انتقدت مصادر سنية مسلمة في إيران بشدة قيام مهدي كوجك زاده ممثل مدينة طهران في مجلس الشورى، بالإساءة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة، رضي الله عنها، ضمن مناظرة تلفزيونية أول من أمس، وطالبت بالتصدي لأي برنامج يحمل نوعا ما من الإساءة المماثلة.
وكشف موقع «سني أون لاين»، الموقع الرسمي لأهل السنة والجماعة في إيران، أن زاده اساء في مناظرة له مع علي شكوري راد عضو الشورى المركزي لجبهة مشاركة إيران الإسلامية في جلسة سنوية لمكتب تحكيم الوحدة (في مدينة شيراز)، الى أم المؤمنين السيدة عائشة.
وأدان الموقع هذه البذاءات، وقال في رسالة لـ«الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، إنها ليست الأولى من نوعها التي تصدر عن جهات إيرانية، مشيرا إلى أن إساءة جريدة «وطن إمروز» في عددها الصادر السبت الماضي إلى مكانة السيدة عائشة قد شهدت اعتراضات كثيرة وانتقادات من قبل علماء أهل السنة، كما أنها أعقبت اعتراضات ممثلي أهل السنة في المجلس لوزير الثقافة والإرشاد الإيراني.
وقال الموقع، ليعلم كوجك زاده وأمثاله أنه لا يعقل أبدا في تحليل القضايا السياسية المعاصرة والحكم على طرف دون طرف، تشبيه الأطراف المتنازعة بصحابة النبي، عليه الصلاة والسلام، الذين كانوا نجوما للإسلام ومصابيح للهداية، متسائلا: أين الثرى من الثريا؟. وكان الشيخ عبد الحميد الزهي، المرجع الديني للمسلمين السنة في إيران، قد دعا علي خامنئي المرشد العام للثورة في إيران، إلى التدخل لوضع حد للمشكلات التي يتعرض لها السنة، ووقف الإساءة إلى الصحابة، رضوان الله عليهم، في مختلف وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية.
وقال عبد الحميد في خطبة ألقاها مؤخرا في مدينة زاهدان الإيرانية: «ينبغي أن لا يساء في بلادنا إلى الصحابة الذين هم نجوم الهداية في العالم الإسلامي».
وتابع: «إن عائشة وطلحة والزبير، رضي الله عنهم، كانوا من السابقين الأولين، الذين صحبوا النبي، صلى الله عليه وسلم، في السراء والضراء، والصحابة هم معالم لمعرفة الحق ومنارات الهدى، وإن الخلافات التي جرت بينهم كانت منبعثة من اجتهاداتهم، وكل واحد من الفريقين ينال أجر اجتهاده إن شاء الله».
وحذر التلفزيون ووسائل الإعلام والشخصيات السنية والشيعية في إيران من الإساءة إلى المقدسات والإهانة إلى المذهب. وأضاف «ربما نسمع أن كتبا مسيئة إلى مقدسات أهل السنة تنشر في الجامعات بين الطلبة، وإنا نطالب المسؤولين بالتصدي لمثل هذه الأعمال، ولتكن الإدارات والوزارات الحكومية، خاصة في المناطق السنية، على حذر من أن تصدر منها مثل هذه الأعمال والتصرفات التي فيها إساءة إلى مقدسات أهل السنة». وطالب مجددا بتوفير الحرية لأهل السنة، مشيرا إلى أن الحرية المذهبية من القضايا التي يقدر على توفيرها المسؤولون الكبار ومرشد النظام، بأن لا يكون هناك تدخل في قضايانا المذهبية.
وبعدما اعتبر أن أهل السنة يحبون أن يدافعوا عن وطنهم وعن استقلال أراضيهم وسيادتها، رأى أنه ينبغي أن لا يمنع توظيفهم، داعيا المرشد الأعلى في إيران إلى حل هذه القضية التي سببت القلق لأهل السنة منذ أكثر من ثلاثين سنة، على حد قوله. وأشار إلى قلة الجدوى لمساعي وحفلات التقريب بين السنة والشيعة، وأضاف، نعتقد أن حفلات ومؤتمرات الوحدة تنحصر في الشعارات والهتافات، لأجل ذلك لا نرى لها جدوى ولا نرى لها نتائج إيجابية، وقد انقضى عهد الهتافات وحان وقت العمل.