السعودية تبدأ عمليا في توثيق الحياة الاجتماعية خلال 200 عام

أمين دارة الملك عبد العزيز لـ «الشرق الأوسط»: فرق علمية للتوثيق الميداني

TT

تبدأ السعودية خطوات عملية لتوثيق الحياة الاجتماعية في البلاد منذ أكثر من 200 عام، وتحديدا في الفترة الممتدة من القرن الـ12 وحتى القرن الـ14 الهجري، بهدف تقديم ملامح هذه الحياة للباحثين، إذ تعكف دارة الملك عبد العزيز التي تتبنى المشروع على التجهيز لورشة عمل ستقام خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل، لخدمة المشروع.

وكشف الدكتور فهد السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط» عن إقامة الدارة لورشتي عمل خلال شهر أبريل المقبل، الأولى عن توثيق الحياة الاجتماعية في السعودية، والأخرى عن الأرشفة الإلكترونية، مضيفا أن ورشتي العمل ستشهدان مشاركة خبراء دوليين حرصت الدارة على استضافتهم لتبادل الخبرات.

وقال الدكتور فهد السماري لـ«الشرق الأوسط» إن الدارة بصدد التجهيز لعقد ورشتي العمل خلال شهر أبريل المقبل، بمشاركة خبراء من داخل السعودية وخارجها، ممن لهم خبرة في توثيق التراث غير المادي، مبينا أن الدارة ستقوم من خلال ورشتي العمل بوضع الأدوات المنهجية والأساليب المتخذة في جمع التراث، ورصده وأرشفته.

وأوضح الدكتور السماري أن مشروع توثيق الحياة الاجتماعية في السعودية يعد مشروعا كبيرا لما يتضمنه من توثيق لجميع جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية، الأمر الذي يملي إقامة ورشة عمل يتم من خلالها الوصول إلى رؤية منهجية مناسبة لتوثيق التراث بشكل احترافي ومهني والاستفادة من الخبرات المختلفة لمعرفة كيفية جمع التراث، ليتم بعد ذلك انطلاق أعمال الفرق العلمية داخل أنحاء المملكة للتوثيق.

وأوضح السماري أن الدارة بدأت بوضع ملامح مشروع الأرشفة الإلكترونية، مؤكدا أن المشروع سيخدم الباحثين في كل أنحاء المملكة والعالم لوجود المصادر على الحاسب الآلي ووصول الجميع إليها.

وذكر أن مشروع الأرشفة الإلكترونية سيشتمل محورين: الأول مكتبة، والثاني وثائق ومخطوطات وصور فوتوغرافية وروايات شفوية، مضيفا: «وهذا بدأنا فيه وسوف يعقد عن قريب ورشة عمل خلال شهرين تُعنى بتجارب المراكز العلمية في الخارج في الأرشفة الإلكترونية ومدى الصعوبات التي واجهتها لنستفيد منها، وسوف يشارك في هذه الورشة مندوبون من الاتحاد الأوروبي ومن أميركا ومن أستراليا ومن ماليزيا لوضع تجاربهم أمام الإخوة السعوديين المشاركين، حتى نستفيد من هذه التجربة».

وعن مشروع توثيق الحياة الاجتماعية قال أمين دارة الملك عبد العزيز: «سيكون التوثيق كبيرا جدا وسيتم حفظ جميع المواد التي يتم توثيقها سواء كانت كتابية أو رواية أو تصويرا مرئيا أو فوتوغرافيا ومن ثم سيُترك للباحثين عمل بحوث ودراسات من خلاله، فالمشروع لا يهدف إلى النشر بل يهدف إلى الرصد الذي يصعب على الباحث الفرد، فالدارة تقدم هذا المشروع بشكل جماعي ويأتي الباحث ليستفيد من هذه المواد للبحث في أي جانب.

ويُعتبر مشروع توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية في السعودية، مشروعا علميا يوثق الحياة الاجتماعية والثقافية فيها، عبر عقود مختلفة من خلال استعراض الأنساق الاجتماعية فيها، حيث سيقوم المشروع على توثيق مظاهر الحياة الاجتماعية من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر الهجري، متناولا توثيق الأنساق الاجتماعية الدينية والقضائية والعائلية والترويحية والاقتصادية والثقافية والأعراف والتقاليد، والنسق التربوي والأمني والصحي واللهجات والحكايات والأمثال والحكم والشعر بشقيه الفصيح والنبطي، بالإضافة إلى النسق الغذائي.

وسيسهم المشروع الذي من المقرر أن يستمر 10 أعوام، في توثيق جوانب متعددة من الحياة الاجتماعية والثقافية فيها، ويضيف إلى المحاولات التي تَبنّتها مؤسسات ومجموعة من الأفراد في رصد وتوثيق جوانب مغيبة وأخرى مهددة بالاندثار من ذاكرة الأجيال الماضية.

ويأتي ذلك ضمن ماتقوم به دارة الملك عبد العزيز من أعمال سخرتها لخدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية والبلاد العربية والإسلامية بصفة عامة محاور عدة.

وتُولِي دارة الملك عبد العزيز جلّ اهتمامها بكل ما من شأنه تعزيز الاهتمام المشترك بينها وبين أفراد المجتمع ومؤسساته للعناية بالمصادر التاريخية لخدمة حركة البحث العلمي حول جوانب التاريخ المختلفة، وتوفير الكتب التي تخدم تاريخ المملكة وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية، وطبعها وترجمتها.

كما تقوم بإعداد بحوث ودراسات ومحاضرات وندوات عن سيرة الملك عبد العزيز بصفة خاصة، وعن المملكة وحكامها وأعلامها قديما وحديثا بصفة عامة، والمحافظة على مصادر تاريخ المملكة وجمعها، وخدمة الباحثين والباحثات في مجال اختصاصات الدارة.