أمين الشرقية يقترح على من يشكون الزحام قراءة كتاب «عالق في حركة السير»

قال لـالشرق الأوسط»: كنت أستطيع تجميد المشروعات كغيري من الأمناء السابقين

TT

يمكن أن يكون أقرب وصف لما يعانيه الساكن في مدينة الدمام هو تآكل الوقت، فعبارة مثل «الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك» يختلف وقعها هنا، فللانتقال من أحد الأحياء إلى حي آخر، لن يقطعك الوقت كما في المقولة بل سيمزقك لأنك تسير بسرعة السلحفاة في عصر السرعة بسبب إغلاق الشوارع وتحول بعضها إلى سلاسل طويلة من السيارات. إلا أن أمين المنطقة ينصح كل من يعاني أزمة حركة السير بقراءة كتاب «عالق في حركة السير» لأنتوني داونز، الذي يتحدث عن مشكلات السير ومشروعات الطرق في المدن العالمية الكبرى مثل نيويورك وشيكاغو ولندن، في حين طالب منتقديه بأن يدلّوه على المدينة المثالية التي لا تعاني أزمات السير حتى يسكن فيها.

في شهر مارس (آذار) من عام 2007 أعلنت أمانة المنطقة الشرقية أن الدمام بشكل خاص والمنطقة الشرقية بشكل عام ستبقى «ورشة عمل» لـ18 شهرا قادمة، وكشفت الأمانة حينها عن 92 مشروعا أُدرجَ ضمن الميزانية لذلك العام رصد لتنفيذها 3.198 مليار ريال (853 مليون دولار) ومر على هذا التصريح ما يقارب ثلاث سنوات، وما زالت الدمام ورشة عمل. يقول المهندس ضيف الله العتيبي أمين المنطقة الشرقية: «ليس لدي عصا سحرية لتوسيع الشوارع»، كما قال: «نعمل ليل ونهار لإنجاز هذه المشروعات»، مبينا أن المشروعات التي أُنجزت في الحاضرة بنهاية عام 2009 بلغت 122 مشروعا بقيمة بلغت 1.5 مليار ريال، في حين دخل 60 مشروعا مرحلة التنفيذ، كما يتوقع العتيبي أن يضاف إلى هذا العدد من 40 إلى 50 مشروعا خلال العام الحالي لتصل قيمة المشروعات التي تحت التنفيذ والتي سيتم ترسيتها ما يقارب 3 مليارات ريال.

يقول العتيبي: «لا يتخيلْ أحد أن المشروعات ستتوقف في الدمام؛ لدينا مشروعات بشكل يومي وستظل كذلك وإلا فمن الأفضل أن أبقى في بيتي». لكن قد يكون هذا خاصا بالدمام، فالموظف الذي يتجه إلى عمله صباحا قد يبحث مع زملائه خطة السير للعودة إلى منزله وقد يسلك اليوم طريقا للعمل مختلفا عن طريق أمس، أو طريقا للعودة مختلفا كليا عن طريق الذهاب لأن خارطة الشوارع المفتوحة تغيرت في أثناء فترة الدوام. وعند مواجهة الأمين بأن الاختناقات المرورية وغلق الشوارع وتحويل خطة السير، والتي باتت تكبل حياة السكان وتثير قلقهم، رد قائلا: «أنا أعاني ذلك وأحضر يوميا إلى مقر عملي في الأمانة عبر الطرق التي يمر بها الآخرون، أنا موظف ومواطن لا أتجول بطائرة عمودية (هليكوبتر) ولكن بسيارتي ويوميا أغير طريق الوصول إلى مقر العمل حتى أتفادى الزحام وأصل في الوقت المناسب» وأضاف: «لا يوجد مدينة في العالم دون اختناقات مرورية». وألمح العتيبي إلى أن على الجميع شكر الأمانة على كثافة المشروعات التي تنفذ في المدينة وليس الحديث بشكل مستمر عن الاختناقات المرورية، وقال: «كان يمكن أن أجمد المشروعات كالأمناء السابقين الذين مروا على المنطقة ولن ينتقدني أحد، لأنني لم أجد أحدا ينتقدهم»، وقال: «الدمام مدينة متهالكة بنيتها التحتية لم تجدد منذ 40 سنة»، مضيفا أن «الميزانيات التي كانت تخصص للمنطقة قبل سنوات لا أحد يصدق أنها تضم مشروعات عند تفحص أرقامها»، وشدد: «يجب أن تستغل الطفرة بمشروعات بنية تحتية تخدم المدينة مستقبلا وأن لا تذهب كغيرها».

واعتبر العتيبي العام الجديد الفرصة الأخيرة لتصحيح الأوضاع بتبني مشروعات أضخم في البنية التحية من مشروعات طرق ومشروعات تصريف مياه أمطار، متسائلا: «ماذا سيحدث بعد 20 سنة مقبلة؟». وطالب العتيبي السكان في مدينة الدمام بالصبر، حيث أكد أن نهاية الصبر أحسن من بدايته.