رئيس أعيان الجنوب ينفي مزاعم إيران بالانسحاب من الأراضي العراقية

وزارة الخارجية العراقية تؤكد بدء اجتماعات اللجان الفنية الشهر الحالي

TT

في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الخارجية العراقية وأيضا الجانب الإيراني انسحاب قوات الأخيرة من قرب البئر رقم 4 في حقل الفكة في محافظة ميسان، للمكان الذي كانت به قبل تقدمها الشهر الماضي، نفى رئيس أعيان الجنوب عضو البرلمان الأسبق عبد الكريم ماهود المحمداوي ذلك.

وقال المحمداوي «أتحدى أي مسؤول عراقي حكومي أن يقترب من البئر مسافة 300 متر، وأن القوات الإيرانية ما زالت بالقرب منها، وأن هناك من تعمد هدم المخافر الحدودية بعد عام 2003 وبنيت أخرى على بعد 4 كم في العمق العراقي».

وكان مسؤولون محليون في محافظة ميسان، في كبرى مدنها العمارة (365 كلم جنوب بغداد)، أعلنوا في 22 ديسمبر (كانون الأول) أن عسكريين وتقنيين إيرانيين سيطروا على البئر رقم 4 في منطقة الفكة على الحدود بين البلدين.

إلى ذلك، أكد وكيل وزارة الخارجية العراقي محمد الحاج حمود لـ«الشرق الأوسط» بشأن متابعة انسحاب القوات الإيرانية أن «هذا الأمر اتفق عليه خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لبغداد أخيرا وما ترتبت عليها من نتائج إيجابية كثيرة والاتفاق على جملة أمور»، مشيرا إلى أن الجهات العراقية أكدت الانسحاب وكذلك الجهات الإيرانية قبل مجيء متقي إلى بغداد. وأضاف «نحن متفقون على عمل اللجان الفنية، وخلال هذا الشهر ستبدأ عملها بشكل دقيق بعيدا عن أي تأثيرات سياسية من هذه الجهة أو تلك».

وبشأن إلغاء بعض الرواقم الحدودية بين العراق وإيران بعد عام 2003 وتقدم الجانب الإيراني على الأراضي العراقية قال الحاج حمود «إن هذه الرواقم أو ترسيم الحدود جرى بين الطرفين عامي 76 و77، أي بعد توقيع اتفاقية الجزائر، والتنفيذ أي الترسيم تم وفق اتفاقية عام 1913 واتفاقية 1937 والإحداثيات نفسها نفذت عام 1975، وعند ترسيم الحدود الآن لدينا هذه الإحداثيات ونعمل عليها دون الاستناد لهذه الاتفاقية أو تلك، المهم أنها إحداثيات متفق عليها مسبقا».

من جهته، بين عضو الجمعية الوطنية السابق ورئيس مجلس أعيان وعشائر الجنوب الشيخ عبد الكريم ماهود المحمداوي، لـ«الشرق الأوسط»، أنه قبل مجيء وزير خارجية إيران إلى بغداد اجتمع مجلس أعيان عشائر الجنوب «وطلبنا من جميع الجهات العراقية من وزارات ورئاسات وغيرها توضيح ادعاءات كثيرة تشير إلى انسحاب القوات إلى ما قبل التحرك، لكنه حديث بعيد عن الواقع وليس له وجود، وحتى زيارة متقي هي زيارة مجاملات فقط». وأضاف «نسأل حكومتنا أن تكون صريحة مع شعبها وتبين تحديدا من الذي قام بتدمير المخافر الحدودية بعد عام 2003، ولماذا انسحبت المخافر العراقية 4 كيلومترات في العمق العراقي وتم بناء أخرى.. من أعطى الأمر؟».

وقال المحمداوي «للأسف نسمع تصريحات من الجانب العراقي أنه لا يسمح باحتلال والتعدي على شبر من أرض العراق، لكنه أصبح أمرا واقعا، وأنا أتحدى أي شخص من الحكومة العراقية أن يقترب من بئر الفكة حتى لمسافة 300 متر، فلا أحد يستطيع الاقتراب حتى الآن من بئر الفكه، ومن الذي قام بتدمير المخافر خاصة مخفر صدام الذي بني عام 1977 تحديدا بجهد عشائر الجنوب، لكنه هدم بعد الاحتلال وبني آخر أبعد منه بأربعة كيلومترات؟». وتابع «إن من يقول من الجانبين العراقي والإيراني إن القوات الإيرانية ابتعدت عن البئر فهو كاذب، ومن يقول إن القوات الإيرانية انسحبت لحدودها هو كذاب أيضا، فالواقع يشير لعكس ذلك». يذكر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حذر أخيرا من أن العراق «لن يسكت» على أي تجاوز يحصل على سيادته.

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الإيرانية «انسحبت فعلا وهنا لا يمكن تحديد هل هم انسحبوا من الأرض العراقية أم لا، فلا يمكن التأكد من ذلك بسبب عدم وجود دعامات توضح الأمر». وتابع «إن قوات عراقية موجودة بالقرب من جميع الآبار النفطية، وليست لدينا أي مشكلة بهذا الأمر ولا توجد أي بئر مسيطر عليها من قبل الجانب الإيراني».

إلى ذلك، أكد إياد السامرائي، رئيس مجلس النواب، أن «الوضع العراقي لا يحتمل أي شكل من أشكال التنازلات عن الأرض، فجميع الاتفاقيات التي أبرمها العراق مع دول الجوار منذ عام 1920 وحتى اليوم كانت على حساب الأرض العراقية». وأكد السامرائي أن «مجموع ما فقده العراق من أراضيه جراء هذه الاتفاقيات قارب العشرين ألف كلم مربع».