طالبت حركة حماس مصر بتقديم ضمانات لتطبيق ما اتفقت عليه الفصائل الفلسطينية في القاهرة كشرط للتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة. أوضح عضو المكتب السياسي للحركة، الدكتور محمود الزهار، في لقاء مع الصحافيين مساء أول من أمس، أنه يتوجب أن ترعى مصر حوارا بين الفصائل الفلسطينية لمعالجة أي قضايا خلافية، مشددا على ضرورة «تحصين الاتفاق من السلبيات التي قد تنشأ عند تطبيقه»، وداعيا القيادة المصرية لفتح صفحة جديدة للتوقيع على اتفاقية المصالحة وتنفيذها بالسرعة الممكنة وتطويق التداعيات السلبية التي نشأت في الفترة الأخيرة.
واعتبر الزهار أن تجربة الاتفاقات السابقة التي تم التوصل إليها بين فتح وحماس تستدعي من حركته الحرص على تحصين أي اتفاق مستقبلي حتى لا ينتهي إلى ما انتهت إليه الاتفاقات السابقة نفسها، منوها بأن حركته لا تتعامل مع الورقة المصرية من باب الرفض. وأشار إلى أنه في حال توفرت النوايا الحسنة والضمانات من مصر لحسن تطبيق ما تم الاتفاق عليه، فإن حركة حماس ستوقع على الورقة المصرية.
وأوضح الزهار التزام حركته بإجراء انتخابات على اعتبار أنها الوسيلة المثلى للاحتكام للشعب دون القبول بالشروط التي تضعها الإدارة الأميركية. وحول التوتر الشديد الذي طرأ على العلاقات بين مصر وحماس في أعقاب مقتل الجندي المصري على الحدود مع غزة، قال الزهار إن التحقيقات التي أجرتها حكومة هنية أوشكت على الانتهاء، مشددا على أنه سيتم الإعلان عن نتائجها. وقال «إننا ملتزمون بما يمليه علينا الدين والمسؤولية، ولا نستطيع تضييع حقوق الناس، فالعلاقة بيننا وبين مصر لا يمكن أن تصل إلى نقطة اللاعودة»، مشددا على الطابع الاستراتيجي للعلاقة بين مصر وفلسطين، ومتهما جهات لم يسمها بالتخطيط لـ«خدش العلاقة بين حماس ومصر».
وتمنى الزهار أن تكون العلاقة مع مصر هادئة ومنضبطة، وقائمة على احترام رغبات ومتطلبات الشعب الفلسطيني، موضحا أن رؤية حماس «قائمة على علاقة استراتيجية كمدخل للعالم العربي والإسلامي، ونحن نرغب في أن تكون هناك علاقات استراتيجية مع مصر بشكل دائم وليس مرحليا».
وأشاد الزهار بالدور المصري قائلا: «جميع الملفات التي حققت فيها القضية الفلسطينية نجاحا كانت برعاية وإشراف مصري». وانتقد الزهار بشدة تواصل التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، محذرا أن هذا التنسيق يسهم في المعاناة الشديدة التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية.
من ناحيته، امتدح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نبيل شعث، تصريحات الزهار بشأن الورقة المصرية، معتبرا أنها «تمثل خطوة جادة إلى الأمام، وتعبر عن رغبة حقيقية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة».
وفي تصريحات لموقع «صفا» الإخباري الفلسطيني، قال شعث: «الزهار رجل يريد الوحدة، وأصدق أنه فعلا يتمنى من كل قلبه أن ينتهي الانقسام، ولذلك، أنا أقر أن ما قاله يعبر عن رغبة حقيقية في أخذ خطوة إيجابية للأمام».
وتحفظ شعث على مطالبة الزهار بالحصول على ضمانات مصرية قائلا «إن الضمان الرئيسي يأتي منا نحن الفلسطينيين وليس من غيرنا». ونفى شعث أن تكون الورقة المصرية التي قدمت لحركة فتح تختلف عن الورقة المصرية التي قدمت لحركة حماس، مشددا على أنها ورقة واحدة. وأضاف: «المهم ألا نعود مرة أخرى لمفاوضات طويلة. كفانا ما ضاع من الوقت وعلينا الذهاب بأسرع ما يمكن إلى التنفيذ».