تحركات أميركية لبحث ملفات الشرق الأوسط العالقة تركز على السلام وإيران واليمن

بيرنز يحضر اجتماعات للدول الست حول إيران

TT

يحمل مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى رسائل عدة إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة، مع زيارات متعددة للشرق الأوسط أو الدول المعنية بالتطورات في الشرق الأوسط. وأبرز هذه الرسائل، ضرورة إحراز تقدم في مجال السلام في الشرق الأوسط من جهة، ومواجهة إيران من جهة أخرى. وعلى الرغم من حرص واشنطن على عدم الربط مباشرة بين فرص السلام والملف الإيراني، فإن مصادر عربية وأوروبية في واشنطن أشارت الأسبوع الماضي إلى اهتمام الإدارة الأميركية ببعث روح إيجابية في ملف مفاوضات السلام مما يساعدها على تناول الملف الإيراني بحزم أكثر وتأييد دولي أوسع.

وتوجه مستشار الأمن القومي الجنرال جيم جونز أمس إلى المنطقة في جولة تشمل السعودية وفلسطين وإسرائيل. وامتنع البيت الأبيض عن التعليق على تفاصيل المشاورات المتوقعة، إذ اكتفى الناطق باسم مجلس الأمن القومي مايك هامر بالقول: «مستشار الأمن القومي جيم جونز يزور الشرق الأوسط هذا الأسبوع للقاء قادة رئيسيين في السعودية وإسرائيل والسلطة الفلسطينية». وأضاف: «الجنرال جونز سيتناول التحديات والفرص الإقليمية كافة في هذا الوقت الحساس في الشرق الأوسط». وأفاد مصدر أميركي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأنه من المرتقب أن تشمل مشاورات جونز في السعودية التطورات في إيران وفرص حل النزاع العربي - الإسرائيلي، بالإضافة إلى بحث الملف اليمني. وعلى الرغم من أن المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل سيتوجه إلى المنطقة قريبا، فإنه من غير المتوقع أن يلتقي ميتشل وجونز في المنطقة. يذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أجرت مشاورات في واشنطن الأسبوع الماضي مع رئيس وزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، قبل توجه ميتشل وجونز إلى المنطقة. وقد تناولت الاجتماعات في واشنطن الخطوات المقبلة لحل الملفات العالقة، خاصة الدفع من أجل استئناف مفاوضات السلام. كان ميتشل بدأ زيارته إلى أوروبا مساء يوم الأحد الماضي للتشاور مع الحلفاء الأوروبيين في ما يخص ملف الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ممثلي الرباعية الدولية، ولقاء مسؤولين إسرائيليين هناك. وتأتي زيارة ميتشل قبل توجهه إلى المنطقة حيث سيعمل على إقناع كل الأطراف المعنية على «استئناف المفاوضات بأسرع وقت ممكن» بحسب الخارجية الأميركية. وتعتبر زيارة جونز سندا إضافيا لهذه الجهود في وقت عبر فيه مسؤولون عرب في واشنطن الأسبوع الماضي عن أهمية إعطاء الولايات المتحدة ضمانات ملموسة لدعم أية مفاوضات سلام ومحاسبة أي طرف يخلّ بوعوده. من المرتقب أن يتناول جونز وميتشل مسألة الضمانات، بالإضافة إلى أهمية دعم السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد تهديده بالاستقالة نهاية العام الماضي.

من جهة أخرى، يزور وكيل وزير الخارجية وليام بيرنز موسكو اليوم لبحث ملفات عدة منها الملف الإيراني ومن ثم يتوجه إلى مدريد بعد غد للتشاور حول إيران مع الأوروبيين. وقال مساعد وزيرة الخارجية للشؤون العامة بي جي كرولي إن اجتماع مدريد يوم الجمعة ليس فقط حول إيران، وإن الملف الإيراني من بين القضايا على أجندة الاجتماع، موضحا أنه «موضوع مهم جدا في وقت عاجل جدا، فسيثار مع عدد من الدول». ويستكمل بيرنز مشاورات حول فرض عقوبات جديدة على إيران قبل اجتماع مرتقب للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا في نيويورك نهاية الأسبوع الحالي. وبينما كانت الصين قد عبرت سابقا عن عدم رغبتها في المضي قدما في بحث فرض مزيد من العقوبات في الوقت الراهن، فإن كلينتون أعلنتأعلنت مساء أول من أمس عن عقد الاجتماع خلال حديث مع مجموعة من الصحافيين. وقالت كلينتون وهي في طريقها إلى نيويورك: «اجتماع (ممثلي) الدول 5+1 سيستأنف في نيويورك نهاية الأسبوع، وسيبحثون نوع ودرجة العقوبات التي سنسعى إليها».