لاعب منتخب الجزائر الكروي قدوة لشبان الأحياء الشعبية

قريب للمدافع حليش لـ «الشرق الأوسط»: والداي يتلاسنان حول مستقبلي بسببه

المدافع الدولي رفيق حليش قلب دفاع المنتخب الجزائري
TT

في الأحياء الشعبية بالعاصمة الجزائرية، الجزائر، يطمح الفتيان الذين يحبون كرة القدم، إلى أن يصبحوا نجوما مثل مجيد بوقرة مدافع فريق نادي الرينجرز الاسكوتلندي، أو مراد مغني لاعب وسط ميدان فريق نادي لاتسيو الإيطالي، أو حتى فوزي شاوشي حارس مرمى فريق نادي وفاق سطيف المحلي.

القاسم المشترك بين هؤلاء النجوم بالنسبة لكل الشبان ليس فقط المهارة والفنيات، ولكن أيضا الثراء الذي تؤمنه لهم الشهرة.

أحد أقارب المدافع الدولي اللامع رفيق حليش، قلب دفاع المنتخب الجزائري المتأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة، أعرب لـ«الشرق الأوسط» عن أمنيته في أن يغادر، بدوره، إلى الأبد حي باش جراح الشعبي الذي يقع في الضواحي الجنوبية للجزائر العاصمة. ولن يتحقق ذلك، في نظره، إلا إذا التحق بفريق ناد عريق يضمن له راتبا شهريا كبيرا ومنحا مغرية تسمح له بشراء منزل في أحد الأحياء الراقية بأعالي العاصمة.

كان حليش (23 سنة) يقيم في حي باش جراح، وفي أزقته تعلم لعب كرة القدم وبسبب ولعه بها عزف عن الدراسة. ومن ثم مارس اللعب في نادي نصر حسين داي المحلي. وقبل سنتين اشتراه ناد عريق في البرتغال وهو اليوم أحد كوادر المنتخب الذي سيخوض كأس أفريقيا في أنغولا. وعن المثال الذي يقدمه المدافع الدولي الشاب يقول قريبه الذي يبلغ 15 سنة لـ«الشرق الأوسط»: «والدي مصمم على أن أكمل دراستي ووالدتي تعتبر رفيق حليش نموذجا للشاب الناجح في الحياة. في آخر مرة نشبت بينهما ملاسنة حادة في البيت، لأن والدي يريدني أن أكون طبيبا في المستقبل لكن أمي قالت له إن ممارسة الكرة مصدر ربح وفير، ونصحته بأن يتوسط لدى رفيق لكي يأخذني إلى البرتغال. ولقد حدثته عن المليون يورو الذي قرأت عنه في الصحافة، والذي سيحصل عليه كل لاعب في حال الفوز بكأس أفريقيا، وقالت له: حتى لو تخرج طبيبا ووجد عملا فلن يجمع ربع هذا المبلغ ولو اشتغل لمدة 50 سنة».

بعملية حسابية، يفوق مبلغ المليون يورو الـ100 مليون دينار جزائري. وهو يمثل قيمة فوائد يجنيها رجل أعمال بارز يبيع الزيت في الجزائر في مدة ستة أشهر. ومع أنه بالنسبة لمواطن بسيط يعد مبلغا خياليا، فهو، وتبعا لأسعار العقارات في أحياء العاصمة وضواحيها، لا يسمح بشراء إقامة في حي راق بمستوى حي حيدرة أو في حي البشير الإبراهيمي مثلا، حيث يسكن كبار المسؤولين في الدولة، ومنهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ووزير الداخلية يزيد زرهوني.

من جهة ثانية، يعتقد عبد الرحمن، وهو صاحب محل بيع ألبسة رياضية في حي الأبيار، أن منحة المليون يورو التي وعد محمد راوراوة، رئيس اتحاد كرة القدم، بصرفها لكل واحد من اللاعبين إذا فازوا بكأس أفريقيا «ليست مبلغا كبيرا، قياسا بالمتعة الكبيرة التي يحققها لنا اللاعبون. الفوز الذي أهدوه لنا عندما اجتازوا عقبة مصر وتأهلنا إلى المونديال، يستحقون من أجله 100 مليون يورو لكل لاعب». ويقول صديق له كان معه في المحل: «كريستيانو رونالدو (اللاعب البرتغالي العالمي) اشتراه ريال مدريد من مانشستر يونايتد بأكثر من 70 مليون يورو، ونملك لاعبين يستحقون دفع هذا المبلغ وربما ضعفه. أنظر ما يفعله مجيد بوقرة في غلاسغو رينجرز».

الجدير بالذكر أن راوراوة نفى بالأمس أن يكون وعد بمنح مليون يورو لكل لاعب، وقال إنه مبلغ لا يقدمه أعرق النوادي الأوروبية لكوادرها. غير أنه، في المقابل، أكد أنه تعهد بصرف 100 ألف يورو في حال العودة بكأس أفريقيا من أنغولا. وعودة إلى شاوشي، نقلت صحيفة متخصصة أنه اشترى سيارة ألمانية فاخرة بفضل منحة التأهل إلى المونديال. وقبل سنوات قليلة كان شاوشي يحجز التذاكر للمسافرين بالحافلات في منطقة برج منايل إلى الشرق من الجزائر العاصمة.