الحضور السعودي بعيدا عن الإعلام!

عادل عصام الدين

TT

رافقت «الجناح» السعودي عثمان السعد خارج الحدود مرات كثيرة، والحقيقة أننا لم نخسر بمغادرة عثمان السعد، «رسميا»، النموذج السعودي المضيء، الوجه المشرق والحاضر في معظم المناسبات الرياضية الدولية، والسفير الرياضي الناجح الذي مثَّل الأمير فيصل بن فهد أولا ثم الأمير سلطان بن فهد، وكان جناحا خارجيا لا مثيل له، بل إننا خسرنا منذ فترة ليست قصيرة الحضور الإعلامي الرياضي السعودي المميز.

كنت مع عثمان السعد في كثير من المؤتمرات والاجتماعات الدولية مرافقا إعلاميا، في بادن الألمانية، ونيودلهي الهندية، وفي بعض الدول العربية.

كنت أذهب إلى الخارج موفدا إعلاميا مع بعض الزملاء الأعزاء، ونعرف تماما ما يحدث في دهاليز الرياضة، ومدى أهمية الحضور السعودي ونكتب عن قرب، ونتابع المستجدات كلها.

حرصت الرئاسة العامة لرعاية الشباب على مدى سنوات على الحضور الإعلامي، سواء في البطولات أو المسابقات التي تشارك فيها المنتخبات السعودية، أو الحضور في المؤتمرات والندوات والاجتماعات الخاصة بالاتحادات والمؤسسات والهيئات الرياضية المختلفة.

تخلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب «فجأة» عن هذا الدور، وتركت للمؤسسات الإعلامية حرية الاختيار في الحضور من عدمه.

والحقيقة أن المؤسسات الإعلامية لم تقصر قط في الجانب الذي يتعلق بالمباريات والبطولات حرصا على تغطية هذه المناسبات، لا سيما أن هذا الحضور يشكل دعما للمؤسسة الإعلامية، وبخاصة الصحف في ظل المنافسة المحمومة، حيث تحرص كل صحيفة على تقديم كل جديد للقراء.

لكن الملاحظ أن حضور الاجتماعات والمؤتمرات واللقاءات الثنائية لم يحظ بالاهتمام المطلوب، وغاب الإعلام الرياضي السعودي عن التمثيل الخارجي، ولم يعد له وجود.

لا نعرف أبدا ما يحدث على مستوى اللجنة الأولمبية والاتحادات الدولية.. لا نعرف ما يدور آسيويا وعربيا وحتى خليجيا، في ظل عدم اهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدعوة الإعلاميين الرياضيين لمرافقة من يمثل الرياضة السعودية.

الفرق كبير بلا شك بين الإعلامي الرسمي، الذي يمثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ويقدم أخباره موجزة، وبين الإعلامي الذي يمثل صحيفته ويقدم التفاصيل كلها، وبين مدى أهمية الحضور السعودي في المؤتمرات والاجتماعات الدولية المختلفة.

وبمناسبة الحديث عن «الجناح» الخارجي المميز عثمان السعد، والفراغ الذي سيتركه، أتصور أننا في حاجة ماسة إلى حضور أفضل يواكب التطلعات، ويرافق ذلك وجود إعلامي يدعم الحضور الرسمي، وينقل صورة جيدة للتحركات السعودية، كما كان يحدث قبل 30 عاما.

[email protected]