أعاد مسؤولون مصريون الجزء المفقود من الجدارية الأثرية، التي تعرف بـ«الناووس» الخاص بالملك أمنمحات الأول (1991-1962 ق. م)، أحد ملوك الأسرة الفرعونية الـ12 (1991 - 1786 ق. م)، إلى موقعه الأصلي في معبد الإله «بتاح» بالكرنك في مدينة الأقصر.
جاء ذلك خلال جولة قام بها أمس، الأربعاء، عدد من كبار المسؤولين لموقع المعبد، يتقدمهم وزير الثقافة المصري فاروق حسني، والدكتور زاهي حوّاس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور سمير فرج محافظ الأقصر، وبحضور عدد من الأثريين والتنفيذيين. كانت مصر قد استعادت جزء «الناووس» من الولايات المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد غيبة قاربت 100 سنة، وذلك بعدما قرر متحف المتروبوليتان للفن في نيويورك شراءه من أحد مقتني الآثار بمدينة نيويورك لإعادته إلى بلده الأم، لتكتمل بذلك قاعدة الناووس الموجود في المعبد المشار إليه.
ولقد وصف الدكتور حوّاس عملية شراء هذه القطعة بمعرفة متحف المتروبوليتان بأنها «سابقة تدل على إيمان هذا المتحف وحرصه على إعادة الآثار المسروقة إلى بلدها الأم، وتظهر عمق التعاون الثقافي بين المجلس والمتحف، وتعد لمحة طيبة من مدير المتحف توماس كامبل». وأوضح حوّاس أن قصة إعادة هذه القطعة، المصنوعة من الغرانيت الوردي، بدأت في أكتوبر الماضي حين أرسلت إليه الدكتورة دوروثيا آرنولد، أمينة قسم المصريات في متحف المتروبوليتان، خطابا توضح فيه رغبة المتحف بتسليم مصر جزءا من قاعدة ناووس غرانيتي خاص بالملك أمنمحات الأول كان قد عرضه أحد مقتني الآثار على المتحف لشرائه. وطبقا للدراسات التي أجرتها آرنولد، ثبت أن هذه القطعة هي الجزء المفقود من قاعدة الناووس المذكور بالفعل. ويعتقد علماء الآثار أن الناووس كان قد نقل إلي معبد الإله بتاح بالكرنك خلال عصر الدولة الحديثة.
كذلك فإن إحدى المقالات المصورة التي كتبها عالم الآثار الفرنسي جورج لوغران، والمنشورة بالعدد الثالث من الحوليات «Annales de Services» عام 1920 توضح وجود هذا الناووس فاقدا لأحد أركانه مما يدلّ على أن هذا الجزء فقد منذ أكثر من 100 سنة.