خامنئي يعلن دعمه لقمع المعارضة.. ويدعو السلطات الإيرانية إلى «القيام بواجبها»

طهران تفرج عن ألماني وتتجه لإطلاق سراح سوري احتجزا إثر مظاهرات 27 ديسمبر

TT

أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، أمس، دعمه للقمع الذي تعرض له المتظاهرون المناهضون للحكومة في السابع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ودعا السلطات إلى «القيام بواجبها ضد الفاسدين ومثيري الشغب». واعتبر أن المظاهرات الضخمة الداعمة للنظام التي نظمت بعد ثلاثة أيام من مظاهرات المعارضة تشكل «التحذير الأخير» لهذه المعارضة.

وكانت المظاهرات المناهضة للمعارضة والتي جمعت مئات آلاف الأشخاص في كل أنحاء البلاد أعلنت دعمها للمرشد، وطالبت بـ«معاقبة» زعماء المعارضة الذين شاركوا في المظاهرات التي جرت في ذكرى عاشوراء.

وقال خامنئي «إن السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) أدركت ما يريده الشعب، وعليها القيام بواجباتها كاملة ضد الفاسدين ومثيري الشغب».

وقال خامنئي إن «السلطويين والتيارات المعادية للدين الذين يرفعون اليوم في الظروف التي تغطيها غبار الفتن شعارات ضد النظام والثورة هم أنفسهم الذين وقفوا بوجه الإمام الخميني والثورة، فيما أثبت الشعب مرة أخرى يقظته بحضوره الفاعل حفاظا على النظام الإسلامي».

إلا أن المرشد عاد وحذر أنصاره من أي تجاوزات خلال قمع المعارضة. وقال «لا بد أن يتم كل شيء في إطار القانون، وعلى الجميع تجنب اتخاذ مبادرات فردية».

وتعرض الرئيس السابق لمجلس الشورى الإصلاحي مهدي كروبي أول من أمس لهجوم من عناصر من الباسيج، ومن متظاهرين مؤيدين للنظام في قزوين شمال البلاد حاصروا مكان وجوده لبضع ساعات قبل أن يمطروا سيارته بالحجارة. كما أفاد المحيطون بكروبي بأن عيارات نارية أطلقت باتجاه سيارته المصفحة، في حين تنفي الشرطة أن يكون حصل أي إطلاق نار. وكان ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب المئات بجروح خلال المظاهرات التي جرت في السابع والعشرين من الشهر الماضي.

وكانت هذه أسوأ أحداث عنف منذ الاحتجاجات التي وقعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتيجتها والتي أجريت في يونيو (حزيران). وتجاوزت الاحتجاجات الخطوط الحمراء وهاجمت شخص المرشد الأعلى.

وقال خامنئي، في الخطاب الذي نقله التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة بمناسبة ما يسمى بانطلاق «الشرارة الأولى» للثورة الإيرانية، إن «الولايات المتحدة وبريطانيا وقوى الغطرسة الأخرى وكذلك من ضللوا في الداخل تصرفوا تحت شعار الصراع ضد الإمام (آية الله الخميني) والثورة منذ بداية انتصار الثورة. والموقف مماثل الآن».

وقال موقع «جرس» التابع للمعارضة على الإنترنت يوم الأربعاء إن أكثر من 180 شخصا بينهم 17 صحافيا وعشرة من مساعدي زعيم المعارضة مير حسين موسوي وبعض اتباع البهائية المحظورة ألقي القبض عليهم بعد احتجاجات يوم عاشوراء.

وتخطط إيران لمحاكمة خمسة محتجزين آخرين بسبب الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وتقول إنهم أعضاء في جماعة «مجاهدين خلق»، وهي جماعة تعارض من المنفى نظام الحكم الإسلامي في إيران، ويواجه هؤلاء تهمة الحرابة.

الى ذلك أعلنت السلطات الإيرانية أمس عن إطلاق سراح مواطن ألماني كان قد احتجز خلال اضطرابات مناهضة للحكومة في 27 ديسمبر (كانون الأول)، كما ذكرت أنها تخطط لإطلاق سراح صحافي سوري.

ونقلت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية عن عباس جعفري دولت أبادي المدعي العام الإيراني قوله إن المواطن الألماني أطلق سراحه مساء أول من أمس بينما كان من المقرر إطلاق سراح الصحافي السوري في وقت لاحق أمس.

وقتل ثمانية أشخاص في اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الزعيم المعارض مير حسين موسوي يوم عاشوراء في 27 ديسمبر (كانون الأول). وكانت هذه أسوأ أحداث عنف منذ الاحتجاجات التي وقعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتيجتها والتي أجريت في يونيو (حزيران) الماضي. ويقول المحتجون المعارضون إن الانتخابات شهدت تلاعبا لصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد وهي مزاعم تنفيها الحكومة الإيرانية.

ونقلت وكالة «رويترز» عن موقع «جنبش راه سبز» (جرس) التابع للمعارضة على الإنترنت الأربعاء أن أكثر من 180 شخصا بينهم 17 صحافيا وعشرة من مساعدي موسوي وبعض البهائيين ألقي القبض عليهم بعد احتجاجات يوم عاشوراء، كما احتجز دبلوماسي أوروبي لمدة 24 ساعة.

وقال دولت أبادي إن عددا لم يعلن عنه من البهائيين سيواجهون المحاكمة هذا الأسبوع لكنه لم يعط أي تفاصيل أخرى. والبهائية محظورة في إيران. وأضاف «أطلق سراح المواطن الألماني الليلة الماضية وسيطلق سراح الصحافي السوري من تلفزيون دبي اليوم (أمس)»، ولم يذكر المزيد من التفاصيل.

وقال دولت أبادي إن «جلسة محاكمة هؤلاء البهائيين ستعقد خلال الأسبوع الحالي في الدائرة 28 من محكمة طهران الإسلامية الثورية». واستنادا إلى مواقع المعارضة على الإنترنت فإن 12 بهائيا اعتقلوا بعد المظاهرات العنيفة المعادية للحكومة التي جرت في 27 ديسمبر (كانون الأول). وأكد دولت أبادي أنهم «لم يعتقلوا لأنهم بهائيون، ولكن لأنهم قاموا بدور في تنظيم مظاهرات عاشوراء الأخيرة، وخاصة لأنهم قاموا بإرسال صور للاضطرابات إلى الخارج». وأشار إلى أنه «عثر على أسلحة وذخائر في منازلهم ومع بعضهم» دون المزيد من الإيضاحات.

ونفت متحدثة باسم المجموعة البهائية الدولية لدى الأمم المتحدة في جنيف «بصورة قاطعة» هذه الاتهامات، التي وصفتها بأنها «محض أكاذيب». وذكرت في بيان أن «البهائيين ملتزمون باللا عنف المطلق».

وقال دولت أبادي الجمعة إن خمسة محتجزين آخرين تخطط إيران لمحاكمتهم بسبب الاحتجاجات المناهضة للحكومة هم أعضاء في جماعة «مجاهدين خلق».