إيران: سياستنا في الخليج قائمة على التشاور مع دوله.. ومستعدون للتعاون الأمني

طهران تواصل إرسال رسائل تطمينية لليوم الثالث على التوالي

إيرانيون يستمعون إلى خطبة المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

واصلت إيران إرسال رسائلها التطمينية لجيرانها دول الخليج العربية لليوم الثالث على التوالي، حيث قال  منوشهر متقي وزير الخارجية الإيراني أمس إن سياسة بلاده  قائمة على التواصل والتشاور مع دول المنطقة والاحترام المتبادل والعمل المشترك «لكل ما يصب في مصلحتها وترسيخ أمنها واستقرارها خاصة في هذه المنطقة الهامة من العالم». وبالرغم من السعي الإيراني لبث رسائل تطمينية مكررة لدول الخليج العربي، فإن مسؤولين خليجيين يبدون قلقهم من اقتصار هذه الرسائل الإيرانية على «الأقوال» وعدم اقترانها بـ«الأفعال».

وخلال استقباله أمس وفدا برلمانيا بحرينيا، قال متقي إنه لو حدثت بعض المشكلات أو السلبيات (بين إيران ودول الخليج) «أحياناً على مستوى العلاقات بيننا فإنها لا تقارن بالإيجابيات والتطورات الكبيرة التي تأسست بين إيران ودول الخليج على مدار السنوات الماضية». وخلال اللقاء أعرب  متقي عن ثقته التامة بأن قادة البلدين يسعون دائماً لترسيخ روح التعاون وزيادة أواصر التقارب في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وتطرق  متقي إلى أهمية أن تعمل جميع دول الخليج على حل مشاكلها بنفسها ولا تترك أي فرصة للتدخل الأجنبي في شؤونها. وفيما تطالب إيران بعدم التدخل الأجنبي في منطقة الخليج، فإنها لا تزال تصر على النأي بنفسها من تدخلات جماعات قريبة من النظام الإيراني في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي، وحتى الآن ترفض إيران التنديد بالاعتداءات التي يقوم بها متسللون حوثيون على الحدود السعودية - اليمنية، بل إن طهران نفسها تطالب السعودية بإيقاف العمليات العسكرية، كما تسميها إيران.

 من جهته، أشاد خليفة بن أحمد الظهراني رئيس مجلس النواب البحريني  بالدور الكبير الذي يضطلع به متقي وجهوده في تفعيل وتعزيز العلاقات بين البحرين وإيران،  مشيراً إلى وجود علاقات بناءة وإيجابية يحرص الطرفان على الدفع بها وتعزيزها على أسس واضحة من الثقة والاحترام والتعاون بما يخدم مصالح البلدين ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وعبر رئيس مجلس النواب البحريني عن أمله في أن يتم معالجة الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية، معتبراً أن الطاقة النووية طاقة نظيفة يمكن استغلالها في الأغراض السلمية وأن دولا كثيرة باتت تبذل جهوداً في الحصول على هذه الطاقة البديلة.

  وكان مسؤولون خليجيون قد صرحوا لـ«الشرق الأوسط» أمس بأن على إيران أن تقرن أقوالها بالأفعال، مطالبين بخطوات عملية تقوم بها طهران من أجل بث الطمأنينة بين الشعوب الخليجية، فيما قال نائب رئيس البرلمان البحريني غانم البوعينين إن مستويات الثقة للدول الخليجية بإيران «في أدنى مستوياتها».

 إلى ذلك، قال سعيد جليلي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران إن أمن البحرين هو من أمن إيران واستقرارها «وذلك اعتماداً على المشتركات والعلاقات التي تربط قيادة وشعب البلدين»،  مضيفاً أن كل الجهود التي يتم بذلها في هذا الصدد يجب أن تشمل التعاون الأمني، داعياً إلى ضرورة التعايش بين دول الخليج في إطار من الأمن والاستقرار لها جميعاً. وأوضح جليلي ضرورة الحوار بين هذه الدول لأنها المعنية باستتباب الأمن فيها.