بان كي مون في قبرص لدعم جهود محادثات السلام بين اليونانيين والأتراك

أعرب عن ثقته بإمكانية التوصل إلى حل

بان كي مون يتحدث في المنطقة العازلة التي تفصل شطري جزيرة قبرص التركي عن اليوناني (إ.ب.أ)
TT

أجرى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس محادثات في قبرص تهدف إلى محاولة إعطاء دفع جديد لمحادثات إعادة توحيد جزيرة قبرص المقسومة منذ عقود، وعقد بان كي مون اجتماعا مع الزعيم القبرصي التركي محمد علي طلعت بعد جولة قام بها في المنطقة العازلة التي تفصل بين شطري العاصمة نيقوسيا المقسومة، والخاضعة لسيطرة الأمم المتحدة، وحمل مئات من المتظاهرين القبارصة الأتراك لافتات تحض بان كي مون على الدفع في اتجاه التوصل إلى حل.

وكتب على لافتات حملها المتظاهرون في أثناء دخول بان كي مون إلى المعبر الفاصل بين شطري آخر عاصمة مقسومة في العالم «الحل الآن»، وأخرى تحض الأمين العام للأمم المتحدة على تشجيع القادة لاتخاذ إجراءات في اتجاه الحل، ورددوا في أثناء مرور الأمين العام في المعبر سيرا «لا يمكن عرقلة السلام في قبرص، السلام والديمقراطية والفيدرالية»، كما أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أيضا محادثات مع الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس.

وقال بان كي مون للصحافيين عند وصوله في وقت متأخر الأحد إلى قبرص: «ليست لدي أوهام بأنه من السهل حل القضية القبرصية أو بخصوص الصعوبات التي تواجهونها، وفي الوقت نفسه أنا واثق من أنه من الممكن التوصل إلى حل»، ودعا القادة القبارصة اليونانيين والأتراك إلى إظهار «شجاعة ومرونة ورؤية وروح تسوية» لإنهاء انقسام الجزيرة، مضيفا أن «مصيركم بين أيديكم.. والمجتمع الدولي ينتظر منكم الكثير».

وكان سلف بان كي مون، كوفي أنان قد زار قبرص قبل 8 أعوام وحض القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين على اقتناص «فرصة تاريخية» لإعادة توحيد الجزيرة، لكن القبارصة اليونانيين رفضوا لاحقا خطة أنان لإعادة توحيد الجزيرة في استفتاء، ما أدى إلى انضمام قبرص مقسومة إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004، على الرغم من أن القبارصة الأتراك وافقوا على الخطة، وعدم التمكن من التوصل إلى تسوية للقضية القبرصية يعرقل من جانب آخر طموحات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ولم تحقق المفاوضات التي استؤنفت في سبتمبر (أيلول) 2008 نتائج ملموسة، ولا يزال يتعين على خريستوفياس وطلعت التوصل إلى اختراق في المفاوضات، ورحب الجانب القبرصي - اليوناني بتزايد اهتمام المجموعة الدولية بالقضية القبرصية لكنه سارع إلى التأكيد أن بان كي مون لا يزور الجزيرة لإبرام اتفاق سلام، ولا تزال هناك خلافات عميقة بين الطرفين حول مسائل الملكية والأمن والتعديلات في الأراضي، وتعتبر قوة الأمم المتحدة في قبرص التي تعد 850 عنصرا أقدم قوة حفظ سلام في العالم، وقد نشرت لوقف المعارك بين المجموعتين عام 1963، وبالتالي فإن بان كي مون يحاول معالجة مسألة فشل فيها الكثير من الدبلوماسيين قبله.

وأعلن مكتب الأمين العام أن بان كي مون يزور قبرص لإظهار دعمه للمفاوضات، ويشار إلى أن قبرص مقسومة منذ اجتياح الجيش التركي شطرها الشمالي عام 1974، ردا على انقلاب قام به القوميون القبارصة اليونانيون بهدف إلحاق الجزيرة باليونان، وتأتي زيارة بان كي مون بعد جولتين من المفاوضات المكثفة بين الطرفين، كان هدفها تسريع إعادة توحيد الجزيرة، وسيتم تعليق المفاوضات قريبا لإفساح المجال أمام طلعت للقيام بحملة انتخابية قبل الانتخابات المرتقبة في 18 أبريل (نيسان) في «جمهورية شمال قبرص التركية» المعلنة من جانب واحد والتي لا تعترف بها سوى أنقرة.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن المتشدد درويش أوغلو يتقدم على طلعت، وقد أعلن خريستوفياس وطلعت أنهما ملتزمان بإيجاد حل في عام 2010، وهو استحقاق تدعمه الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وأي اتفاق بين الطرفين يجب أن يطرح في استفتاء شعبي في شطري الجزيرة من أجل إبداء الرأي فيه.