حددت مدمرة أميركية موقع الصندوقين الأسودين للطائرة الإثيوبية التي سقطت قبالة بيروت فجر الاثنين الماضي، لكن أعمال البحث لم تستطع أن تجزم بعد بوجودهما مع كامل جسم الطائرة التي اختفت مع معظم ركابها. فيما منع العمق الكبير الذي رسى فيه الصندوقان، والبالغ 1300 متر، فرق البحث من الوصول إلى معلومات دقيقة في هذا الشأن، مما قد يستدعي طلب معدات متخصصة للوصول إلى هيكل الطائرة بسبب عدم قدرة الغواصين على الوصول إلى هذا العمق.
وأعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أن طاقم المدمرة الأميركية «U.S.S.Ramage» العاملة مع القوات البحرية اللبنانية والدولية في عملية التفتيش عن الطائرة الإثيوبية المنكوبة، أفاد أنه تلقى إشارات بثها الصندوق الأسود العائد للطائرة المذكورة. مشيرا إلى أن السفينة المدنية «Ocean Alert» تقوم حاليا بمسح أعماق منطقة البث، للعثور على الصندوق الأسود وانتشاله.
وأكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي أن سفينة «OCEAN ALERT» بدأت منذ الصباح مسحا شاملا للمنطقة التي تصدر عنها الذبذبات عن الطائرة الإثيوبية، مشيرا إلى أن كل السفن تحركت للعمل بهذه المنطقة منذ صباح اليوم (أمس). ولفت إلى أنه عندما نحدد مكان الطائرة بدقة تستطيع الأجهزة أن تصور كل التفاصيل ومعرفة إذا كان الصندوق الأسود داخل الطائرة أو خارجها، مؤكدا أن أحدا لا يستطيع أن يعرف شكل الطائرة حاليا، مشيرا إلى أننا بحاجة إلى اليوم كله حتى الليل للعمل في موقع الذبذبات.
وعقد في مطار بيروت أمس اجتماع عمل يضم أعضاء اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة سقوط الطائرة الإثيوبية قبالة السواحل اللبنانية، حضره المدير العام للطيران المدني حمدي شوق وأعضاء لجنة التحقيق والوفود الأميركية والفرنسية والإثيوبية. وتم عرض ما تم التوصل إليه حتى الآن في مسار التحقيقات الجارية على هذا الصعيد والآلية المتبعة علميا في مجال متابعة عمل فرق الإنقاذ على انتشال ركاب الطائرة وحطامها والصندوق الأسود. وكان وصل فجر أمس إلى مطار بيروت الدولي، المحقق في شركة «بوينغ» الأميركية ريتشارد أندرسون وممثل المكتب الفيدرالي لسلامة الطيران الأميركي دنيس جونز، آتيين من الولايات المتحدة للقاء المعنيين والمسؤولين اللبنانيين والاطلاع منهم على مسار التحقيق في سقوط الطائرة الإثيوبية قبالة السواحل اللبنانية وهي من نوع «بوينغ».