السعودية تحتفي بالقدس.. والملك يسلم أردوغان جائزة «خدمة الإسلام»

خادم الحرمين رعى حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية

خادم الحرمين الشريفين وأردوغان يتوسطان المائدة الرئيسية خلال حفل تسليم الجائزة (الصور بعدسة بندر بن سلمان)
TT

في احتفالين منفصلين، أقيما في العاصمة الرياض، احتفت السعودية بالقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، عبر معرض يحكي التاريخ المقدسي، وذلك بالتزامن مع تسليم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، عن جهوده في خدمة القضية الفلسطينية.

وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورئيس وزراء جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، اجتماعا، مساء أمس، في المجلس الملكي بمركز الفيصلية في العاصمة الرياض.

وفي بداية الاجتماع هنأ خادم الحرمين الشريفين، رئيس وزراء تركيا على فوزه بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام، راجيا له التوفيق والنجاح.

بعد ذلك جرى بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها، إضافة إلى مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

حضر الاجتماع الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية.

وفي حفل ضخم، حضره الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ورئيس جمهورية الجبل الأسود فيليب فوجانوفيتش، سلم الملك عبد الله بن عبد العزيز الجوائز للفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية.

وعند وصول الملك عبد الله إلى مقر الحفل، كان في استقباله الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، والأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والأمير بندر بن سعود بن خالد نائب مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية، والأمين العام لجائزة الملك فيصل الخيرية الدكتور عبد الله الصالح العثيمين.

بدوره، أكد رجب طيب أردوغان، أن انعدام العدالة هو السبب الذي يقف وراء مشكلات العالم. وقال: «إن العدل هو أهم قيمة في الحياة مهما تشعبت دروبها، ولعل السبب الرئيسي وراء كل ما يشهده العالم من مشكلات راهنة، هو انعدام العدالة أو الحرمان منها، فالظلم أساس كل المآسي التي نشهدها».

وشدد أردوغان، في كلمة ألقاها بعد تسلمه الجائزة من يد الملك عبد الله، على أن بلاده تركيا تبذل جهودا مخلصة للوصول إلى السلام والاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع، مؤكدا أن أنقرة لا تزال تسعى بهمة للتوسع تدريجيا في عملية الحوار التي بادرت وجيرانها في المنطقة بها، آملا أن تمتد هذه العملية إلى أبعد من ذلك، حتى تنجح جميع دول المنطقة في بناء عالم أكثر قدرة على الحياة.

وكان الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، قد ألقى كلمة ترحيبية بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده والفائزين وحضور جائزة والده العالمية.

ووصف الأمير خالد الفيصل في كلمته خادم الحرمين الشريفين بـ«اختيار الأمتين»، فيما وصف الأمير سلطان بن عبد العزيز بـ«صادق الوعد أمين العهد».

وقال: «عصر ذهبي، ووطن أبي، وملك استثنائي، وأمير خير للعهد ولي، ومملكة اعتدال إنسانية في حقبة تاريخية وضعت على الزمان بصمة سعودية، وفكر وعلم وجائزة عالمية، وحضور قيادي غير عادي، ومساء شاعري نجدي، وصحراء.. نعم صحراء أغاثها الله بسقيا رحمة فأنبتت أرضها معرفة وأزهرت رياضها خزامى فكر وصوان ثقافة، فتفتقت عقولها شذى وعطرا، إنها العالمية في جائزة، والعلم في تكريم، والسعودية في إبداع. علماء وباحثون وقياديون خدموا الإنسانية وأسعدوا البشرية فكانت كلمة الشكر عربية سعودية».

وكانت الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية قد قررت منح رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، جائزتها لخدمة الإسلام، معتبرة إياه «أنموذجا للقيادة الواعية الحكيمة في العالم الإسلامي».

وحجبت جائزة الملك فيصل العالمية، فرع الدراسات الإسلامية هذا العام، لعدم توافر متطلبات الفوز بالجائزة من الأعمال المرشحة.

وقررت لجنة اختيار جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب، منح الجائزة في موضوع «الدراسات التي عنيت بالفكر النحوي عند العرب» لكل من: البروفسور عبد الرحمن الهواري الحاج صالح (الجزائري الجنسية)، بجامعة الجزائر ورئيس المجمع الجزائري للغة العربية، والبروفسور رمزي منير بعلبكي (لبناني) أستاذ كرسي الدراسات العربية في الجامعة الأميركية في بيروت ورئيس الدائرة العربية فيها.

وذهبت جائزة الملك فيصل عن فرع الطب هذا العام، عن موضوع «علاج أمراض تآكل المفاصل من دون استخدام الجراحة الاستعاضية» إلى كل من: البروفسور رينهولد جانز (ألماني)، رئيس قسم جراحة العظام، بجامعة بيرن، بسويسرا، والبروفسور جين بيير بليتير، والبروفسورة جوان مارتل بليتير (كنديين)، أستاذ أمراض الباطنة، ورئيس وحدة تآكل المفاصل بمستشفى جامعة مونتريال.

ومنحت جائزة الملك فيصل العالمية، عن فرع العلوم، مناصفة، لكل من: الدكتور الأميركي إنريكو بومبيري، ومواطنه الدكتور تيرينس شاي شن تاو، ذي الأصول الإسبانية.

حضر الحفل والمأدبة الرئيس فيليب فيجانوفيك رئيس جمهورية الجبل الأسود والأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز والأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن والأمير عبد الله بن محمد آل سعود والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة.

إلى ذلك، قص رجب طيب أردوغان، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، يرافقهما الأمير تركي الفيصل رئيس مركز فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، شريط معرض «القدس الشريف وفلسطين».

وتجول أمير منطقة الرياض ورئيس وزراء تركيا في المعرض الذي يهدف إلى إبراز المعالم الحضارية والتاريخية والثقافية لمدينة القدس في محاولة للتنبيه إلى الممارسات الإسرائيلية التي تحاول طمس الهوية الحضارية وتزوير التاريخ لمدينة القدس خصوصا، وفلسطين عموما.

وقال مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، إنه تبنى هذا المعرض «إيمانا بالأهمية البالغة للقدس الشريف، وأنه لا بد من الإسهام في هذا الاحتفال الثقافي بهذه المدينة المقدسة، والعمل على إبراز شيء من معالمها الحضارية، وتاريخها الثقافي وموروثها الشعبي، في محاولة للتنبيه على ما تتعرض له من عدوان إسرائيلي ظالم، يسعى إلى طمس هويتها الثقافية والحضارية، وتزوير التاريخ المقدسي خصوصا، والفلسطيني عموما وتسويقه عالميا على أنه يهودي وتراث يهودي».