مباحثات إيرانية - فرنسية حول صفقة اليورانيوم.. والبرازيل تتحدث عن مساعٍ للحوار

مدير وكالة الطاقة الذرية: نواصل المباحثات بشأن الاتفاق النووي مع طهران

TT

قال يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن الحوار متواصل بشأن مسودة اتفاق بخصوص اليورانيوم المخصب بين إيران والقوى الكبرى، على الرغم من رفض طهران لشروط وضعت لمنع استخدامه في صنع قنابل ذرية، وقال دبلوماسيون غربيون، إن إيران رفضت فعليا الاقتراح الذي توسطت فيه الوكالة الدولية، وإن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين الرئيسيين يسعون لتوسيع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة ضد إيران، بسبب أنشطتها النووية المتنازع عليها.

وقال أمانو المدير العام للوكالة الدولية، في أول تصريحات علنية بشأن المواجهة النووية مع إيران منذ تسلم مهام منصبه من محمد البرادعي المدير العام السابق قبل نحو شهرين: «الاقتراح مطروح على الطاولة، والحوار متواصل»، ولم يدلِ أمانو الذي يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بمزيد من التفاصيل للصحافيين، ولم يوضح أمانو ما إذا كان «الحوار» يعني أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبحث بنشاط عن حلول وسط محتملة مع إيران والقوى العالمية، ولم يصل مسؤولون غربيون إلى حد إعلان فشل الخطة، لكنهم قالوا إن نهج طهران لم يكن جادا، وقال دبلوماسيون لـ«رويترز» الأسبوع الماضي، إن مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية أبلغ أمانو بأن بلاده لا يمكن أن تقبل الشرط الرئيسي في الاتفاق المقترح، بأن ترسل طهران معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب للخارج دفعة واحدة، مقابل وقود لتشغيل مفاعل يستخدم للأغراض الطبية.

وجاء هذا الرد بعد أشهر من التصريحات الرافضة، أو الملتبسة، أدلى بها مسؤولون إيرانيون لوسائل الإعلام، وسارعت الولايات المتحدة إلى إعلان رفضها لرد طهران واعتبرته «غير وافٍ»، وردا على ذلك، قالت متحدثة باسم الوكالة الدولية، إن العرض لا يزال مطروحا، محذرة، على ما يبدو، الغرب من التخلي عن الاتفاق، وتخشى القوى الغربية من إمكانية استخدام البرنامج النووي الإيراني لإنتاج أسلحة ذرية، وتقول إيران إن برنامجها مشروع سلمي لتوليد الطاقة، ولكن أمانو قال إن 20 عاما من النشاط النووي الإيراني غير المعلن قوضت ثقة المجتمع الدولي، وأضاف أن الوكالة الدولية تواجه صعوبة في مواصلة الإشراف على البرنامج النووي الإيراني، بسبب القيود المفروضة على التفتيش، وقال أمام اللجنة المعنية بحظر الانتشار النووي في مؤتمر دافوس: «يجب تطبيق إجراءات منع الانتشار النووي بشكل كامل، وهذا ما نكافح من أجله الآن»، وأضاف «أتطلع إلى التوصل لاتفاق حول خطة الوقود، وأن أستمر في العمل كوسيط، هذا سوف.. يساعد على زيادة الثقة في القضية النووية الإيرانية».

كما دعت روسيا والصين أيضا إلى مزيد من المفاوضات، في معارضة لفرض مزيد من العقوبات على إيران، التي تعتقد الدولتان أنها ربما تعرقل التوصل إلى حل سلمي، وخلافا للقوى الغربية لا ترى أي من الدولتين أن إيران تشكل خطرا نوويا وشيكا.

وبموجب مسودة الخطة، تقوم طهران بنقل 70% من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا لمزيد من المعالجة، ثم إلى فرنسا لتحويله إلى قضبان وقود خاصة لتشغيل مفاعل نووي يستخدم للأغراض الطبية في طهران، ويهدف هذا الترتيب، الذي ينص على أن تحصل إيران على الوقود بعد نحو عام من تسليم اليورانيوم منخفض التخصيب، إلى تقليص احتياطيات إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى أقل من الكمية اللازمة لصنع سلاح نووي إذا جرى تخصيبها إلى درجة عالية.

وقال مفاوضون غربيون، إن إيران قبلت الفكرة من حيث المبدأ، في محادثات جنيف مع القوى العالمية الـ6 في أكتوبر (تشرين الأول)، إلا أنها تراجعت بعدما أوضح البرادعي التفاصيل في اجتماع تالٍ بمقر الوكالة الدولية في فيينا.

وطالب مسؤولون إيرانيون بعد ذلك بتعديلات تشمل مقايضة اليورانيوم منخفض التخصيب بالوقود اللازم لتشغيل المفاعل النووي، وبكميات قليلة على مراحل، وعلى أرض إيرانية، لتجنب حدوث نقص كبير في مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب، وقالت طهران أيضا، إنها ستخصب اليورانيوم إلى درجة أعلى بنفسها إذا لم تقبل القوى الكبرى شروطها، مما أثار مخاوف، نظرا لأنها لا تملك التكنولوجيا اللازمة لتحويل اليورانيوم إلى قضبان تستخدم في مفاعل لإنتاج النظائر المشعة الطبية.

وفي مؤشر على تنامي خيبة الأمل، حذر وزير الخارجية الروسية من أن نوايا طهران لتخصيب اليورانيوم من شأنها تعطيل التوصل إلى اتفاق، وقال أندري نيستيرينكو المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحافي: «قرار بدء تخصيب اليورانيوم بنفسها.. والذي يتعارض مع متطلبات التوصل إلى حلول ذات صلة بكل من مجلس الأمن الدولي ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. ليس من شأنه إلا تأجيج المخاوف القائمة وتعطيل التوصل إلى تسوية سريعة للموقف بشأن البرنامج النووي الإيراني». من ناحيته، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، إنه التقى بممثل للحكومة الفرنسية لمناقشة اتفاق مبادلة اليورانيوم، وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أمس، إن متقي التقى بمستشار لم يتم الكشف عن هويته للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وقال متقي إنه تم طرح «أفكار جديدة» في الاجتماع من دون تقديم إيضاحات بشأن مضمون أو توقيت المناقشات.

وتابع متقي «الاتفاق ما زال مطروحا على بساط البحث، وإننا نأمل من خلال نهج براغماتي من جانب القوى الكبرى في العالم أن تؤدي المفاوضات إلى نتيجة ملموسة»، وأضاف أن إيران لا يمكن أن تقبل الاتفاق الأولي الذي كان سيتم بموجبه نقل معظم اليورانيوم الإيراني إلى الخارج ويظل هناك نحو عام، وقال متقي إن البديل بالنسبة لإيران سوف يكون قيام طهران بمعالجة ما لديها من يورانيوم بنفسها، وهذا هو السيناريو الذي يسعى المجتمع الدولي إلى تفاديه.

وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم، إنه أجرى محادثات مع نظيره الإيراني في إطار جهود استئناف حوار حول البرنامج النووي لطهران، وأضاف أموريم أنه التقى بوزير الخارجية الإيراني أمس على هامش منتدى دافوس، وأوضح لـ«رويترز» أن البرازيل لا تسعى للتوسط في النزاع مع إيران «لكننا أجرينا محادثات مع إيران ودول أخرى.. دول غربية».

وذكر أن بلاده لديها نفس مخاوف الدول الغربية من نشاط إيران النووي «لكننا في الوقت نفسه نحترم حق إيران في أن يكون لديها برنامجها النووي الذي تستخدمه في أغراض سلمية».