أين حقوقهم؟

مسلي آل معمر

TT

سبق لي أن كتبت عن قضية النقل التلفزيوني، وبيع حقوق بث مباريات الدوري السعودي من راديو وتلفزيون العرب إلى قناة الجزيرة الرياضية، ولا أظن أن أي شخص عاقل يمكن له أن يعترض على بحث ملاك شبكة راديو وتلفزيون العرب عن مصالحهم كتجار، خصوصا حينما يكون المقابل بحجم ما قدمته القنوات القطرية، لكن الأمر الذي لا يقبله أحد هو ضياع حقوق الآخرين، مثل المشتركين الذين دفعوا قيمة الاشتراك لمدة سنة واحدة، ثم وجدوا القنوات التي اشتركوا فيها بين ليلة وضحاها «فص ملح وذاب»! كذلك افتقاد المشاهد للخدمة التي تعود عليها مثل: التحليل الفني لأغلب المباريات، واللقاءات المباشرة من الملعب، والتعليق المميز، فكل هذه المزايا هي سبب رئيسي في إقدام المشاهد على دفع قيمة اشتراك عالية جدا، وهذا المشاهد للأسف وجد قنواته التي دفع قيمة الاشتراك فيها شيئا من الماضي، كما تحولت الخدمة المقدمة من الناقل البديل إلى مستوى (الجود من الموجود)!

الغريب في الموضوع أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لم تتخذ أي موقف رسمي حتى الآن، بل إنها كانت غائبة عن المفاوضات رغم أنها طرف مهم في الصفقة، لا يقل أهمية عن البائع والمشتري، ومن الواجب علينا أن نحرص جميعا على طريقة عرض الدوري السعودي وتقديمه للمشاهد؛ لأن هذا جزء مهم من التسويق والانتشار، فعندما يكون النقل مكثفا والتغطيات حية ومعادة لكل المباريات أو أغلبها، فإن هذا يزيد من قوة الدوري ويرفع من عدد متابعيه، والعكس تماما حينما تقل نسبة المشاهدة، وأبسط الأمثلة لدينا هي بعض المنافسات العالمية القوية التي لا تنقل لنا في الشرق الأوسط مثل الدوري البرازيلي والأرجنتيني، هذه المنافسات قوية جدا وممتعه، لكن بما أنها لا تنقل لنا بشكل مكثف مثل الدوري الإنجليزي أو الأسباني أو الإيطالي لا نجد لها جمهورا أو متابعين.

أعتقد أن ما يحدث حاليا، من قنوات راديو وتلفزيون العرب وقنوات الجزيرة بحق المشترك والمشاهد والدوري السعودي، هو الخطر والخطأ بعينه الذي يجب أن يتحرك تجاهه المسؤولون في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فبرأيي أن الخطر ليس ممن ينتقد العمل في البرامج الحوارية بغض النظر عن قسوة هذا النقد أو صحته من عدمها، بل الخطر هو تقديم الدوري السعودي فضائيا بشكل ضعيف، وسلب حقوق المشتركين والمشاهدين، وأجزم أن من استطاع إلغاء عقد قناة تدفع سنويا ثلاثين مليون ريال مقابل نقل حزمة مباريات، وتسهم في انتشار الدوري السعودي، أجزم أنه قادر على إلزام الناقلين الآخرين بتقديم خدمة مميزة وحفظ حقوق المشتركين.