كورنيش جدة يحتضن «صراع البطاطس»

شبّان يقدّمون الوجبات بطريقة «مودرن».. وآخرون يصرّون على الطريقة التقليدية

الشاب عبد الباسط حسين يحضّر وجبة البطاطس المشوية (تصوير: خضر الزهراني)
TT

في منافسة شريفة، اصطلح على تسميتها بـ«صراع البطاطس» في جدة، يخفق عبد الباسط حسين، وهو شاب يدير مطعما صغيرا يقدم وجبات خفيفة، بيده اليمنى ثمرة البطاطس، مستخدما يده اليسرى في الإمساك بطبق ورقي. إذ يحضّر وجبة سريعة ينتظرها أحد الزبائن الواقفين أمام الكشك، الذي لا تتجاوز مساحته الإجمالية 10 أمتار ونصف المتر.

عبد الباسط حسين (23 عاما) يدير 4 شبان آخرين في العمل بمطعم يقدّم البطاطس المشوية بطريقة «مودرن» في الجهة المقابلة لشاطئ البحر الأحمر على كورنيش جدة. في موقف لم يعتد السعوديون بعد على رؤيته، وهو تواجد الشبان يعملون في مطعم، إذ أخذ حسين على عاتقه همّ الوصول بالمطعم الذي حصل على وكالته من تركيا، وشرع في تنفيذه منذ ثلاثة أشهر. وقال «عقب تجربة باءت بالفشل في مطعم كنت أديره في مكة المكرمة، بدأت فكرة هذا المطعم الذي يشاركني فيه أخي مع أحد أصدقائه، ونسعى بروح الفريق إلى تحقيق النجاح والسمعة الجيدة، خصوصا أننا نقدم وجبة مفيدة وقيّمة، وخفيفة».

ويفضّ الشبان البطاطس إلى شقين، ويضيفون سلطات وإضافات تشمل الدجاج والروبيان، والمخللات الخاصة بهم.

ويقبع بالقرب منهم، أحد المطاعم الأخرى التي تقدّم البطاطس المشوية بالطريقة التقليدية، في خطوة اعتبرها فيصل العلي، وهو موظف يعمل في القطاع الخاص قدم سائحا إلى جدة من أقصى جنوب البلاد، «صراع البطاطس».

وقال العلي (38 عاما) «أعتبر الغذاء الصحي مطلبا ضروريا عند ذهابي في نزهة، أو سفري مع أسرتي داخل السعودية وخارجها». مؤكدا أنه كان يرتاد المطعم التقليدي في السابق. وأضاف: أُتيحت لي الفرصة أن أنوّع اختياراتي الآن، فتارة عند البطاطس «المودرن»، وتارة عند البطاطس «قديمك نديمك».

وتمثل الوجبة المحتوية على حبة من البطاطس - كما كُتب على قائمة الطلبات الخاصة بأحد المطاعم - ثلث الجرعة اليومية الموصى بها طبيا بالنسبة لفيتامين «C»، كما تحتوي بعض الإضافات الرئيسة كالجبن والزبدة، وأخرى ثانوية مثل «سلطات اللبن، والتفاح، والسلطة المكسيكية. إضافة إلى أنها تحتوي على نسبة ألياف عالية، وتتضاعف عند تناول «قشرة البطاطس».

ويواجه الشباب في السعودية صعوبات جمة جرّاء التوظيف، ويحاولون تحسين دخلهم بشغر الوظائف التي يستمتعون بها.

وها هو علي شاكر شاب يعمل في أحد مكاتب التخليص الجمركي في جدة، ويقضي باقي يومه عقب الخروج من مكتبه، في بيع «الفصفص» أو «اللب» - كما يحلو للمصريين تسميته - أمام كورنيش جدة.

يقول شاكر (32 عاما) «عندما أزور عائلتي في مدينة خميس مشيط، أجلب كمّيات من «الفصفص».

ويتنقل شاكر بين أكثر من موقع على امتداد كورنيش جدة، ويعرض بضاعته في صندوق الأمتعة الخلفي، مع لوحة ورقية بعرض سيارته تدل على بيعه المنتج.

إلا أنه يرفع أسعاره قليلا بالمقارنة مع المحلات التي تبيع «الفصفص»، مع أنه لا يدفع تكاليف إيجار باهظة الثمن، كغيره من المحلات التي ترفع الأسعار بسبب ارتفاع الإيجارات القريبة من كورنيش جدة.

ويعلّق شاكر مازحا «الأسعار هنا سياحية، ولا بد من التماشي مع غلاء الأسعار العام، إذ أجمع من خلال بيع «الفصفص» المبلغ المطلوب سداده لقسط سيارة اشتريتها وبعتها فورا لأحصل على شقة في أحد الأحياء الجنوبية في جدة».