السياسة الخارجية الغائب الأكبر في الخطاب

TT

بعدما جال العالم لمدة عام، لم يول الرئيس الأميركي باراك أوباما اهتماما للسياسة الخارجية في خطابه الأول عن «حال الاتحاد». ولم يشر أوباما، الرئيس الأميركي الذي قام بأكبر عدد من الزيارات الخارجية في سنته الأولى في البيت الأبيض، إلا في نهاية خطابه الذي جاء في حوالي 5700 كلمة، إلى أفغانستان، في حين أنه لم يذكر باكستان على الإطلاق. وهو تغيير كبير بعد شهرين من خطابه الرسمي في الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت، حيث عرض الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في المنطقة وأعلن خصوصا إرسال تعزيزات قوامها 30 ألف جندي إلى أفغانستان.

وتطرق الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة في خطابه أمام الكونغرس، باقتضاب، إلى السياسة الخارجية الجديدة للولايات المتحدة، خصوصا مع الصين وروسيا والحلفاء الذين لم يكن الرئيس السابق جورج بوش يهتم برأيهم كثيرا.

كما لم يذكر عملية السلام في الشرق الأوسط التي تشكل محور فقرة شبه إلزامية في الخطب الرسمية للرؤساء الأميركيين.

وقال خبراء إن واقع السياسة الداخلية شغل أوباما مع أنه مهتم إلى حد كبير بالسياسة الدولية. وفي بلد بلغت فيه نسبة البطالة 10%، يفترض أن يركز الرئيس، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام في 2009، على الاقتصاد خصوصا أن انتخابات منتصف الولاية في أواخر السنة يمكن أن تنذر بعودة الجمهوريين.

وقال ستروب تالبوت، رئيس المجموعة الفكرية «بروكينغز إينستيتيوشن» إنه «عليه ألا يهتم بالمشاكل الداخلية فقط، ولكن عليه أن يجعلها من أولوياته نظرا لحجم القلق في هذا البلد بشأن هذا الجانب من عهده». لكن مايك غونزاليس من معهد «هيريتيغ فاونديشن» اليميني رأى أن أوباما يولي أهمية ضئيلة للمسائل الأمنية على ما يبدو. وأضاف «إنه أمر مدهش. نخوض حربين ولم يبدأ بالحديث عن الأمن إلا بعد خمسين دقيقة».

ومن مواضيع السياسة الدولية التي تطرق إليها الرئيس التهديد النووي. وقال أوباما «مع أننا نخوض حربين، فنحن نواجه على الأرجح أكبر خطر يهدد الأميركيين: التهديد النووي». ويبقى الجانب الدولي الأبرز في خطاب أوباما عن حال الاتحاد خوفه من أن تفقد الولايات المتحدة مكانتها كأول اقتصاد عالمي. وقال إن «الصين لم تبطئ في إنعاش اقتصادها وكذلك ألمانيا والهند وهذه الدول لا تعمل من أجل أن تصل إلى المرتبة الثانية». وأضاف وسط تصفيق الحاضرين «لا أقبل بالمرتبة الثانية للولايات المتحدة».