الجاهل

مساعد العصيمي

TT

«إن أشد الناس جهلا هو في الوقت نفسه أشدهم ثقة بكفاية معارفه؛ فالجاهل يملك ذلك المستوى من الغبطة الذاتية، فهو راض عن نفسه كل الرضا موقن أنه محيط بشتى المسائل الكبرى والصغرى، ولديه إجابات جاهزة ساذجة عن أي معضلة تصيب المفكرين بالدوار وهو يؤكد آراءه بمنتهى الصلف والجزم والإصرار والوثوق».

انتهى ما استشهدنا به لمفكرنا الكبير.. لكن بلا شك أن سؤالا سيطرح، وما دخل الرياضة والرياضيين.. الكرة والمتنافسين بهذا الاستشهاد.. وأقول بعد التوكل على الله كأن مفكرنا الكبير عبر طرحه الرائع يشير إلى وضعنا النقدي الرياضي الحالي.. ومنها وفيها يخرج علينا من لا يفهم أبعد من أرنبة أنفه لينظّر في كل شيء، دون وعي أو إدراك، فقط وجود لأجل أن يقول شيئا حتى لو لم يدرك معناه.. والأمثلة كثيرة.. فقط تنقلوا بين القنوات لتقفوا على ذلك.

لكن.. في معمعة البحث ستجدون أن هناك من يفوق غيره وهو يتلوى كالأبله يشاكس هذا ويعارض ذاك، عنوانه جهل مطبق.. وثقافة بليدة.. لا عليه.. معهم.. معهم كيف يريدونه هو حاضر.. يحمل عصا.. يقذف بحجر... يلاسن الحاضرين بجانبه ويتوعدهم.. يدور.. ويلتف.. ثم يعود إلى الأفكار السمجة والألفاظ التعصبية.. دون رادع.. أو حتى موجّه حصيف.. لكن لا بأس فالقرد البهلوان هو أكثر من يجذب النظارة في خيمة السيرك، وفي النهاية هو يمثل شخصية الجاهل التي أشار إليها المفكر البليهي.

هنا وعبر هذه السطور التي نحيت فيها إلى آراء المفكرين، أجدني أيضا أميل إلى الاستشهاد بواقع ذلك الجاهل بفحوى قصيدة كتبها المبدع المصري الشاعر الدكتور نصار عبد اللّه عنوانها التيس والمرآة.. وهي قصيدة استشهد بها كثيرون وانتشرت بسرعة البرق، لأن فيها صورة متجلية عن الجاهل الأحمق.. لكنني أجدها الآن أفضل ما يعبر عن صاحبنا:

يوما ما وقف التيس يحدق في المرآة.. فرأى التيس يحدق في المرآة

هز التيس الرأس فهز التيس الرأس.. ظن التيس بأن التيس الآخر يتحداه

ثار وهب وسب أباه.. فثار التيس وهب وسب أباه

نطح التيس التيس فانخلع القرن وشج الرأس.. وقف التيس يحدق في اللا شيء فرأى.. لا شيء

تمتم لا بأس قد فر التيس الرعديد أمام التيس الصنديد

لا بأس حتى لو خلع القرن وشج الرأس.. يا كل تيوس العصر هذا ثمن النصر.

[email protected]