جنبلاط: لقائي مع عون خاتمة المصالحات

رئيس تكتل التغيير والإصلاح: نعمل على إسقاط الحواجز غير المرئية بين المواطنين

TT

أعلن رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، أن لقاءه رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، هو خاتمة المصالحات. وقطع بذلك الطريق على ما تردد عن احتمال زيارته رئيس الجمهورية السابق، إميل لحود، لاستكمال الخطوات المفروضة عليه والممهدة لاستقبال الرئيس السوري، بشار الأسد، له. وكان جنبلاط قد زار، أمس، عون على رأس وفد من نواب اللقاء الديمقراطي ومسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي، وقال إن «اللقاء ليس مصالحة، بل مصارحة، فقد سبق والتقينا التيار الوطني الحر وتفاهمنا، وكان اللقاء الأساس في 2001 عندما زار البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الجبل، حينما كان التيار يتعرض للاضطهاد». وأشار إلى أن «الجانبين لم يستطيعا في الظروف السابقة أن يلتقيا، فقد جرت ظروف سياسية انتخابية فابتعدنا، ومؤخرا التقينا، وسبق والتقينا في هيئة الحوار الوطني الأولى برئاسة بري»، وأضاف: «نتابع ونتصارح، وهناك موضوعات إجرائية في مجلس الوزراء». كما أوضح أن «هناك موضوعات إجرائية لمجلس الوزراء في ما خص عودة المهجرين ولجانا بين الطرفين تتابع مناقشة هذا الأمر بهدف تحصين هذه العودة». وأضاف: «خرجنا (حكومة الوحدة الوطنية) من الخنادق السياسية السابقة والموضوعات الكبرى تحال إلى هيئة الحوار الوطني». وقال جنبلاط: «لا مانع لدي من زيارة سورية، لكن في الوقت المناسب للقيادة السورية، ولحيثيته، لا سيما وأن هناك ماضيا ثقيلا في العبارات من هنا وهناك».

من جهته أكد عون بعد اللقاء أن «الموضوعات تعددت في المصارحة اليوم. هناك تناغم في الموضوعات السياسية الكبرى الوطنية في مجلس الوزراء»، ولفت إلى «التحضير إلى العودة إلى الجبل». كما شدد على «أن العودة وحدها ليست كافية فالجبل في حاجة لإنماء ليعود السكان إليه». وقال إن «الحواجز النفسية التي كانت قائمة بين أبناء الجبل قد زالت. وبهذه المصالحات نهدم الحواجز النفسية التي تعطي الطمأنينة. هذا هو العيش المشترك. ونحن نعمل على إسقاط الحواجز غير المرئية بين المواطنين. الأيام القادمة دليل على التحصين وعلى المستقبل المزدهر للجميع».

إلا أن مصالحات جنبلاط لا تزال تثير الكثير من الأسئلة حول جدواها وفعاليتها. وفي هذا الإطار يقول النائب في تكتل لبنان أولا، عقاب صقر، لـ«الشرق الأوسط»: «طالما لم تترافق المصالحات مع ما يطمئن وينزع عوامل التفجير ويرد الاعتبار، تبقى كالنار تحت الرماد، وتولد شعورا بأنها انكسارات أكثر منها مصالحات». ويضيف: «هناك تجاوزات يجب أن تعالج، والمطلوب ليس حفلة تبويس لحى. أسباب الحاجة إلى المصالحة لم تلغ. لا أحد تمت محاسبته أو محاكمته، ولم ينزع السلاح الذي استخدم لوقوع الأزمة التي تستوجب اليوم هذه المصالحات التي لن تترك الأثر المرجو منها، لأنها تعكس واقع أن فريقا هزم وشعر بالتهديد».

ويرى صقر أن «المصالحة تحت وطأة التهديد تتم عن خوف لا عن قناعة. وقد تؤدي إلى رد فعل عكسي ضد حزب الله من جمهور جنبلاط الذي سيبقى ملتفا حوله، لكن علامات الاستفهام لديه تزيد». ويقول: «عندما كان جنبلاط رأس حربة في ثورة الأرز سار معه جمهوره بتلقائية، وشعر أنه يعيد الاعتبار إلى الراحل كمال جنبلاط. أما اليوم فهذا الجمهور هو في حالة انتظار، يراقب زعيمه وهو يسير في ركاب حزب الله وسورية وإيران من دون أن يشكل رقما صعبا في المعادلة الجديدة، وكأنه تابع لمن كان يواجههم. وهذا الواقع يولد الخيبة لدى الذين يجدون أنفسهم في خط جديد من دون أن يكونوا فيه فعلا. لم يحصل الانتقال، وبالتالي المصالحة الحقيقية لم تتم».

ويضيف: «ما يحصل يثبت أن الغلبة لقوة السلاح. وهنا يأتي دور الجيش اللبناني والقيادات السياسية لإعادة التوازن وسيادة القانون. وإذا لم ينجز هذا الأمر وبقي السلاح مع الميليشيات التي تدور في فلك (8 آذار)، وتحمل لواء المقاومة إلى جانب حزب الله، سيبقى التهويل ويبقى التوازن الداخلي مفقودا. فالمصالحات التي تحول حزب الله في الداخل عدوا لا يقاوم، تضر الحزب قبل غيره وتبقى فوقية وغير كافية ولا تؤسس لصفاء بين اللبنانيين».

وفي عودة إلى لقاء جنبلاط وعون أوضح النائب في تكتل التغيير والإصلاح، ناجي غاريوس، أن «اللقاء تتويج لما حصل في السابق». وشدد على «أن المصالحة وعودة المهجرين إلى الجبل أمر أساسي، معتبرا أن هذه المصالحة هي خطوة أولى لما سيحصل لاحقا». وأعلن أن «الطرفين وضعا أسسا وليس ورقة تفاهم للقضايا الإنمائية تهم التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي والدولة والناس، وهي بمثابة خريطة طريق لعودة المهجرين عبر مقومات تليق بهذه العودة».

وأشار النائب السابق غطاس خوري إلى «أن المصالحات يجب أن تشمل جميع اللبنانيين، وهي ليست حكرا على أحد، لا سيما في الجبل. وأشار إلى أن «جنبلاط اتخذ قرارا بإزالة كل رواسب السابع من مايو (أيار)، وأجرى في هذا الإطار كل هذه المصالحات، فيما العلاقة مع سورية هي وضع آخر».

واعتبر النائب في تكتل التغيير والإصلاح، حكمت ديب، أن «المجابهة كانت ديمقراطية، وأن الفريقين المجتمعين اليوم في الرابية لا دم بينهما. وكانت هناك وجهتا نظر ومواقع متنافسة، واللقاء ليس لقاء بين متصالحين أو أعداء».