أعلنت الإدارة العامة للأمن الوطني المغربي، أمس، أن الشرطة ألقت القبض على قاتل المواطن المغربي، اليهودي الديانة، جاكوب الشريقي (84 عاما)، الذي عثر على جثته أول من أمس في مبنى مطبعته في الدار البيضاء.
وحسب بيان للإدارة العامة للأمن الوطني، فإن الجاني، وهو في الستينات من العمر وينحدر من الدار البيضاء، كان يمتهن تسفير الكتب، وعلى علاقة تجارية مع الضحية، وهو من ذوي السوابق العدلية في العنف والسرقة الموصوفة.
وكانت مصادر أمنية مغربية استبعدت أي دوافع دينية أو سياسية وراء مقتل مواطن مغربي يهودي مسن يدعى جاكوب الشريقي، وجد مقتولا أول من أمس في مطبعة قديمة في أحد الأحياء وسط الدار البيضاء. ورجحت المصادر ذاتها أن يكون سبب القتل هو محاولة السرقة.
وكان الشريقي يسكن مع زوجته في حي بوردو، الذي يقطنه عدد كبير من المغاربة اليهود، ويمتلك مطبعة قديمة أسفل العمارة التي يقطن فيها، وظلت المطبعة التي كانت تطبع مطبوعات تجارية متوقفة عن العمل منذ سنوات.
وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية المغربية، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، أنه تم بعد ظهر يوم أول من أمس « اكتشاف جثة المواطن المغربي اليهودي الديانة جاكوب الشريقي، المولود سنة 1926 بالدار البيضاء، داخل مبنى المطبعة التي كان يملكها، والواقعة في شارع بوردو بالدار البيضاء آنفا».
وأوضح البيان أنه حسب المعطيات الأولية للتحقيق فإن الأمر يتعلق بجريمة قتل قد يكون قام بها، حسب شاهد عيان، شخص تمت مشاهدته وهو يغادر المطبعة السالفة الذكر، والمتوقفة عن العمل منذ أكثر من سنة».
وأشار البيان إلى أن الضحية أصيب بجروح على مستوى الرأس، وأن الشرطة القضائية تواصل التحقيق حول ظروف الجريمة.
وفي سياق ذلك، قالت مصادر صحافية محلية، إن زوجة القتيل وجدت زوجها مضرجا بالدماء عندما دخلت بدورها إلى المطبعة لتتفقده، وأفادت بأنها وجدت عند باب المطبعة شابا يحمل مفاتيحها، وادعى أنه تسلمها من الشريقي ليجلب له بعض الأغراض.
وأبلغت الزوجة الشرطة أنها وجدت زوجها مقتولا بعد أن تعرض للضرب بآلة حادة. وأكدت الشرطة ذلك، وقالت إن الشريقي تلقى ضربات عنيفة على رأسه، مشيرة إلى أن الضربات كانت قاتلة، خاصة أن الرجل متقدم في السن حيث يبلغ 84 سنة. ونسب إلى أحد جيران الشريقي قوله إن الضحية لم يكن يخرج من شقته إلا نادرا، نظرا لتقدمه في السن.
يشار إلى أن معظم المغاربة اليهود يعيشون حاليا في مدينة الدار البيضاء. ويقول المغاربة اليهود إنهم يعيشون في أكثر البيئات العربية تسامحا، كما يسمح للذين هاجروا إلى إسرائيل في موجات متعاقبة أن يزوروا أقاربهم في المغرب دون قيود.
وعلى الرغم من التراجع الكبير في عدد اليهود في المغرب خلال نصف القرن الماضي ما زال من بقي منهم يعيشون في المدن الرئيسية، لكن أغلبهم يوجدون في الدار البيضاء، ويعملون في المجالات التجارية. ومع تركز معظم أفراد الجالية اليهودية في الدار البيضاء لم تعد هذه الأقلية ترتبط بأحياء معينة، وحصلت منذ سنوات طويلة أيضا على حق ممارسة الشعائر الدينية والتقاليد بحرية. وتفضل الأجيال الشابة من اليهود مواصلة تعليمها في الخارج، حيث تتخذ من بلدان مثل فرنسا وكندا وجهات لها.