إن الإجابة عن تساؤل عميق كالذي نبحث من خلاله عن الأسباب الدافعة للهلال والشباب لاحتلال الصفوف الأمامية بالمسابقات المحلية والواجهات العليا للأبطال، صعبة؛ وصعوبتها تكمن بالتخطيط الزمني والاستراتيجية التي تنطلق أولا من الإدارة النموذجية كأساس وقاعدة للانطلاقة، توفيق، واختيار وظروف مواتية.
ولا نغفل الـ ACCESSING CUES (إشارات الوصول) التي تجعلك تراهن على حضور هؤلاء (الفاعل) بمنصات التتويج!.
(الليث) من بعد تدنٍي درجات حرارته الدورية أخيرا سار على سياسة (عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة) كقناعة واتجاه قريب المنال، فتركيزه كان باديا بتلك البطولة (الأولمبية) والتي أكدت أن لديه (صفا آخر من الرديف)، صاحب حضور وينتظره مستقبل، وبصراحة الشباب جاءته فترة أصبح يركز فيها على (اللاعب المستورد) وهذا مؤشر خطير! وبهذه البطولة رأينا أسماء واعدة كأبرز المخرجات!
نعود للـ Concentration التركيز الذي صنع الفارق بهذا التوقيت ضد الهلال الذي أشرف عليه مدربان معا وهو (خطأ بعينه) حتى لو للاستشارة أو تبادل الآراء من منطلق أن السفينة التي يديرها قائدان «تغرق»، فمهما وصلت درجة الانسجام والتوافق الذهني يبقى الاستقرار والتركيز أهم من التشتت بين ذهنين تدريبيين! ولا أعلم تدخل جريتس بالأولمبي هل هو قناعة زرقاء بعدم جدوى مومارت، وإن صح فلماذا يبقى؟! فمهما بلغت درجة ثقة الإنسان بنفسه وإمكانياته إذا شعر بأن هناك من يشرف على عمله أو يشاركه القرار سيفشل بمهمته!! وبرأيي أنه مثلما تتاح الفرصة للحكم السعودي للتحكيم بهذه البطولة يفترض أن تعطي فرقنا السعودية الفرصة أيضا (للمدرب الوطني) ولِمَ لا؟!
طالما هدفنا (الإعداد) والصناعة؟! لماذا لا نعمل على دعم فرص الحضور وإثبات الذات والتركيز على «ثالوث المستقبل» الذي نبحث عن (إيجاده وتطويره) - اللاعب/الحكم/المدرب!
حسم الهلال لدوري زين مبكرا وتوسيع الفارق عن ملاحقيه (ناتج عن استراتيجية) عمل عليها طويلا، فالمنعطف الخطر الذي تخوف البعض من (تأثيره السلبي) سار باتجاه معاكس (كسرا للحالة) كتأكيد للتفوق والأفضلية بطريق لم يكن مفروشا بالورود لولا (النقلة الإيجابية) التي أحدثها تواجد عقلية تدريبية تسير على تخطيط بعيد عمَقته سنوات العمل الاحترافي بمرسيليا ليعيد برمجة النهج الأزرق.
المتابع يلمس المنهج الجديد كطاقة وشدَة بالعمل سواء بتفعيل التدريبات المبكرة «الانضباطية» ووفرة الخيارات الأخرى للمدرب الذي أضفى ميزة اللعب الجماعي التناغم والسلاسة بين الخطوط والانسيابية (تحرير القيود) فالكل مؤهل لتحقيق الهدف المنشود، توزيع الفرص بين الأساسي والرديف أضفت (ميزة البقاء للأجدر) وإحراج نجوم اختفى بريقها وأخرى وجدت الطريق لمستواها المعهود!
الهلال جنى ثمار إيجابية خياراته الفنية التدريبية، والعناصرية، فأجانبه أضفوا التأثير الحيوي على خط سيره، وإدارته مضت على تفعيل سياسة التخطيط الطويل المدى. ويبقى الأهم (الآسيوية) التي تتطلب من فرقنا الأربعة المشاركة مزيدا من التركيز والحضور المشرف والتخطيط المسبق، وإن كانت بطولة ولي العهد (حفظه الله ونصره) حاليا الأقرب، فأملنا جميعا الخروج من محيط الدوران المفرغ بين الهلال.. الشباب.. الاتحاد!.. أين النصر والأهلي والوحدة والاتفاق..؟!
فهل ستفاجئنا الأيام المقبلة ببطل جديد قادم من بعيد، هذا مع وجود (نعمة/نقمة) خروج المغلوب بالبطولة؟. أتمنى ذلك!