أعلن قطب الإعلام روبرت مردوخ أمس أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستصبح قاعدة لتوسيع مجموعته في الشرق الأوسط، وذلك لدى افتتاح أول قمة في أبوظبي للإعلام. وقال مردوخ رئيس مجلس إدارة مجموعة «نيوز كوربوريشن» الإعلامية الأسترالية، أمام 400 مندوب، إن مؤسسته توظف اليوم 64 ألف شخص في جميع أنحاء العالم. وأضاف: «إني واثق من أن المؤسسات العربية يمكنها القيام بالمثل أو حتى أكثر وإني مقتنع بأنه يمكن لأبوظبي أن تكون رائدة في هذا المجال». وأعلن أنه «سينقل بعض قنواته الفضائية من هونغ كونغ» إلى أبوظبي حيث سيكون مقرا عاما لعمليات فرع الدعاية في مجموعته في الشرق الأوسط. وقال «مع هذه الاستثمارات نوجه الرسالة التالية: تراهن «نيوز كوربوريشن» على الطاقة الإبداعية لأكثر من 335 مليون شخص في العالم العربي».
كذلك قال مردوخ إنه يراهن على الإبداع العربي، وحث حكومات المنطقة على رفض الرقابة على وسائل الإعلام، ووجه نداء لتخفيف القواعد التنظيمية. وقال: «شعبكم تواق وموهوب وشاب.. أعطوه مجتمعا يقدر الإبداعات». وأضاف: «في مواجهة خبر مثير للضيق.. قد يكون اللجوء إلى الرقابة أو القوانين المدنية أو الجنائية مغريا لمحاولة دفنه.. الأسواق التي تشوه وسائل الإعلام لديها ينتهي بها الحال إلى ترويج الذعر وعدم الثقة التي كانت تأمل في السيطرة عليهما».
وكانت صحيفة «تايمز» المملوكة لـ«نيوز كوربوريشن» قد حجبت في الإمارات لبضعة أيام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعدما نشرت رسما توضيحيا على صفحتين يظهر حاكم دبي غارقا في بحر من الديون. وفي وقت سابق من الشهر نفسه تسبب غياب الشفافية بشأن حجم مشكلات الديون في دبي في زيادة الذعر في الأسواق في أنحاء العالم بعدما قالت مجموعة دبي العالمية شبه الحكومية إنها ستطلب تعليق سداد ديون بقيمة 26 مليار دولار.
ودعا مردوخ إمارة أبوظبي الغنية بالنفط إلى تنويع اقتصادها وتعزيز وضعها الدولي بالتحول إلى مركز ثقافي للمنطقة وقال إن الإمارة ينبغي أن يكون لديها الثقة لفتح أسواقها. وقال: «القطاع المبدع يزدهر بشكل أفضل في المجتمعات التي تتدخل فيها الحكومات بقبضة خفيفة»، مضيفا أن الحوافز الاقتصادية أكثر فاعلية من إجراءات الحماية التجارية. وتابع يقول: «في ظل تلك الحوافز ستبنون قطاعا إبداعيا يليق بالعاصمة العظيمة التي خططتموها».
من جهته، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة «أبوظبي للإعلام» التابعة لحكومة أبوظبي محمد خلف المزروعي أن الشرق الأوسط يشهد تغييرا جذريا، وعلى الإعلام مواكبة هذه التغيرات. والقمة التي نظمتها سلطات أبوظبي ستدرس خلال ثلاثة أيام الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط والهند والصين. وفي 23 فبراير (شباط) أعلنت «نيوز كوربوريشن» أنها ستستثمر 70 مليون دولار لشراء 9.1% من أسهم مجموعة «روتانا» التي يملكها الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال.
وسبق للرجلين أن تقاربا على مستوى الأعمال، إذ إن مجموعة «المملكة القابضة» التي يملكها الوليد اشترت 7% من أسهم «نيوز كورب» كما أن «روتانا» تبث أعمالا تنتجها «فوكس إنترتاينمنت» التابعة لـ«موردوك» عبر قناتيها «فوكس سيريز» و«فوكس موفيز» اللتين تبثان من دبي.