انطلقت بمدينة مراكش المغربية فعاليات الدورة الثانية للمعرض الدولي لصناعات وخدمات الطيران «أيرو إكسبو المغرب»، بمشاركة نحو 250 عارضا، يمثل فيهم الأجانب 65 في المائة، إلى جانب عدد من الشركات التي تعمل في مختلف القطاعات المرتبطة بصناعة الطيران، يمثلون 44 دولة.
وتتميز دورة هذه السنة من المعرض بالحضور اللافت للأميركيين، حيث يبلغ عدد العارضين الأميركيين 30 عارضا، ضمنهم شركات «لوكيد مارتان»، و«بويينغ»، و«رايتون»، و«سيسنا»، و«ويكر بيكرافت»، و«أيرور بريسيزن أندوستري»، و«في أليكساندر كومباني».
واتفق كل من السفير الأميركي في الرباط، صامويل كابلان، والجنرال رونالد لادنيير، قائد الفيلق الـ17 للقوات الجوية الأميركية في ألمانيا، والجنرال مجور ريتشارد شيرلوك، مدير التخطيط الاستراتيجي والبرمجيات في القيادة الأميركية لأفريقيا «أفريكوم»، على أن المشاركة الأميركية في المعرض تجسد متانة علاقات الصداقة والتعاون التي تربط المغرب ببلادهم، التي قالوا إنها تتشبث كثيرا بتنمية وتثمين التعاون الذي يجمعها بالمغرب، خصوصا في مجالات الملاحة الجوية والطيران المدني والعسكري.
وقال السفير كابلان إن المعرض يبقى مناسبة لشركات بلاده لعرض التقدم الذي وصلت إليه، وإبراز جودة منتجاتها وخدماتها في مجال صناعات وخدمات الطيران، مشددا على أن الحضور القوي للشركات الأميركية الكبرى المتخصصة في مجال الملاحة الجوية والطيران المدني والعسكري، في المعرض المغربي، يجسد علاقات الصداقة القائمة بين الولايات المتحدة والمغرب، منوها بالشراكة الممتازة التي تجمع البلدين.
وقال الجنرال رونالد لادنيير إن الحضور الكبير للشركات الأميركية الكبرى المتخصصة في مجال الملاحة الجوية والطيران المدني والعسكري يجسد بجلاء علاقات الصداقة القائمة بين الولايات المتحدة والمغرب.
وفي سياق متصل، قال الجنرال الماجور ريتشارد شيرلوك إن المغرب شريك استراتيجي للولايات المتحدة في القارة الأفريقية، وقال: «الولايات المتحدة والمغرب تربطهما علاقات تعاون وشراكة نموذجيتين، سواء على المستوى العسكري أو في ما يتعلق بالقطاعات الأخرى، خدمة للمصالح المشتركة بين الشعبين الصديقين». ويتوقع المنظمون أن تستقطب التظاهرة، التي تنظم كل سنتين، 40 ألف زائر على مدى أربعة أيام، بينهم 25 ألف مهني.
وتميز حفل الافتتاح الذي ترأسه الليلة قبل الماضية عباس الفاسي، رئيس الوزراء المغربي، بعروض استعراضية جوية لمجموعة من الطيارين المغاربة والأجانب، وخصوصا تلك التي أداها سرب طائرات فرقة «المسيرة الخضراء»، وفرقة «الأطلس» للمظليين، وطائرات «اش 630» العملاقة التي قدمت تمارين في إخماد الحرائق ومحاربة الجراد من المغرب، وبهلوانيات طائرة «إف 16» الأميركية، فضلا عن طائرات «ألفا» من فرنسا. وقال الفاسي إن المعرض يشكل أرضية ملائمة، من شأنها تمكين بلاده من التعريف بمستوى التقدم والنجاح الذي تحقق في مجال الملاحة الجوية وصناعة الطيران، مبرزا أهمية هذه التظاهرة، خصوصا في ما يتعلق بتبادل التجارب والخبرات في مجال التكنولوجيا الدقيقة، والتعريف بمنتج بلاده في مجال صناعة الطيران.
من جهته قال أحمد رضا الشامي، وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيا الحديثة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الدورة الثانية من المعرض أغنى وأفضل من حيث التنظيم والعرض. وزاد قائلا: «نحن نحاول أن نجعل المعرض مؤسسة تجلب عارضين ومقاولات وزائرين. ومن المنتظر أن يتطور أكثر، حتى تكون له أهميته وصيته على المستوى العالمي».
وأشار الشامي إلى أن «المعرض يترافق مع ورش تطوير صناعة الطيران في المغرب، ونحن نرغب في جلب مقاولين أكثر للاستثمار في المغرب، خصوصا أن القطاع واعد، ولذلك فالأهمية التي نوليها للمعرض تتمثل أساسا في أننا نريده أن يعطي قوة أكثر لصناعتنا».
وقال الشامي إن قطاع صناعة الطيران بالمغرب يضم شركات تمثل جميع سلاسل الإنتاج، خصوصا المواد والآليات التي تدخل في صناعة الطائرات والهندسة، موضحا أن ذلك يشكل أساس الصناعة المغربية التي تستجيب للمعايير الدولية. ويفتح المعرض خلال اليوم الرابع أمام الجمهور، بعد تخصيص الأيام الثلاثة الأولى للمهنيين. ويعرف المعرض تنظيم استعراضات جوية، وعرض مجموعة من التجهيزات الجوية، بالإضافة إلى تنظيم ندوات علمية حول أبرز التطورات التي يعرفها القطاع، كما تنظم لقاءات أعمال ثنائية بين الشركات والوفود المشاركة. ويجسد معرض «أيرو إكسبو» طموح المغرب في مجال صناعة الطيران، ويشكل أحد أبرز روافد السياسة الصناعية للمغرب في هذا المجال، إلى جانب تهيئة مناطق صناعية متخصصة وتوفير نظام تحفيزي لجذب الاستثمارات في هذا المجال.