100 مليون رسالة

علي المزيد

TT

علمت من مصدر، عالي الموثوقية في شركة الاتصالات السعودية، أن عدد الرسائل المرسلة في يوم واحد، من الجولات المشتركة في خدمة الشركة أثناء الشهر المجاني، بلغت 100 مليون رسالة في يوم واحد، مرتفعة عن معدلها الطبيعي والبالغ 25 مليون رسالة وبنسبة زيادة بلغت 300 في المائة، ولن أتحدث عن أسباب المجانية للرسائل والمكالمات، وهل هو تكفير أم ماذا؟ فقد أشبع الموضوع بحثا! ولكني سأتحدث عن أشياء أخرى، فعلماء الاجتماع يقولون إن هناك علاقة بين الإنسان ودخله، فهل السعودي بدأت تنطبق عليه هذه الحالة وبدأ مثل الغربي يحب المجاني؟ أم هو السلوك الإنساني الذي أنتج المثل القائل «شيء ببلاش ربحه بين»؟.

من الواضح في الانطباعات العامة ولدى من أحتك بهم أن الرسائل المجانية زادت من تواصلهم مع الغير، ولكن الأمر ليس دراسة، وهذا يؤكد صدق المقولة القائلة إن هناك علاقة بين الإنسان ودخله، وهذا في رأيي يحث الجامعات والكليات لاسيما في أقسام الاقتصاد والاجتماع والنفس والاتصال على إجراء دراسة أو دراسات عمّا حدث، وبالتعاون مع شركة الاتصالات السعودية لتقييمه. ووضع افتراضات منها المالي والاجتماعي وغيره، ولعل من الافتراضات المطروحة: هل زادت خفت دم الإنسان السعودي أم زاد فقره أم ما الذي تغير؟ يقولون في الستينات، ومع الأنظمة الشمولية، إن النكات أبلغ وسيلة للنقد وأقل كلفة في الثمن؛ لأنها تروى ولا يعرف قائلها فيعاقب، وكان الزعيم السياسي العربي عبد الناصر يقرأ النكات التي تجمع من الاستخبارات والمباحث وفي أحد خطبه علق على نكتة بتأثر مما يدل على قوة تأثير النكتة.

ما جرى في السعودية خلال الشهر المجاني جدير بأن يرصد، بدءًا من كتابة النكات المرسلة وتدوينها ونهاية باستخراج ما ترمي إليه، وانتهاء برصد تغير سلوك مستخدمي الجوال وهل ارتفع معدل رسائلهم عن 25 مليون رسالة، وكم وصل بعد العودة للمفوتر أو ما يدفع المشترك قيمته؟ وكذلك رصد تغير سلوك المستفيدين من الخدمة، ففي نهاية الشهر المجاني وبداية الشهر النقدي وصلتني رسالة تقول «هذه أول رسالة بثمن أرسلها ويبدو أنني أصبت بمرض الرسائل فادع لي بالشفاء» فهل هي نكتة أم طرفة أم تجسيد واقع أم مجمل القضية؟ ودمتم

* كاتب اقتصادي