تطابق الحمض النووي لـ5 جثث مجهولة مع ذوي مفقودين في كارثة جدة

الدفاع المدني عثر على جثة رجل أمس

جانب من الأعمال في بحيرة الصواعد («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت نتائج فحص الحمض النووي DNA الذي أجرته الأدلة الجنائية عن مطابقة نحو خمس جثث مجهولة مع ذوي المفقودين في كارثة جدة، الذين تقدموا لإجراء الفحص منذ نحو ثلاثة أسابيع.

وأعلن لـ«الشرق الأوسط» العميد عبد الله الجداوي مدير الدفاع المدني في جدة عن تطابق نحو خمس جثث مجهولة مع ذوي المفقودين، هم: سعودي ومغربي وهندي، إلى جانب جثتين من الجنسية اليمنية.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أجرت الأدلة الجنائية في البداية فحص الحمض النووي DNA الذي لم يسفر عن مطابقة أي من الجثث مع ذوي المفقودين، الأمر الذي اضطرها إلى إجراء فحوصات متطورة تتضمن فحص الكروموزوم (Y)»، مشيرا إلى بلوغ عدد المفقودين 32 مفقودا.

وعثرت السلطات السعودية أمس على جثة لرجل بعمق خمسة أمتار من بحيرة الصواعد بشارع جاك في قويزة، ليرتفع عدد ضحايا سيول جدة إلى 124 قتيلا منذ وقوع الكارثة الشهر الماضي وحتى الآن.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في إدارة الدفاع المدني أنه «تم العثور على جثة في تمام الساعة التاسعة من صباح اليوم (أمس)»، لافتا إلى أنها كانت متحللة.

إلى ذلك، أكدت لـ«الشرق الأوسط» اللجنة البيئية المكونة من وزارة الصحة على أن نحو 50 في المائة من المياه الموجودة في الأحياء المتضررة غير صالحة للاستخدام الآدمي، وذلك بعد جلب عينات عشوائية منها ودراستها مجهريا في المختبرات.

وقال الدكتور محمد عبد الجليل رئيس صحة البيئة في الشؤون الصحية بجدة خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «اللجنة قائمة منذ فترة على فحص البحيرات الثماني لعدة أسباب من ضمنها مراقبة المنسوب المائي وإخضاع عينات منه للاختبارات»، لافتا إلى احتمالية احتواء البحيرات على مواد سامة نتيجة اكتشاف جريان مياه صرف صحي فيها.

وبيّن رئيس صحة البيئة في الشؤون الصحية بجدة أنه في حال وجود أي مواد ملوثة سامة في البحيرة سيتم القضاء عليها كيميائيا عن طريق الرش وتصريفها في مكان خارج النطاق العمراني إلى حين معالجتها.

من جهته ذكر العميد محمد القرني مدير المركز الإعلامي لمواجهة حالات الطوارئ في محافظة جدة أن ما تقوم به اللجنة البيئية من أعمال في البحيرات جاء بناء على طلب الدفاع المدني نفسه.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «طلبنا إجراء فحص لمياه البحيرات من باب الاحتياط لاحتمالية وجود مواد سامة بها، لا سيما أن تلك البحيرات تشهد نزول الأفراد في أثناء عمليات البحث»، مؤكدا في الوقت نفسه أن فرق البحث تستخدم ملابس واقية، غير أن تلك الإجراءات جاءت لدرء الخطر عنهم.

وبالعودة إلى الدكتور محمد عبد الجليل الذي أوضح أن فحص المياه في المناطق المتضررة حاليا يتم بشكل عشوائي للتأكد من سلامة مياه الشرب، إضافة إلى متابعة البحيرات المتكونة جراء السيول من حيث حجمها وارتفاع ونوعية منسوبها المائي.

واستطرد: «إن الميكروبات المتضمنة البكتريا العضوية أو المسببة للكوليرا يتم تصريفها في أسرع وقت ممكن، وذلك بسحبها ورشّها بالمبيدات ومن ثم معالجتها كيميائيا»، مؤكدا أن ما تم إيجاده حتى الآن هو بكتريا طبيعية توجد في أي تجمع صرف صحي، بحسب قوله.

وأشار إلى قدوم وفد من مكافحة الوبائية من الرياض، بهدف الوقوف على التجربة والاستفادة منها في زيادة الخبرات لمواجهة مثل تلك الكوارث لكونها تعد جديدة على المنطقة.

وأبان أن معدل حالات الإصابة بالأمراض المنتقلة عن طريق المياه لم يشهد ارتفاعا عن العام الماضي، لافتا في الوقت نفسه إلى أن ذلك الأمر تمت مناقشته صباح أمس مع الجهات المختصة.

وحول أعمال الدفاع المدني اليومية، أفاد مدير المركز الإعلامي لمواجهة حالات الطوارئ بمحافظة جدة بأنه تم استئجار ما يقارب 500 آلية لإعادة تأهيل الأحياء المتضررة، منها 455 قُدّمت لأمانة جدة والمتضمنة شيولات وقلابات وصهاريج شفط المياه، مبيّنا أنها تعمل يوميا منذ أربعة أسابيع.

وأضاف: «وفّرت مصلحة المياه صهاريج للمياه المحلاّة التي يتم إيصالها إلى منازل المتضررين في الأحياء المنكوبة الذين لم تصلهم شبكات المياه حتى الآن».

وفي سياق آخر، كشف المهندس أنور نوري مدير إدارة الإنارة في أمانة محافظة جدة عن قيام الأمانة بتسديد 12.5 ألف بلاغ من بين 12.7 ألف تلقتها عمليات الأمانة حول أعطال شبكة الإنارة خلال عام 1430هـ، مشيرا إلى أن نسبة التسديد بلغت 99% بما يعادل 1060 بلاغا شهريا، في الوقت الذي وصلت فيه البلاغات عام 1429هـ إلى 8.5 ألف بلاغ فقط.

وأفاد أن وحدة الإنارة في الأمانة كانت تباشر ما يزيد على 35 بلاغا يوميا، إضافة إلى تهيئة وعمل الصيانة الوقائية لإضاءات الشوارع ومولدات القوة ولوحات التحكم، بالإضافة إلى زيارات فحص للفوانيس واللمبات التالفة وعمل ورديات ليلية للتأكد من شدة إنارة الفوانيس.

وأوضح أن جملة من العقبات واجهت فريق العمل والمقاول في أثناء أعمالهم كانت تؤدي أحيانا إلى تأخر تسديد عدد من البلاغات من ضمنها سرقة الكابلات وقطعها للمقاولين العاملين في المدينة، وإنشاءات المباني والتعرض عند الحفر لقواعد الكابلات وسقوط الأعمدة، وارتفاع وهبوط مستوى المياه الجوفية.

وأضاف: «هذه العوائق وغيرها أدت إلى ارتفاع مستوى البلاغات إلى نحو 40 بلاغا يوميا، إلى جانب أن خدمة (940) شجعت المواطنين على تقديم البلاغات بصفة يومية»، مشيرا إلى أنه تم التفاهم مع شركة الصيانة لرفع القدرات للتعامل يوميا مع ما يقارب 50 بلاغا.

ولفت إلى وجود متابعة دورية لصيانة أعمدة الإنارة والتوصيلات والقواطع الكهربائية في الطرق والميادين والحدائق، مؤكدا أنه يتم متابعة أعمال مقاول صيانة الإنارة من قِبل استشاري الأمانة الذي يشرف على مقاول صيانة الإنارة لتنفيذ أعمال الصيانة اليومية والطارئة والدورية التي يندرج تحتها القيام بجولات دورية على شبكة الإنارة للتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية والقواطع وخلوها من وجود أي التماس كهربائي.

وأشار مدير إدارة الإنارة في أمانة محافظة جدة إلى أنه منذ سيل الأربعاء تم تكثيف العمل بالمناطق المتضررة وإصلاح شبكات الإنارة بها، إذ تمت إنارة مخطط المساعد بقويزة الذي تأثر بالسيول، وتركيب شبكة إنارة جديدة اشتملت كيبلات وأعمدة إنارة وفوانيس ولوحات إنارة وعدادات كهرباء بديلة عن تلك التي جرفتها السيول.

وبيّن أن عدد الأعمدة التي جرفتها السيول في قويزة وصل إلى 100 عمود تم تركيب 90 منها، و180 فانوسا، وإضاءة المخطط بأكمله، فيما تجري التحسينات الأخرى للمخطط، إضافة إلى رفع واستعدال 113 عمودا إنارة في عدد من المواقع المتضررة خصوصا في أحياء قويزة ومخطط الصالحية والحمدانية، والصيانة اللازمة لأعمدة الإنارة.

وذكر أن الأمانة تابعت في جنوب جدة أعطال شبكة الإنارة وتوريد وتركيب 24 خلية ضوئية، و12 علبة فيوزات، و8 كونتاكتورات تتراوح قوتها بين 100 و260 أمبيرا، ورفع 64 عمود إنارة من قويزة شارع جاك والمنطقة المحيطة به، و9 أعمدة إنارة من مخطط الصالحية، واستعدال عمودين من مخطط الحمدانية، وتوريد وتركيب 261 متر كابلات مقاس 4 × 16 ملي، و186 متر كابلات مقاس 4 × 25 ملي، و16 متر كابل مقاس 3 × 120 + 70 ملي. وبالنسبة إلى منطقتي وسط وشمال جدة أوضح مدير إدارة الإنارة أنه تم توريد وتركيب عدد 123 علبة توصيل ضغط منخفض حتى مقاس 35 ملي مربع، و37 خلية ضوئية، و74 علبة فيوزات بقاطع، و76 غرفة تفتيش، و12 فيوزا عموميا 200 أمبير، و14 أخرى بقوة 400 أمبير، و9 كونتاكتورات 280 أمبيرا، و4 مفاتيح ثلاثية 100 أمبير، وآخر 400 أمبير، كما تم رفع 9 أعمدة إنارة أقل من 12 متر، و13 عمود إنارة أكثر من 12 مترا، وتوريد وتمديد 436 متر كابلات مسلحة 4 × 16 مم، و472 متر كابلات مسلحة 4 × 25 مم.