تقنيات تحكم مطورة.. بإشارات اليد الطبيعية

نظم ألعاب وتلفزيونات وكومبيوترات محمولة تُطرح نهاية هذا العام

TT

شركات التكنولوجيا تعود إلى الماضي، فهي تتحرك مبتعدة عن أدوات التحكم من بعد (الريموت كنترول)، وفأرة الكومبيوتر، وقبضة التحكم... نحو شيء ما لا يحتاج إلى بطاريات، أو أسلاك، وكتيب من الإرشادات.

والأداة الجديدة.. هي اليد! وفي الأشهر المقبلة ستقوم شركات مثل «مايكروسوفت» و«هيتاشي» إضافة إلى الشركات الكبرى المنتجة للكومبيوترات، بتسويق أجهزة تسمح للناس تغيير محطات التلفزيون وتحريك وثائقهم على شاشات الكومبيوترات بحركة بسيطة من اليد. وهذه التقنيات هي واحدة من أكبر التغييرات الملموسة في عملية التفاعل بين الإنسان والآلة منذ ظهور فأرة الكومبيوتر بداية الثمانينات من القرن الماضي. وقد عرضت خلال ندوات خاصة في أثناء انتظام معرض الاستهلاكيات الإلكترونية في لاس فيغاس الأسبوع الماضي. وقد ظلت المحاولات السابقة لتطوير تقنيات مماثلة محفوفة بالصعوبات ومخيبة للآمال. وعلى النقيض من ذلك فإن الحصيلة الجديدة من الأجهزة التي يتم تسييرها بالحركات تأتي اليوم وهي مصاحبة بقدر كبيرة من الدهشة، لأنها تؤدي مهمتها حقا! ويقول جون فينسنت أحد مؤسسي شركة «جيستر تك» وهي الشركة التي تطور برامج كومبيوترية للأجهزة العاملة على الحركات: «أخيرا بدأ كل شيء يتحرك نحو الوجهة الصحيحة».

وسوف تذكّر عملية التحكم بالشاشة بحركة يسيرة من رسغ اليد، الكثيرين بمشاهد من فيلم «ماينورتي ريبورت» التي قام فيها الممثل توم كروز بتحريك الصور والوثائق في ما حول أحد أجهزة الكومبيوتر المستقبلية، بحركات قليلة. وستتسم التقنيات الحقيقية الجديدة بنفس الخصائص إلا أنها ستكون أكثر رقة. قف أمام جهاز التلفزيون المجهز بكاميرا تصمم بتقنيات الأوامر بالحركات، وسيكون بإمكانك فتح التلفزيون بضربة صغيرة في الهواء. أما تغيير القنوات التلفزيونية فيتطلب لَيّ اليد. ولتغيير شدة الصوت عليك برفع كف اليد إلى أعلى. وإن كان هناك صورة على الشاشة، فبمقدورك تكبيرها بوضع يديك في الهواء ثم إبعاد كل يد عن الأخرى، والعكس بالعكس فعليك بتقريب اليدين إن أردت تصغير الصورة. وسوف تظهر بوادر ثورة تقنيات الحركات نهاية العام الحالي عندما تطرح «مايكروسوفت» نظاما لألعاب الفيديو يطلق عليه اسم «مشروع ناتال» الذي سيحاول إزاحة نظام «وي» من «ننتندو».

وبينما يحتاج نظام «ننتندو» إلى جهاز تحكم يدوي يترجم إشارات اليد إلى أفعال تظهر على النظام، فإن نظام «مايكروسوفت» لن يتطلب أي شيء من هذا، بل الجسم البشري نفسه. وقد عرضت «مايكروسوفت» ألعابا مثل «كرة المراوغة» (دودجي بول) التي يمكن لممارسيها القفز فيها، ورمي الكرات على منافسيهم الآخرين، والتخلص من رميات الكرات القادمة إليهم، بتوظيف الحركات الطبيعية. كما أن ألعابا أخرى سهلت للممارسين التكيف حسب مختلف الأوضاع. وحالما تطرح «مايكروسوفت» نظام ألعابها الجديد، سوف تطرح «هيتاشي» اليابانية جهاز تلفزيون يتيح للمشاهدين تغيير القنوات وشدة الصوت بحركات بسيطة من اليد. كما ستطرح أجهزة كومبيوتر محمولة (لابتوب) أيضا نهاية هذا العام مصممة بكاميرات مشيدة داخلها يمكنها التقاط الإشارات. وسوف تحول تقنيات الإشارات هذه التقنيات الحديثة لتوجيه الأوامر باللمس إلى مجرد تقنيات قديمة بعد أن يتمكن أي شخص من تدوير أو رجع محتويات قرص «دي في دي» بحركة من يده. وقد احتاج مصممو هذه التقنيات إلى وقت طويل لكي يتمكنوا من التغلب على أكبر التحديات في علوم الكومبيوتر. فقد كان عليهم تطوير كاميرات رقمية صغيرة جدا يمكنها أن تلتقط كل التفاصيل الدقيقة لما يدور حولها. وهذا يعني منح جهاز التلفزيون مثلا، وسيلة للتعرف على الأشخاص الذين يجلسون على الأريكة حوله، والتعرف أيضا على حركة معينة من إشارات أيديهم بوصفها أوامر موجهة إليه، وليست إشارات أخرى مثل حكّ الأنف! كما كان عليهم التغلب على بعض المشكلات مثل كمية ضياء الشمس في الصالة، وعادات الناس المفاجئة في الوقوف أو الحركة.

* خدمة «نيويورك تايمز»