لاريجاني ينفي فتح طهران لجبهات في الخليج.. ومسؤولون خليجيون: أقرنوا أقوالكم بالأفعال

مسؤول خليجي لـ «الشرق الأوسط»: على إيران أن تبرهن على نهاية حلمها القديم بالسيادة على الخليج

TT

فيما سعت إيران أمس لطمأنة جيرانها دول الخليج العربية بنفي تحركها لفتح جبهات أمنية في بعض دول مجلس التعاون، مؤكدة احترامها لسيادة واستقرار دول المجلس، طالب مسؤولون خليجيون طهران بأن تقرن أقوالها بالأفعال.

وخلال زيارة وفد برلماني بحريني لطهران، نفى علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، صحة التقارير التي أشارت إلى عزم إيران فتح جبهات أمنية في بعض دول مجلس التعاون ومنها البحرين. لكن مسؤولا بحرينيا استخف بحديث لاريجاني، مطالبا طهران بقرن أقوالها بالأفعال. وقال نائب رئيس البرلمان البحريني غانم بن فصل البوعينين لـ«الشرق الأوسط» إن أقسى التصريحات ضد دول الخليج صدر من لاريجاني نفسه «فكيف نثق في حديثه الآن؟».

وواصل البوعينين حديثه بالقول «عندما خرجت التصريحات القاسية من نواب البرلمان ومن مستشاري القيادة الإيرانية ضد البحرين وضد دول الخليج العربية، لم تصدر أي تصريحات مضادة من قيادة البرلمان الإيراني أو حتى استنكار، مما يعني أن القيادة في البرلمان الإيراني راضية عن تلك المواقف». ويطالب نائب رئيس البرلمان البحريني المسؤولين الإيرانيين بأن تتحول أقوالهم إلى أفعال، مضيفا «العلاقات الدولية لا تبنى على الأقوال فقط، بل الأفعال ولا غيرها، لذا نتمنى أن نرى أفعالا تنفي الحلم الإيراني القديم بالسيادة على الخليج. وتحديدا البحرين وبعض المناطق في الخليج».

ويقول غانم البوعينين إن الثقة بين دول الخليج العربي وإيران في أدنى مستوياتها «لذا.. نرغب من القيادة الإيرانية أن تثبت لنا فك ارتباطها مع الجماعات والأحزاب التي تنخر في دول الخليج، وعلى رأسهم الحوثيون في اليمن، الذين يشنون حربا على السعودية».

وتبدو العلاقات الإيرانية مع غالبية دول الخليج في أدنى مستوياتها، حيث لا تخفي دول مجلس التعاون قلقها البالغ من البرنامج النووي الإيراني، الذي تقول طهران إنه سلمي، كما تبدي دول التعاون قلقها أيضا من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، ولعل آخر الاستفزازات الإيرانية الموجهة لدول الخليج، تصريحات لاريجاني نفسه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما شن هجوما على السعودية متهما إياها بالمسؤولية عن تسللات الحوثيين، ونافيا أي مسؤولية لبلاده في دعم التمرد الحوثي.

من جهته، أكد نائب رئيس المجلس الوطني (البرلمان) في دولة الإمارات العربية المتحدة ضرورة أن تتطابق الأقوال والتصريحات الإيرانية مع الأفعال التي تقوم بها إيران. وقال أحمد بن شبيب الظاهري، النائب الأول للمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه في الوقت الذي يعتبر فيه التصريحات التي أدلى بها لاريجاني «خطوة إيجابية ونرحب بها، لكنها لا تكفي لبث طمأنة وثقة دول الخليج إذا لم تقترن بخطوات إيجابية تثبت حسن النوايا الإيرانية».

وعندما سألت «الشرق الأوسط» المسؤول الإماراتي عن نوعية هذه الأفعال التي يطالب بها، رد أحمد الظاهري بالقول إن ما قامت به إيران، مثلا، أخيرا بترسيم حدودها البحرية مع البحرين وقطر يعد خطة إيجابية، «وكذلك نعتبر أن تحرك إيران الإيجابي باتجاه إيقاف استمرار احتلالها للجزر الإماراتية المحتلة، هو أيضا رسالة تطمينية تبعثها طهران لجيرانها دول الخليج العربية». ويعتقد الظاهري أن أمام إيران الكثير من الخطوات التي يمكن أن تبرهن رغبتها في إيصال رسالتها التي تؤكد من خلالها على سيادة واستقلال دول الخليج العربية.

وتحتل إيران ثلاث جزر إماراتية منذ نهاية الاستعمار البريطاني عن الأراضي الإماراتية في الثاني من ديسمبر عام 1971، وترفض طهران أي مباحثات ثنائية مع الإمارات، كما ترفض رفع الخلاف على هذه الجزر (طنب الصغرى، وطنب الكبرى، وأبو موسى) لمحكمة العدل الدولية. لاريجاني أوضح خلال لقائه أمس بالوفد البحريني أن مثل هذه التقارير والمعلومات (عن فتح جبهات أمنية في دول الخليج) «هي مسرحية يروج لها أعداء الأمة الإسلامية الذين لا يرغبون في أن تكون لإيران علاقات قوية وأخوية مع دول العالم الإسلامي وبالذات الجوار»، مؤكدا في الوقت ذاته على عمق العلاقات القائمة بين البحرين وإيران.

?وأعرب لاريجاني عن اعتزاز إيران بعلاقاتها مع البحرين، واصفا إياها بأنها علاقات متميزة وحميمية وضاربة في عمقها التاريخي، تقوم على أسس التعاون والمصالح المشتركة، واحترام السيادة، مشيرا إلى ثقته التامة في أن قيادتي البلدين تسعيان إلى المحافظة على هذه العلاقات وتطويرها إلى المستوى المنشود.

وبحسب رئيس مجلس الشورى الإيراني فإن التدخل في الدول وزرع الفتن «مخالف لنهج ومبادئ الثورة الإسلامية التي قامت في إيران وفق ركائز معينة، من أهمها المحافظة على الوحدة الإسلامية بين مختلف الطوائف الإسلامية ونشر قيم المحبة والإخاء بينهم».

وبشأن التقارير الأجنبية التي نشرتها أخيرا بعض الصحف الخليجية عن وجود عزم لدى إيران لفتح جبهات أمنية وتدخلات في بعض دول الخليج، نفى لاريجاني بشدة هذه المعلومات، وأكد احترام إيران لاستقلالية وسيادة جميع دول مجلس التعاون وحرصها على إقامة علاقات مبنية على حسن الجوار والاحترام المتبادل، متهما من وصفهم بأعداء الأمة الإسلامية «بالترويج لمثل هذه التقارير المغلوطة والمسرحيات التي يراد بها تخريب أي علاقات قوية بين إيران وجيرانها ووضع حواجز وزرع مخاوف وشكوك مستمرة لا صلة لها بالواقع».