قالت السلطات الإندونيسية إنها قتلت من تعتقد أنه أكبر المطلوبين في إندونيسيا وذلك خلال مداهمة لمنزل في أحد ضواحي العاصمة جاكرتا. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن مسؤولين في وحدة مكافحة الإرهاب قولهم إنهم قتلوا المطلوب المدعو «ذو المتين» أحد مدبري اعتداءات بالي في 2002، خلال حملة مداهمة لمنزل في مدينة بامولانغ بمحافظة بانتين.
وقال شهود عيان لشبكة تلفزيون محلية إنهم رأوا بعد إطلاق النار طاقم سيارة إسعاف ينقل جثة في كيس، كما رأوا الشرطة تعتقل شخصين.
وصرّح مصدر في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرجل هو أحد أهم قادة الجماعة الإسلامية المطلوبين وخبير في صنع القنابل مدرب على يد تنظيم القاعدة.
وقد حددت الولايات المتحدة مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يسهم في توقيفه في إطار برنامج «المكافآت من أجل إحقاق العدل». وذو المتين أو «دولماتين» الذي يُعتقد أنه في الثلاثينات من العمر، متهَم بالمساعدة في تخطيط وتنفيذ اعتداءات بالي التي أودت بحياة 202 شخص في المنتجع الإندونيسي، معظمهم من السياح الأجانب. ولم يؤكَّد مقتل ذو المتين رسميا لكن الشرطة يفترض أن تعقد مؤتمرا صحافيا بعد ظهر اليوم.
وقال وزير الأمن لمكافحة الإرهاب انسياد مباي: «إذا كان الأمر صحيحا والرجل هو دولماتين فعلا سنشعر بالسرور لأن أهم إرهابي مطلوب في بامولانغ قُتل». وأضاف: «سيكون ذلك مصدر ارتياح كبير لنا».
وأكد قائد شرطة مكافحة الإرهاب تيتو كارنافيان أن الرجل الذي قُتل كان مرتبطا بجماعة ناشطة في إقليم أتشيه شمال جزيرة سومطرة.
وقال كارنافيان للصحافيين: «نعم، إنه الشخص الذي أرسل عناصر إلى أتشيه. إنه مسؤول كبير».
وأعلنت الشرطة الاثنين توجيه التهمة إلى 16 مشتبها بهم بالإعداد لاعتداءات، بعد اعتقالهم في سلسلة عمليات كبيرة لمكافحة الإرهاب استهدفت منذ 22 فبراير (شباط) معسكرا لتدريب إسلاميين متطرفين في منطقة نائية من إقليم أتشيه. والجماعة الإسلامية مجموعة متطرفة في جنوب شرق آسيا تؤمن بعقيدة «القاعدة».
وتعمل هذه الجماعة من أجل توحيد إندونيسيا وبروناي وماليزيا وسنغافورة وجنوب الفيليبين في دولة إسلامية أصولية واحدة، عبر شن هجمات إرهابية لزعزعة الحكومة في جنوب شرق آسيا.
ونفّذت الجماعة أكثر من خمسين تفجيرا في إندونيسيا منذ أبريل (نيسان) 1999 حسبما ذكرت مجموعة الأزمات الدولية التي تتخذ من بروكسل مقرا لها، بما فيها اعتداءات بالي في 2002 وهجمات مماثلة في المنتجع نفسه في 2005 أسفرت عن سقوط 20 قتيلا. وأدى التفجير الأخير في إندونيسيا إلى مقتل سبعة أشخاص وانتحاريين اثنين في فندقين في العاصمة جاكرتا في يوليو (تموز) 2009. وخطط نور الدين محمد توب الماليزي الذي قُتل في سبتمبر (أيلول) 2009 هذه الاعتداءات على ما يبدو في إطار الجهاد الذي يدعو إليه تنظيم القاعدة ضد الغرب.
وعززت إندونيسيا إجراءاتها الأمنية مع اقتراب زيارة للرئيس الأميركي باراك أوباما لجاكرتا في نهاية مارس (آذار).
ولم يعلن رسميا عن موعد الزيارة المتوقعة بين 20 و22 مارس والتي قد تتضمن محطة في بالي، وذلك بسبب جدول أعمال أوباما المثقل مع سعيه لإقرار مشروع إصلاح الضمان الصحي الأميركي على وجه السرعة.