أوليفر ستون يريد إعادة كتابة التاريخ

في مسلسل مثير للجدل في 10 ساعات يتناول فيه هتلر وستالين

أوليفر ستون
TT

نظرة المخرج الأميركي أوليفر ستون النقدية، التي عكستها مسيرته السينمائية أثارت حفيظة المؤسسة الأميركية بكل أطيافها السياسية، من وول ستريت، إلى الأحزاب الحاكمة، إلى المؤسسة العسكرية.

أفلامه الأخيرة، التي حاول من خلالها تحسين صورة بعض أعداء بلده السياسيين، مثل الزعيم الكوبي فيديل كاسترو أو الفنزويلي هوغو شافيز، والتي عرضت في مهرجانات سينمائية العام الماضي، قد يكون وقعها بسيطا على المجتمع الأميركي عند مقارنتها بعشر ساعات من الدراما التاريخية التي يريد من خلالها إعادة كتابة التاريخ لأبناء بلده، وتقديم شخصيات تعتبر «شريرة» بكل المقاييس الأميركية بنظرة جديدة.

المخرج الحاصل على جوائز الأوسكار ثلاث مرات خلال رحلته السينمائية يريد أن يقول في مشروعه الجديد «أسرار تاريخ أميركا عند أوليفر ستون»، ويريد من خلاله تصحيح الانحياز السياسي والأخطاء التي قدمت على مدار السنين من خلال السرد التاريخي الذي قدم للأميركيين في الكتب المدرسية ومن خلال وسائل الإعلام.

وحول مشروعه الذي قدمه لنقاد التلفزيون والسينما في لقاء نظم في باسيندا بكاليفورنيا يوم السبت الماضي، وفيه فتح الباب على مصراعيه عندما تجرأ ولفظ كلمة «هتلر» قائلا إن الزعيم النازي «أصبح كبش الفداء واستخدم بشكل مبتذل»، مضيفا أن قصة الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين «كانت شيئا آخر، لا أريد القول إنه كان بطلا، لكن علينا أن نضع النقاط على الحروف ونعترف بحقيقة الأمر؛ إنه حارب ماكينة الحرب الألمانية بقوة أكثر من غيره». واستمر ستون في دروسه التاريخية التي تناولت بنظرة جديدة الزعيم الصيني ماوتسي تونغ وجوزيف ماكارثي، الذي قاد حملة العداء للشيوعية في الولايات المتحدة في الخمسينات من القرن الماضي، وكذلك قرار الرئيس هاري ترومان بإسقاط القنبلة الذرية على اليابان عام 1945. المسلسل سيعرض في نهاية العام الحالي على قناة «شو تايم». ومعظم هذه الشخصيات قد تثير جدلا مقبولا حول دورها في السرد التاريخي، أما بالنسبة لهتلر فهذا خط أحمر. وقال ستون لرابطة نقاد التلفزيون خلال اللقاء، كما جاء في صحيفة «الغارديان» البريطانية اليومية في تقريرها من لوس أنجليس: من الصعب علينا أن نحكم على الشخص أنه سيئ أو جيد. إنه (أي هتلر) هو نتاج سلسلة من التطورات التاريخية القائمة على مفهوم الأسباب والمسببات. الشعب الأميركي لا يعرف حلقة الوصل بين الحربين العالميتين (الأولى والثانية). كلمات ستون جعلت زميله المتعاون معه بيتر كوزنيك، أستاذ التاريخ في واشنطن، يتدخل محاولا أن يخفف من حدة وقع كلمات أوليفر ستون قائلا «إن ما يقصده لا يعني أننا نحاول إيجاد جانب إيجابي في شخصية هتلر. ما علينا هو تشخيصه كظاهرة تاريخية».

وحتى إذا قدم هتلر في هذا الشكل للقارئ أو المتفرج، فإن بعض النقاد يعتبرون أن ما سيقوم به ستون سيبقى مثيرا للجدل. وقال ستون إنه يريد أن يقدم جوزيف ستالين في نفس السياق.

لكن بعد ساعات من الحوار حول الموضوع جاءت الردود على الإنترنت وكأن خميرة أضيفت إلى العجينة التي بدأت تتمدد بدون توقف.

وفي إحدى المدونات على الإنترنت كتبت أورفيا ناي «هذه مجرد البداية. لا أعتقد أن الأمور ستنتهي بسلام». وكتب آخر «شخص آخر يلقي اللوم على أميركا، إذا كان المكان لا يعجبك فعليك الرحيل، وسنساعدك بحمل أمتعتك والرحيل عن المكان، ونعدك بألا تخضع لتفتيش شخصي على المطار».