فيرارا مضطر للدفع بأماوري إلى جانب دييغو في ديربي اليوفي والميلان

يوفنتوس حائر بين ملايين تشيلسي والاحتياجات الفنية للفريق إثر إصابة تريزيغيه

TT

ينطلق يوفنتوس اليوم مهاجما على إيقاعات السامبا، فمن المقرر أن يدفع المدرب شيرو فيرارا بجبهة هجومية برازيلية خالصة، وهو الشيء الذي لم نشهده في اليوفي منذ نصف قرن تقريبا، ومن المثير للفضول أن يحدث هذا أمام فريق الميلان «البرازيلي» أيضا.

على الجانب الآخر، فدائما ما اصطاد مسؤولو الميلان من البحر البرازيلي بكل سرور، بينما ضم اليوفي 6 عناصر برازيلية، كانوا يلعبون من قبل لأندية أوروبية، و3 منهم يعدون جزءا من التشكيل الأساسي للفريق الحالي. وعلاوة على ميلو، فإن أماوري ودييغو سيمنحان، بصورة خاصة، الحياة للشكل الجديد للفريق. الشيء الغريب هو أن الأمور ما كان مخططا لها أن تسير هكذا، فأماوري سيلعب بسبب إصابة تريزيغيه، كما أن دييغو انتقل للناحية الهجومية بسبب الحاجة الخططية، فالأقدار هي التي جمعت الثنائي الهجومي البرازيلي في تشكيلة اليوفي، وهي ذاتها التي وضعتهما أمام كثير من الصعوبات، فقد أحرزا معا 7 أهداف (4 أماوري، 3 دييغو)، ولم يسجلا منذ شهرين، كما أن أحدا منهما لم ينجح في التصويب بين الثلاث خشبات خلال مباراة بارما الماضية، ويأمل فيرارا في أن تكون الضرورة ذات أثر طيب أمام الميلان.

لم يجد دييغو إلى الآن المكان المناسب له في الفريق الجديد، وقد كان هو الصفقة الكبرى خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضية لليوفي، الذي غير طريقة اللعب الخاصة به ثلاث مرات بحثا عن الاستفادة بأكبر صورة ممكنة من إمكانات اللاعب البرازيلي، والذي، بدوره، تحرك في كافة أنحاء الملعب كصانع ألعاب وحيد، أو في القلب وسط ثلاثة لاعبين، وكظهير حسب الحاجة، والآن كرأس حربة ثان، وقد نجح في التسجيل أمام روما. إنه ليس مهاجما، ولم يلعب قط في هذا المركز، ومن المعروف أنه لا يروق له، لكنه يتأقلم لأن فيرارا يريده على حدود منطقة الجزاء للاستفادة من تسديداته القوية وقدرته على الاختراق، بينما كان دييغو في السابق يتراجع كثيرا من أجل استعادة الكرة. والانطباع السائد هو أنه لم يكن السبب في الخطأ، فعدم وجود صانع ألعاب هو الذي تسبب في عودته للخلف وجعله يقوم بهذه المهام، لكن في بعض الأحيان حينما كان ينجح في استخلاص الكرة كان يعاني من أجل إيجاد زميل غير مراقب، ويكون لدى لاعبي الخصم الوقت الكافي لإحكام الدفاع. وهذا غير مجد، فالحقيقة هي أن الخمسة أهداف التي صنعها، 4 منها جاءت من ضربات حرة، علاوة على أن طريقة اللعب (4-3-1-2) التي تم رسمها من أجله لم تجلب التوازن، لذا فالمدير الفني قرر العودة لطريقة (4-4-2) ونقله إلى الهجوم من أجل إنقاذ الصفقة الجديدة. وبعد خروج تريزيغيه مصابا الأربعاء الماضي، وجد دييغو نفسه يلعب إلى جانب أماوري، الذي كان منذ العام المنصرم يطمح للعب مع المنتخب الإيطالي، وانطلق بكل قوة، لكنه توقف بعد خريف رائع، ثم أصيب بعد ذلك، ومنذ عودته للفريق لم يقم بشيء يذكر، حيث لم يحرز أي هدف لمدة 9 أشهر، وبعدها سجل 4 أهداف في 10 أيام، وعاد بعدها للبيات الشتوي. كان أكثر شيء افتقده التوفيق، لأنه منذ وقت طويل لم يستعرض «رقمه المفضل»، أو بالأحرى المراوغة بكل قوة وتسجيل الأهداف. جدير بالذكر أن ليوناردو، المدير الفني للميلان، كان يقدره كثيرا ويرغب في ضمه للفريق، وربما كان أماوري يحلم باللعب مع رونالدينيو وباتو، ولكن على العكس، فقد تعين عليه «الرضا» بدييغو، وسيحاول معه اليوم الفوز بدربي البرازيليين في إيطاليا.

وفي الوقت الذي يبحث فيه الجميع عن بصيص من الأمل لتخطي الأزمة الصعبة التي يشهدها الفريق حاليا، فقد اليوفي جهود لاعبه تريزيغيه الذي تأكد غيابه عن صفوف الفريق لمدة 40 يوما، أي أنه لن يتمكن من العودة قبل المباراة التي سيخوضها الفريق أمام أياكس في إطار منافسات الـ«يورو ليغ» في الثامن عشر من فبراير(شباط) المقبل. ومع هذا الانسحاب المفاجئ للفرنسي تعززت الحاجة إلى خدمات فينشنزو ياكوينتا. ويأتي ياكوينتا على رأس قائمة اهتمامات كارلو أنشيلوتي مدرب تشيلسي. وقد توجه أندريا داميكو، وكيل أعمال اللاعب، إلى لندن لمناقشة مسألة انتقال اللاعب مع إدارة تشيلسي، التي أعلنت عن استعدادها لاستثمار من 10 إلى 20 مليون يورو لشراء مهاجم جديد لتعويض غياب ديديه دروغبا أثناء مشاركته مع منتخب بلاده في منافسات «كأس الأمم الأفريقية». من جانبه، أبدى اليوفي ترحبيه بفكرة التنازل عن اللاعب مقابل 12 مليون يورو، وهو المبلغ نفسه الذي استثمره النادي الإيطالي لشراء اللاعب منذ عامين، حيث لن تكون هناك حاجة له بعد تغيير خطة اللعب. ولكن يبدو أن الرياح قد أتت بما لا تشتهي السفن، حيث مني دافيد تريزيغيه بهذه الإصابة المفاجئة التي عرقلت سير المفاوضات بين الجانبين. وكان تريزيغيه قد نجح في استعادة مكانه كلاعب أساسي بعد أن أبلى بلاء حسنا في الآونة الأخيرة. لكن أماوري قد استعاد جزءا كبيرا من لياقته البدنية، ولم يعد ينقصه سوى إنهاء صيامه الطويل عن الأهداف. وفي انتظار عودة ياكوينتا، قرر المدير الفني الدفع بأماوري إلى جانب دييغو لاستكمال جبهة الهجوم البرازيلية. وكان رصيد دييغو قد توقف عند ثلاثة أهداف على الرغم من عودته إلى مركزه المفضل في مباراة بارما، وهو ما عقب عليه اللاعب: «إنه لأمر رائع أن نبدأ العام الجديد بالحصول على ثلاث نقاط جديدة، إنني سعيد للغاية بمشاركتي في هذا النجاح، والآن علينا أن نستعد جيدا لمواجهة الميلان، لأن الفائز بهذه المباراة سيحصل على المركز الثاني في التصنيفات، إنني أؤمن بقدرتنا على الظفر بصدارة الدوري المحلي، ولكن علينا أن نركز في تحقيق هذا الهدف واتباع الطريق الصحيح حتى نصل لغايتنا في النهاية».