أمانة جدة لا تستبعد التعاقد مع شركات مستدعاة للجنة تقصي الحقائق

وكيل الأمانة للمشاريع والتعمير لـ «الشرق الأوسط»: 81 مليون ريال تكلفة مشاريع تخفيض منسوب المياه السطحية

رغم شروع أمانة جدة في تجفيف التجمعات المائية المنتشرة في مواقع عدة، فإن بعضها لا يزال محتفظا بالمياه («الشرق الأوسط»)
TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة إمكانية تعاقد الأمانة مع الشركات المستدعاة سابقا من قبل لجنة تقصي الحقائق، مرجعا سبب ذلك إلى عدم اطلاع الأمانة على قوائم الشركات المستدعاة ـ بحسب قوله.

يأتي ذلك في وقت تعمل فيه أمانة محافظة جدة على ترسية مشاريع مستعجلة لإنجاز شيء من الأضرار التي لحقت بمناطق متفرقة في مدينة جدة جراء سيول الأربعاء التي اجتاحت المدينة الشهر الماضي.

إلى ذلك، كشفت أمانة جدة عن مشروع لتجفيف المياه السطحية في حي السامر 3 خلال الشهرين القادمين، وذلك بحسب ما أعلن عنه لـ«الشرق الأوسط» المهندس إبراهيم كتبخانة، وكيل أمانة جدة للمشاريع والتعمير، واصفا ذلك المشروع بـ«العاجل»، كون هذا الحي لقي أضرارا واسعة جراء الأمطار.

وكشف عن ترسية مشروع طريق مكة المكرمة القديم بتكلفة بلغت 20 مليون ريال، إلى جانب تعميد المنفذ للبدء في الأعمال، لافتا إلى أن ذلك الطريق شهد أضرارا كبيرة - على حد قوله.

وعلى الرغم من شروع الأمانة في تجفيف التجمعات المائية المنتشرة في مواقع عدة، فإن تجمعات أخرى للمياه أبت أن تجف، غير أن أمانة جدة أرجعت سبب ذلك إلى أن المياه الجوفية المصاحبة لتلك التجمعات شكلت عائقا خلال عمليات إعادة تأهيل الأحياء المتضررة.

ولفت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أحد المهندسين المدنيين في أمانة جدة إلى أن عملية الشفط تعد معالجة مبدئية ومؤقتة للمياه السطحية، مؤكدا في الوقت ذاته أن المياه الجوفية نابعة من تحت الأرض - بحسب قوله.

واستدل على ذلك ببحيرة «الصواعد»، إحدى البحيرات الثماني التي حددها الدفاع المدني بهدف البحث عن جثث بداخلها، والواقعة في نهاية شارع جاك بحي قويزة، مرجعا سبب ارتفاع منسوبها المائي إلى وجود مياه جوفية في أرضها.

من جانبه، أشار العميد عبد الله الجداوي، مدير الدفاع المدني بجدة، إلى أنه تمت ملاحظة ما يشبه العيون في أطراف بحيرة الصواعد أثناء عمليات سحب المياه منها، إلا أنه لم يتم التعرف على مصدرها - بحسب قوله.

وقال الجداوي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن تلك البحيرات تكونت جراء الأمطار الغزيرة، والتي تم العمل عليها فترة طويلة، غير أن الأمطار الأخيرة تسببت في امتلائها مرة أخرى»، لافتا إلى أن الدفاع المدني كان يقوم بسحب المياه من نحو أربع بحيرات وصبها في موقعين مفتوحين دون جدوى.

وبالعودة إلى وكيل أمانة جدة للمشاريع والتعمير، أفاد بأنه تم إنشاء شبكات لتخفيض منسوب المياه السطحية، مبينا أنه تم تحديد بعض المناطق والانتهاء من دراسة وتجهيز مشاريعها للطرح بتكلفة وصلت إلى 81 مليون ريال.

وأضاف «تم استكمال المشاريع منذ عام، عدا عن اعتماد بعضها والإعلان عنه قبل وقوع الكارثة»، مشيرا إلى أن مصطلحي المياه الجوفية والمياه السطحية يعبران في الأخير عن وجود مياه في السطح، الأمر الذي يجعل المسميين صحيحين في كل الأحوال.

وهنا علق مدير الدفاع المدني في جدة قائلا «لا توجد خطة لدينا حول التعامل مع المياه الجوفية، إلا أننا نعالجها كحالات فردية، لا سيما أن مثل تلك الخطط تحتاج إلى دراسات طويلة بهدف حل مشكلة هذه المياه»، موضحا أن العمل على البحيرات الثماني مستمر بمعدل 14 ساعة يوميا.

وفي ما يتعلق بأعمال لجنة تقييم المنازل في الأحياء المتضررة، أوضح أحد أعضاء اللجنة أن أول الإجراءات الخاصة بالتقييم يتضمن سلامة الهيكل الإنشائي وخلوه من التشققات والتصدعات في الأعمدة الحاملة للمبنى، إضافة إلى التأكد من عدم دماره ولو جزئيا.

وأكد على أن رمي المواطنين لمخلفات منازلهم في الشوارع داخل الأحياء المتضررة يشكل صعوبة من شأنها أن تعوق عمل اللجنة، لا سيما أن ذلك يحدث بعد تنظيف وتهذيب الشوارع، إلا أن تلك المخلفات تعرقل المرور في المنطقة.

وفي سياق آخر، ناقش الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، آخر الجهود المبذولة في مساعدة المتضررين جراء السيول التي اجتاحت مدينة جدة، وذلك خلال اجتماعه يوم أمس مع الدكتور بندر العيبان، رئيس هيئة حقوق الإنسان، والدكتور عبد الله المعطاني، المشرف العام على فرع الهيئة بمنطقة مكة المكرمة.

من جهته، وصف رئيس هيئة حقوق الإنسان ذلك الاجتماع بـ«المثمر»، لا سيما أنه شهد تسليط الضوء على دور أمانة منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة في التعامل مع الحدث، إضافة إلى ما تم توفيره من إمكانيات حيال ذلك والدور الإشرافي والتنفيذي مع القطاعات الحكومية والأهلية.

وفي إطار الأعمال اليومية، اعتمدت أمانة محافظة جدة خطة لسفلتة وصيانة الطرق خلال الربع الأول من عام 2010، تستمر حتى نهاية شهر مارس (آذار) المقبل، وتشمل سفلتة ما يزيد على 3.3 مليون متر مربع من الشوارع في معظم الأحياء.

وهنا أوضح المهندس إبراهيم كتبخانة أنه تم توزيع تلك الخطة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتشمل سفلتة وصيانة الطرق الحالية والبالغ عددها 17 مشروعا تغطي جميع أنحاء مدينة جدة، وذلك بهدف رفع كفاءة الطرق، مشيرا إلى أن الخطة أعطت الأولوية لعدد من الأحياء التي تضررت من جراء السيول.

وقال «إن الخطة تتضمن سفلتة شوارع جدة، منها طريق الملك بحي الشاطئ على مساحة 65 ألف متر مربع، وشارع فيصل بن فهد بمساحة 50 ألف متر مربع»، مضيفا «تم اعتماد خطة لإعادة سفلتة شارع حلمي كتبي في حي الشاطئ، وشارع الروضة بحي الزهراء بمساحات 120 ألف متر مربع».

وأفاد بأن الخطة تضمنت أيضا سفلتة شوارع داخلية في أحياء بريمان والسامر والأجواد، بمجموع مساحات يتجاوز 300 ألف متر مربع، عدا عن أعمال سفلتة وصيانة طريق مكة القديم بمساحات تصل إلى أكثر من 100 ألف متر مربع.

وأشار إلى أن الخطة اعتمدت سفلتة أجزاء كبيرة من الشوارع الرئيسية لجدة، منها طريق الملك عبد الله في حي السليمانية بمساحة 2.5 ألف متر مربع، وشارع المحجر بالجنوب بمساحة 2.6 ألف متر مربع، وشارع عبد الله السليمان بحي الجامعة بمساحة 2.9 ألف متر مربع، وأعمال سفلتة لطريق الأمير ماجد والأمير متعب بمساحات تزيد على 3.6 ألف متر مربع، إضافة إلى ما يقرب من 3 آلاف متر مربع لشارع الملك فيصل بالمستودعات، و4.5 ألف متر مربع لطريق مكة القديم في أم السلم.

كما اعتمدت الخطة سفلتة 50 ألف متر مربع لعدد من الشوارع الداخلية في حي العزيزية، إلى جانب ما يزيد على 15 ألف متر مربع، ويشمل ذلك معالجة عدد كبير من الحفر ضمن نطاق بلدية العزيزية، وسفلتة عدة شوارع داخلية في حي الكندرة والجامعة بمساحات تصل إلى 160 ألف متر مربع.

وفي نطاق البلد، أوضح كتبخانة أنه تم اعتماد سفلتة لشارع الستين بداية من طريق الملك عبد الله حتى طريق الملك عبد العزيز بمساحات 25 ألف متر مربع، كما تم اعتماد المساحة نفسها لسفلتة شارع الملك عبد العزيز من شارع الستين حتى ميدان البيعة، إلى جانب ما يزيد على 8 آلاف متر مربع لطريق المدينة في المناطق الواقعة بحي البساتين والنعيم، وعدة شوارع داخلية بحي النعيم والأجواد بمساحات تزيد على 30 ألف متر مربع.

وتشمل خطة العمل سفلتة شارعي الطيران المدني وبني مالك بمساحات 12 ألف متر مربع، وشارع المحجر بمساحة 2.5 ألف متر مربع، وعدد من الشوارع الداخلية بحي الحمراء والعزيزية بمجموع مساحات يصل إلى 30 ألف متر مربع، كما تم اعتماد سفلتة عدد كبير من الشوارع الداخلية بأحياء الرحاب، والمحجر، والفيصلية، والروابي، وبني مالك، والشرفية، والمحمدية، والروضة، والعزيزية، والسلامة، والأمير فواز، والبغدادية الغربية والشرقية، والنزهة، والنسيم، والحرازات، والمنار، والتوفيق، بمساحات تقترب من المليون متر مربع.