برلسكوني يشن حملة على المافيا الحقيقية والسينمائية

قال إنها تشكل اتجاها قبيحا وصورة سلبية لإيطاليا

TT

انتقد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الأفلام السينمائية والعروض التليفزيونية التي تتناول حياة المافيا على تقديمها صورة سلبية لإيطاليا، حيث دافع بحماسة عن سمعة البلاد، وسمى عصابات الجريمة المنظمة بـ«المرض الرهيب». وقال برلسكوني إن مثل هذه العروض تشكل «اتجاها قبيحا» يأمل أن تنتهي سريعا.

بيد أنه إذا ما كان بمقدور أي شخص أن يساعد في وقف هذا الاتجاه، فقد يكون برلسكوني نفسه، فشركته «ميدياست»، أكبر مؤسسة إعلامية إيطالية خاصة، تعرض مسلسل «ذا سوبرانو» الذي حقق نجاحا كبيرا على واحدة من قنوات الاشتراكات، في حين عرضت قناة «Canale 5» المجانية مسلسل «زعيم الزعماء»، الذي أُنتجَ عام 2007 ويتناول حياة زعيم المافيا في صقلية سلفاتوري (توتو) رينا، وبرنامج «العرّاب الأخير» في عام 2008 حول زعيم المافيا الصقلية برناردو بروفنزانو.

في إيطاليا الخفيّة حيث تتداخل الحقيقة بالصورة تبدو كلمة النفاق غير ملائمة، فالكثيرون لا يغمض لهم جفن. ويقول جيانلوكا نيكولتي معلق الراديو: «تلك هي الأشياء النموذجية التي تقولها عندما تدخل إلى منطقة بها كثافة عالية من المافيا. إضافة إلى ذلك لا أعتقد أنه قال ذلك باعتقاد جازم». وفي كتابه الأكثر مبيعا في عام 2006 والذي جاء تحت عنوان «غوموراه» (المافيا النابولية)، أعاد روبرتو سافيانو كيف عدل بعض زعماء المافيا الأصليين أسلوبهم في العمل استنادا إلى هذه الأفلام السينمائية. وكان برلسكوني قد أدلى بتصريحاته هذه خلال مؤتمر صحافي في مدينة رجيو كالابريا الواقعة في جنوب إيطاليا حيث قدمت وزارته خطة طموحة من عشر نقاط لمحاربة الجريمة المنظمة. وقد اختاروا هذا المشهد لإظهار وجود الدولة في كالابريا بعد أن هددت مافيا كالابريا بالهجوم بقنابل في الأسابيع الأخيرة ضد القضاة ورئيس إيطاليا.

وكانت مصادمات قد وقعت بين العمال المهاجرين الذين يعيشون أوضاعا صعبة للغاية والسكان المحليين في روزارنو إحدى مدن كالابريا التي تسيطر عليها المافيا. ولا يزال المحللون يتحدثون حول قدرة المافيا على إثارة الشغب لإجبار المهاجرين على الهرب أو ما إذا كانوا سيساعدون في تهدئة أعمال الشغب. وخلال خطابه الذي يهيمن حزب الرابطة الشمالية على تحالفه الحاكم والمعروف بتشدده تجاه المهاجرين امتدح برلسكوني الإنجازات الإيطالية في مواجهة الهجرة غير الشرعية. وقال برلسكوني: «إن انخفاض أعداد الأجانب في إيطاليا يعني قلة عدد الأفراد المطلوبين لملء الصفوف ضمن الجريمة المنظمة».

وبغض النظر عن البرامج التليفزيونية والسينمائية فلحكومة برلسكوني سجل متضارب حول الجريمة المنظمة. وقد صرح روبرتو ماروني وزير الداخلية الإيطالي يوم الخميس أن السلطات صادرت بضائع بقيمة 9.78 مليار دولار من نقابات الجريمة المنظمة منذ عام 2008. كما قامت السلطات أيضا بالقبض على العشرات من الشخصيات البارزة خلال الشهور الأخيرة من بينهم القبض في إسبانيا الأسبوع الماضي على أحد زعماء المافيا النابولية.

لكن منتقدي برلسكوني يقولون إن الإجراءات الحكومية الأخرى قوضت من تلك المكاسب، حيث يعارض المدعون العامّون في إيطاليا بقوة مسوَّدة القانون التي اقترحها تحالف يمين الوسط والذي سيحدّ من نطاق التنصت على المكالمات الهاتفية والاتصالات، والذي يقول عنه المدعون العامّون إنه أساسي للتحري عن عصابات الجريمة المنظمة. فيما أشار آخرون إلى أن القانون الذي تم تمريره العام الماضي بفرض ضريبة 5% على الأصول التي أعيدت إلى أصحابها مكافأة لمبيضي الأموال.

ويوم الخميس الماضي قالت مؤسسة «كونفينديوستريا» لرجال الصناعة في إيطاليا إن الشركات التي فشلت في الإبلاغ عن الابتزاز من قِبل جماعات الجريمة المنظمة تواجه مخاطر بالطرد من المنظمة.

* خدمة «نيويورك تايمز»