الكروات يحسمون اختيار رئيسهم اليوم.. وتوقع تقدم يوسيبوفيتش

مرشح الحزب الاشتراكي ورئيس بلدية زغرب يتنافسان في الدورة الثانية

TT

يتوجه الكرواتيون مجددا اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار ثالث رئيس للبلاد منذ إعلان استقلالها عام 1991 في انتخابات يتعهد المتنافسان فيها، الاشتراكي الديمقراطي إيفو يوسيبوفيتش ورئيس بلدية زغرب المستقل ميلان بانديتس، بالإسراع بدمج البلاد في الاتحاد الأوروبي. وكان كل واحد من المرشحين الـ12 الذين خاضوا الدورة الأولى من الانتخابات في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قد فشل في حصد أكثر من 50%، مما استدعى تنظيم الدورة الثانية بين يوسيبوفيتش (32%) وبانديتس (14%) اللذين حازا أعلى نسبة من الأصوات.

ولا تزال كل الاستطلاعات تجمع على فوز يوسيبوفيتش في الدورة الثانية اليوم. فقد أفاد آخر استطلاع للرأي شمل عينة بلغ عددها 3 آلاف شخص، بأن يوسيبوفيتش قد يحصل على نسبة 55% متقدما على بانديتس (44%). ويحق لنحو 4 ملايين ونصف المليون التصويت في نحو 6800 مركز اقتراع، بينها 250 مركزا في زغرب وحدها و55 مركزا عبر العالم.

وفي مناظرة تلفزيونية أخيرة جرت الليلة قبل الماضية، أعلن يوسيبوفيتش أنه يريد أن يجعل من كرواتيا «معقلا لحقوق الإنسان»، متعهدا «بمحاربة الفساد بلا هوادة». من جهته دعا بانديتس الناخبين إلى أن «يقولوا نعم لكرواتيا العمل والوحدة والكرامة والعزة».

ويسعى رئيس بلدية زغرب منذ الدورة الأولى لاستقطاب أصوات ناخبي الحزب المحافظ الحاكم الذين تشتتوا ما بين مرشح حزبهم ومرشحين آخرين انشقا عن الحزب عشية الانتخابات. وفي هذا السياق ازداد خطاب بانديتس راديكالية ليقترب من مواقف المحافظين، والتقى رئيس أساقفة زغرب الذي قدم له دعمه، وركز جهوده على اجتذاب ناخبي الشتات.

ويتجاوز عدد الناخبين في كرواتيا 4.4 ملايين ناخب، بينهم 400 ألف في الخارج لا سيما في البوسنة والهرسك المجاورة حيث ولد بانديتس.

ويطرح المرشحان برنامجين متشابهين، فيعدان بصورة خاصة بدمج كرواتيا في الاتحاد الأوروبي قبل 2012، وبمكافحة الفساد، وبإخراج البلاد من انكماش اقتصادي خطير وصل معه معدل البطالة إلى 16.1% من القوى العاملة.

وعلى الرغم من أن المرشحين اشتراكيان ديمقراطيان، فإنهما مختلفان تماما في الشخصية. فيوسيبوفيتش (52 عاما) خبير في القانون الجزائي الدولي، وهو يؤلف الموسيقى الكلاسيكية. ماضيه خال من أي تهم بالفساد، ويأخذ عليه منتقدوه «افتقاره إلى قوة الشخصية» وإلى الخبرة السياسية.

أما بانديتس (54 عاما) فهو مفعم بالحيوية، وكثير الكلام، استبعد من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعدما قدم ترشيحه بصفته مستقلا. درس العلوم السياسية ويقول إنه «رجل مبادرات». يأخذ عليه منتقدوه استخدامه خطابا شعبويا خاليا من المضمون وعدم تكلم أي لغة أجنبية. واتهم بالضلوع في قضايا فساد، غير أنه لم يمثل يوما أمام القضاء في وقائع كهذه. طلبت منه الصحافة خلال الحملة الانتخابية أن يسمي القادة الحاليين لدول الاتحاد الأوروبي فقال «لا أعرفهم ولا أكلف نفسي هذا العناء».

ويأمل الناخبون في كرواتيا أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية بمجيء الرئيس الجديد، رغم أن نظام الحكم في كرواتيا برلماني، ويقوم رئيس الوزراء بإدارة معظم الشؤون الداخلية والخارجية. لكن القضايا المصيرية يوقع عليها الرئيس مثل الحرب والسلام، وما يتعلق بالمسائل البروتوكولية في العلاقات الدولية. كما يقوم الرئيس بتثبيت رئيس الوزراء من الحزب أو الأحزاب الفائزة في الانتخابات.

وتعد الانتخابات الرئاسية التي تجرى في كرواتيا اليوم الخامسة منذ الاستقلال. وقد نجح كل من الرئيسين السابق فرانيو توغمان، والمنتهية ولايته ستيبان ميسيتش، في الفوز بدورتين متتاليتين. ومن المتوقع أن يكون الرئيس الثالث لكرواتيا هو الشخصية التاريخية التي ستقود البلاد إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، في 2011 أو 2012 على أقصى تقدير، كما قاد ميسيتش زغرب إلى عضوية حلف شمال الأطلسي، (2008).

ومنذ استقلال كرواتيا سنة 1991، حكم كرواتيا حزبان كبيران بالاشتراك مع عدد من الأحزاب الصغيرة، هما، التجمع الكرواتي الديمقراطي، الذي أسسه الرئيس الراحل فرانيو توغمان، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي تناوب عليه عدة زعماء.