صفحة بدفتر «القاعدة»

دفني بيرق زوجة الانتحاري الأردني «أبو دجانة الخرساني» (أ.ب)
TT

في الوقت الذي قالت فيه زوجة عميل مزدوج قتل 7 من ضباط المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه» في هجوم انتحاري بأفغانستان إن زوجها كان يعتبر الولايات المتحدة عدوا، وإنها فخورة بما قام به، وشككت دفني بيرق، زوجة الانتحاري همام خليل البلوي وهي مواطنة تركية، في أن زوجها كان يعمل لحساب المخابرات المركزية الأميركية، فتحت المواقع الأصولية القريبة من «القاعدة» باب العزاء في الانتحاري الأردني الذي يعرف بين الإسلاميين باسم أبو دجانة الخراساني، ونشرت العشرات من كتاباته وأشعاره التي كان يشارك بها في المواقع الأصولية قبل مقتله. وقالت بيرق، وهي صحافية ألفت كتبا من بينها كتاب عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إنها كانت تعتقد أن زوجها سافر إلى أفغانستان لمواصلة دراساته الطبية، وإنها صدمت لنبأ موته. وأضافت بيرق التي كانت ترتدي «تشادور» أسود اللون في لقاء مع «أسوشييتد برس» أمس إنها علمت من خلال اتصال هاتفي من أحد أصدقاء زوجها الأردنيين في باكستان أنه فجر نفسه في قاعدة أميركية في أفغانستان يوم 30 ديسمبر (كانون الأول). وأضافت أن الصديق أبلغها أيضا بأنه سيرسل لها وصية زوجها ورسالته الأخيرة.

وقالت في لقاء آخر مع القناة السادسة التركية «آخر اتصال هاتفي جرى بيننا قبل أربعة أو ستة أسابيع، وأجرينا اتصالا عبر الإنترنت منذ عشرة أيام أبلغني خلاله بأنه سيعود إلى تركيا وسيتقدم حتى بطلب للحصول على الجنسية التركية، وأنه سيواصل دراساته الطبية هنا». وأضافت أنها لم تبلغ طفلتيها وهما في الخامسة والسابعة من العمر، ولم تقرر ذلك بعد حتى تكبرا.

وأضافت بيرق أنها علمت أن ضباطا من «سي آي إيه» جاءوا إلى اسطنبول، ولكن لم يحقق معها أحد بعد. وقالت إنها لا تعلم الكثير عن حياة زوجها في أفغانستان، وبالتالي لا تستطيع أن تقدم لجهات التحقيق شيئا مفيدا. وأشارت إلى أن صديق زوجها أبلغها من باكستان هاتفيا في الصباح بمقتله في عملية إنتحارية ضد «سي آي إيه»، وطلب منها الصبر والسلوان، وأنه سيرسل لها وصيته خلال الأيام المقبلة.

وضمن كتابات الانتحاري الأردني في المواقع الأصولية قبل مقتله «عذرا أسامة، عذرا أيمن، عذرا أبا حفص، عذرا سليمان أبو غيث، إنني أريد أن يُسَجّل اسمي في أول صفحة من دفتر (القاعدة)». وأضاف «هل هناك مكان لرجل يقف في الطابور الخامس للمجاهدين، يتطلع لمكان في المقدمة؟.. أتساءل بين تلك القمم.. أتساءل: هل بقي مكان لهذا القزم؟ لكني بالرغم من ذلك يدفعني الفزع والهلع، لأن أطلب من رجال تنظيم القاعدة أن يفسحوا لي سطرا في أول صفحة». ونشرت المواقع الأصولية أمس العشرات من كتابات الانتحاري الأردني.

وفجر البلوي نفسه داخل قاعدة تشابمان للعمليات المتقدمة، وهو مجمع شديد التحصين في إقليم خوست قرب الحدود الجنوبية الشرقية مع باكستان. وأعلن جناح تنظيم القاعدة بأفغانستان المسؤولية عن الهجوم الانتحاري، وهو ثاني أكبر هجوم من حيث عدد القتلى في تاريخ «سي آي إيه» قائلا إنه انتقام لمقتل قادته. وقالت بيرق زوجته «شخصيته كانت قوية جدا، لو فعل هذا فلا بد أنه فعله بإرادته، لا أحد يستطيع أن يجعله يفعل شيئا». وذكرت بيرق أنها التقت بزوجها الأردني أثناء دراسته الطب في جامعة اسطنبول، وعاشا في الأردن، حيث أنجبا بنتين قبل العودة إلى تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2009. ونقل المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية «سايت» عن قائد تنظيم القاعدة في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد أن همام البلوي أكد في شهادته أن العملية جرت انتقاما, متحدثا عن عدد من مقاتلي طالبان قتلوا بغارات صاروخية شنتها طائرات أميركية من دون طيار على المناطق القبلية الباكستانية المحاذية لأفغانستان.

وكانت وسائل إعلام أميركية كشفت أن الانتحاري الذي قتل سبعة عملاء في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وضابطا أردنيا في قاعدة تشابمان بأفغانستان كان عميلا مزدوجا. ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية عن مسؤول استخباراتي أميركي سابق قوله إن الانتحاري كان مخبرا أتى إلى القاعدة في «خوست» على الحدود الباكستانية للمشاركة في اجتماع في 30 ديسمبر الماضي. وقال مسؤول أميركي إن الرجل استخدم من قبل جهازي الاستخبارات الأميركي والأردني في الماضي، وقدم معلومات عن أهداف عالية الأهمية، وهو ما جعله يحظى بثقة الجهازين. وقال «نعم، كان مخبرا أميركيا أردنيا مشتركا قدم خلال الفترة التي تعاونا معه فيها الكثير من المعلومات المفصلة القيمة والمفيدة جدا لجميع المستويات في الحكومة الأميركية». وأشار إلى أن الانتحاري هو همام خليل البلوي من مدينة الزرقاء في الأردن، وهي مسقط رأس زعيم «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن الانتحاري استدرج المسؤولين الاستخباراتيين الأميركيين والضابط الأردني إلى كمين عبر التعهد لهم بتزويدهم بمعلومات جديدة عن قيادة تنظيم القاعدة، إذ طلب الاجتماع بهم في القاعدة الأميركية. وقالت مصادر للصحيفة إن سجل البلوي سمح له على ما يبدو بدخول قاعدة «سي آي إيه» من دون تفتيش. وقد تبين أن الضابط الأردني الذي قتل في الهجوم هو النقيب في جهاز الاستخبارات الأردني علي بن زيد.

وهمام البلوي أو أبو دجانة الخراساني مواليد 1973، طبيب أردني، غادر بلده قبل نحو عام، اعتقلته المخابرات الأردنية قبل سفره بأشهر قليلة. وقد درس الطب في تركيا على نفقة الحكومة الأردنية بعد حصوله على معدل 97% في الثانوية العامة.