في شريط مسجل: البلوي يؤكد أنه نفذ هجومه انتقاما لمقتل بيت الله محسود

قال في وصيته: عملية خوست رسالة لمخابرات أميركا والأردن

انتحاري خوست همام خليل البلوي (يمين) بجانب حكيم الله محسود زعيم «طالبان» الباكستانية في شريط جرى بثه أمس (رويترز)
TT

عرضت قناة تلفزيونية باكستانية أمس لقطات لمن قالت إنه همام خليل أبو ملال البلوي المعروف بـ«أبو دجانة الخراساني»، المفجر الانتحاري والعميل المزدوج الذي قتل ضباطا من المخابرات المركزية الأميركية في أفغانستان، أثناء جلوسه مع زعيم حركة طالبان الباكستانية وأعلنت أنه تبادل معلومات استخباراتية جمعها من الولايات المتحدة والأردن مع متشددين آخرين. وعرضت قناة «اج» التلفزيونية الباكستانية أمس تسجيل فيديو للبلوي وهو يتحدث الإنجليزية لكنه مسموع بصعوبة وإلى جواره حكيم الله محسود زعيم طالبان الباكستانية. ونقلت «اج» عن البلوي، وهو أردني الجنسية، قوله إن المخابرات الأردنية والأميركية عرضت عليه ملايين الدولارات مقابل التجسس على المجاهدين لكنه رفض الثروة وانضم للمجاهدين. ونقلت القناة عن البلوي الذي كان يعرف على الإنترنت بـ«أبو دجانة الخراساني» قوله إنه تبادل كل أسرار المخابرات الأردنية والأميركية مع المتشددين.

وأوضح البلوي في الوصية أن «الأخذ بثأر بيت الله محسود، في أميركا وخارج أميركا، هو أمانة في عنق كل المهاجرين، الذين كان يؤويهم الزعيم الطالباني». وقال: «هذه رسالة لأعداء الأمة من مخابرات الأردن ومن المخابرات المركزية الأميركية، مفادها أن المجاهد في سبيل الله لا يعرض دينه في سوق المساومات، وأن المجاهد في سبيل الله لن يبيع دينه ولو وضعت الشمس في يمينه والقمر في يساره». وتابع: «نقول إن أميرنا بيت الله محسود لن ننسى دمه أبدا، وسيبقى أن نأخذ ثأره في أميركا وفي خارج أميركا هو أمانة في عنق كل المهاجرين». وأكد البلوي: «لن ننساه أبدا؛ لن ننساه حين قال إن أسامة بن لادن ليس في أرضنا لكنه أن أتى سنحميه بإذن الله. ولقد صدق، ولقد دفع من دمه عن هذه الكلمة». وقام همام خليل البلوي بتفجير حزام ناسف كان يرتديه في قاعدة عسكرية في ولاية خوست الأفغانية قرب الحدود مع باكستان في 30 ديسمبر (كانون الأول). وأدى الهجوم إلى مقتل سبعة عناصر من الاستخبارات الأميركية وضابط أردني. وأكد أحد أقارب البلوي لاحقا لوكالة الصحافة الفرنسية في الأردن أن الرجل الذي ظهر في الشريط هو بالفعل البلوي (أردني من أصل فلسطيني انتقل مع أسرته إلى الأردن بعد غزو العراق للكويت في 1990). ويبدو البلوي في الشريط حاملا سلاحا وجالسا إلى جانب رجل يعتمر قبعة أفغانية وخلفهما راية سوداء عليها آيات قرآنية. وبحسب مجموعة «انتلسنتر» التي تقوم برصد المواقع الإسلامية، فإن الرجل الجالس إلى جانب البلوي هو حكيم الله محسود، الذي خلف بيت الله محسود على زعامة طالبان باكستان. وقالت مواقع جهادية على الإنترنت إن البلوي خدع الاستخبارات الغربية لأشهر ثم انقلب على الذين جندوه. وقال مسؤول أردني رفيع المستوى الأربعاء الماضي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الأردن استفاد منذ نحو عام من المعلومات المهمة التي كان يقدمها همام خليل البلوي، ونحن بدورنا مررنا هذه المعلومات للأجهزة التي كنا نتعاون معها في إطار الجهد العام لمحاربة الإرهاب».

ونقلت مواقع إسلامية الخميس عن زعيم «القاعدة» في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد قوله إن منفذ عملية التفجير ترك وصية تقول إن هجوم خوست هو انتقام «لشهدائنا الأبرار» وأوردت أسماء كثير من المتمردين الذين قتلوا في ضربات الطائرات من دون طيار في باكستان. ووصف أبو اليزيد مهمة البلوي بـ«الإنجاز البطولي» في اختراق الاستخبارات الأميركية والأردنية، وفقا لمواقع إسلامية. ومن بين قادة المتمردين الذين ذكروا في الوصية، محسود الذي يعتقد أنه مسؤول عن موجة من الهجمات الدامية، ومنها الهجوم الذي استهدف رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو في ديسمبر (كانون الأول) 2007 وأدى إلى مقتلها. ومن بين الأسماء أيضا أبو صالح الصومالي، الذي وصف بأنه من كبار قادة «القاعدة» والمسؤول عن تخطيط هجمات في الولايات المتحدة وأوروبا وقتل في ضربة طائرة من دون طيار قرب الحدود الأفغانية الشهر الماضي. والهجوم الانتحاري الذي وقع في قاعدة عسكرية أميركية قريبة من الحدود الباكستانية في 30 ديسمبر هو الهجوم الأكثر دموية الذي يستهدف وكالة «سي آي إيه» منذ 1983. وأقر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة علانية أول من أمس في واشنطن خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن بلاده تشارك في مكافحة الإرهاب في أفغانستان، مؤكدا في الوقت عينه أنها تعتزم تعزيز عملياتها في هذا البلد. إلى ذلك قال الأردني خليل البلوي والد منفذ الهجوم الانتحاري الذي قتل فيه سبعة من عناصر «سي آي إيه» في أفغانستان إن ابنه كان ضحية «الدهاليز المخابراتية» التي حولت حياته من طبيب يخدم الناس إلى ما آل إليه مصيره. وقال أبو محمد لوكالة الصحافة الفرنسية: «أنا أعرف أن ابني تغير تغيرا كبيرا في الأطر المخابراتية وبدلا من أن يصبح خادما لأمته وشعبه حولوه إلى الدهاليز المخابراتية وما شابه ذلك». وأضاف: «أنا بنيته بنيانا أسريا تربويا، زرعته شجرة فلما أثمرت قطعوها، كان طبيبا يخدم الناس ويداوي المرضى ومخلصا في عمله، لكنهم اختطفوا هذه اللبنة من هذا البنيان». وحول ما إذا كان يستطيع أن يحدد هوية الأجهزة المخابراتية التي كان ابنه يتعاون معها وإذا كانت تضم حركة طالبان، قال البلوي: «أنا لا، (لكن) بإمكانكم التأكد من الذين عندهم تأكيد ولهم علم بذلك». لكن البلوي قال إنه يستطيع التأكيد على أن ابنه همام هو الذي ظهر على شريط فيديو.

ويعد الهجوم الذي نفذه البلوي على معسكر «تشابمان» المتقدم الواقع في إقليم خوست الأفغاني أخطر هجوم تتعرض له وكالة المخابرات المركزية الأميركية منذ تفجير السفارة الأميركية ببيروت عام 1983.