فيلم وثائقي تونسي حول طفل «نابغة» يعزف على الكمنجة

المخرج يمضي 3 سنوات في تصوير «كان ياما كان في هذا الزمان» في عدة عواصم

TT

تتشابك الرغبة الدفينة للأب مع الطموح الفعلي للابن الذي لبى رغبة أبيه ولو بعد سنوات طويلة. الحكاية تضمنها الفيلم الوثائقي الذي أخرجه التونسي هشام بن عمار حول طفل نابغة في مجال العزف على الكمنجة.

يقول هشام بن عمار «الفيلم الوثائقي رسالة حب تؤسس لعلاقات إنسانية دافئة ونبيلة، فقد أصبحت قريبا من عائلة الرمضاني خلال ثلاث سنوات من التصوير. أما النابغة أنس فقد حمل لي فرحا كبيرا. لقد تحملت الغضب أحيانا وكنت وحيدا أحيانا أخرى وفي حالة أشبه بالعزلة، أما بعد عرض الفيلم على الجمهور لأول مرة فلدي إحساس بان الفيلم هو إنجاز عائلة».

فيلم «كان ياما كان في هذا الزمان» اتخذ من الموسيقى نقطة الارتكاز الأساسية وهو يعرض تفاصيل ولع التونسي أنس الرمضاني بعزف الكمنجة. الطفل أنس عمره الآن لا يزيد على 15 سنة، وفي سن الخامسة انطلق الصبي في تعلم العزف على آلة الكمنجة وتمكن خلال سنوات قليلة من عزف «رقصة الكمنجة» للعازف التونسي رضا القلعي، وهي من أصعب المعزوفات الموسيقية، وكان ذلك في اختتام مهرجان قرطاج عام 2005، وكان عمره آنذاك لا يزيد على تسع سنوات.

يقول الأب عبد الرؤوف الرمضاني، وهو أستاذ موسيقى «لقد حصل أنس على الجائزة العالمية الأولى في العزف على الكمنجة في فيفري 2001 من بين 212 مشاركا في باريس».

الفيلم عرض تفاصيل هذه التجربة الفريدة من نوعها في تونس، والمخرج هشام بن عمار تابع الموهبة الموسيقية في عدد من العواصم الأوروبية على غرار باريس ولندن وبروكسل. الفيلم خلط بصفة كبيرة بين نجاح الابن وفرحة الأب بهذا النجاح، فالأب عبد الرؤوف الرمضاني كان يحلم بأن يكون عازفا ماهرا لآلة «الترومبات» تتحدث عنه الدنيا بأكملها، ولكنه لم يحقق طموحه، فجاء الابن لتعلم عزف الكمنجة وأصبح أحد أمهر العازفين الصغار لتفتح الأبواب أمامه. ما كان صعبا على الأب تحقيقه أصبح سهلا ممهدا أمام الابن الصغير.

المخرج التقى العازف الصغير خلال زيارة إلى لندن لمواكبة حفل موسيقي كبير يجمع أبرز العازفين العالميين، وهناك تعرف على أنس الرمضاني، وتولدت فكرة إخراج فيلم وثائقي حول العازف الصغير. وهشام بن عمار أخرج في السابق مجموعة من الأفلام من بينها «رايس الأبحار»، و«كافيشانطا» و«شفت النجوم في القايلة»، وقد اختار لأول مرة أن يخرج فيلما وثائقيا وجاء حول عازف صغير، تمكن من النجاح في امتحان الدخول إلى مدرسة يهودي منوين في لندن، وهي إحدى أكبر المدارس في تعليم الموسيقى في العالم، وهي متخصصة في العزف على آلة الكمان، وسيواصل الدراسة مبدئيا إلى سنة 2014.

العرض الأول للفيلم حضره المخرج العالمي ايبار سوبير مخرج فيلم «كابوس داروين»، إلى جانب مدير تصوير الفيلم، وهو الآن في انتظار الخروج إلى القاعات السينمائية التونسية.