الشائعات تعود لمطاردة ساركوزي وكارلا بروني

صحف بريطانية وسويسرية ومدونات تتكهن بما وراء جدران «الإليزيه»

كارلا وساركو.. هل انتهى شهر العسل الطويل وبدأت أشهر الملل؟ (أ.ف.ب)
TT

هل كانت مجلة «النوفيل أوبزرفاتور» الباريسية تطلق تكهنات مجردة أم أنها كانت تستند إلى معلومات خاصة عندما نشرت في عددها ما قبل الأخير ملفا عن «القصة الحقيقية لعائلة ساركوزي»، جاء فيه ما معناه أن الرئيس الفرنسي تزوج، حتى الآن، ثلاث مرات من نساء مختلفات المنابت والأصول ولا أحد يعرف ما يخبئه المستقبل وهل سيحذو ساركوزي حذو والده المسيو بال الذي تزوج أربع مرات؟

بعد أيام من نشر الملف، سرت شائعات ونشرت تقارير صحافية خارج فرنسا تشير إلى أن شهر العسل الذي دام سنتين بين الرئيس الفرنسي الشاب وزوجته عارضة الأزياء الإيطالية السابقة والمغنية كارلا بروني، قد بلغ منتهاه وأن كل واحد من الزوجين يغني على ليلاه. فكارلا غارقة في غرام بنجامان بيولاي، المطرب الذي نال، السبت الماضي، جائزة «فيكتوار» الموسيقية الفرنسية. أما «ساركو» وهو اسم الدلع الذي تطلقه عليه الصحافة، فعلى علاقة مع وزيرة البيئة شانتال جوانو.

طبعا، نفت الوزيرة المعنية الأقاويل بينما لم يكلف الناطق باسم الرئاسة نفسه مشقة الرد عليها، هذا بينما كانت صحف بريطانية وسويسرية ومواقع شهيرة على «الإنترنت» منشغلة بهذه الأخبار التي لم تتطرق إليها الصحف الفرنسية، بشكل جدي، حتى الآن. وذهب أحد المواقع الفرنسية حد الزعم أن كارلا بروني «فبركت» بنفسها حكاية غرامها بالمغني الملتزم والمهتم بالحفاظ على البيئة بعد أن ساءها طول تجاهل وسائل الإعلام الفرنسية لها، في الآونة الأخيرة، رغم أنها ارتدت ثوبا فاضحا يلتصق بجسدها الجميل أثناء زيارة الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف لباريس، مؤخرا، بينما ركزت على صور النجمة ميلين فارمر التي تعثرت وسقطت بشكل أكروباتيكي على السجادة الحمراء لدرج «الإليزيه»، وهي الصورة التي نشرتها كافة وكالات الأنباء و«خطفت الكاميرا» من كارلا، كما يقولون بلغة أهل السينما.

وسخر كتاب «إنترنتيون» من الشائعة وأسهموا في إضافة تفاصيل خيالية لها، منها أن بنجامان بيولاي فنان «متمرد» و«خطير» وقد توارى عن الأنظار ونزل تحت الأرض منذ انكشاف علاقته مع السيدة الفرنسية الأولى. ولهذا قرر وزير الداخلية اعتباره «العدو رقم واحد» للشعب وأن كل من يمد له يد المساعدة يعرض نفسه للسجن خمسة أعوام. وهي عقوبة تتجدد مع كل ولاية رئاسية.

وفي حين نفخ موقع «تويتر» للتدوين في الفضيحة وتداولتها صحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد أكدت صحيفة «لاتريبون دو جنيف» السويسرية الشائعة، وهي الصحيفة السباقة إلى هذا النوع من القضايا والتي يعود إليها سبق نشر خبر الطلاق بين ساركوزي وزوجته السابقة سيسيليا، قبل سنتين، نظرا لعلاقة ثقة جمعت بين الطليقة وأحد محرري الصحيفة. فهل تكون سيسيليا وراء الأخبار؟ وهل تعلم ما لا يعلمه عموم الفرنسيين؟ وما السبب الذي دفع مقدم برنامج «النشرة الكبرى» الذي يبث يوميا من القناة الفرنسية الخاصة «كانال بلوس» إلى استبعاد سيسيليا من المشاركة في الحلقة المخصصة ليوم المرأة العالمي، الاثنين الماضي، في آخر لحظة؟

كتب جان دانيال سالين، محرر «لا تريبون دو جنيف»، أول من أمس، أن الصحف الفرنسية ما زالت «تمشي على البيض» وتحاذر الخوض في تفاصيل الخصام الزوجي الرئاسي. لكنه أكد أن الخبر يسري في الأوساط الموسيقية سريان النار في الهشيم. ولأن لا نار بدون دخان، كما يقول المثل الفرنسي، فإن النار بدأت عندما ذكر صحافيان فرنسيان أن بنجامان بيولاي فاز بجائزته الموسيقية بناء على وساطة من كارلا ساركوزي التي تعيش معه قصة حب وليدة. وزاد من تصديق الخبر أن كارلا كانت أول من هنأ المغني بالجائزة. ويمضي الصحافي مؤكدا أن بيولاي كان قد تعاون مع كارلا في اسطوانتها الأخيرة المعنونة «كأن شيئا لم يكن».

ولأن الشائعات لا تحلق بجناح واحد مثلما أن الكف الواحدة لا تصفق، فقد جاء في مدونة يستضيفها الموقع الإلكتروني لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الباريسية أن الاثنين طارا إلى تايلاند لقضاء إجازة قصيرة تدخل ساركوزي، شخصيا، لإنهائها. فقد استأجر الرئيس الفرنسي طائرة خاصة للعودة بزوجته إلى بيت الطاعة في باريس. وختم كاتب المدونة كلامه بسؤال: «هل خاف ساركوزي من نشوء قصة حب بين كارلا وبنجامان»؟ خصوصا أن الفرنسية الأولى معروفة برقة القلب ورهافة المشاعر وهواية تغيير العشاق؟

ولكي تكتمل الصورة، مضى مطلقو الشائعة في رسم صورة حزينة للرئيس الشاب «المهجور» الذي وجد عزاءه في أحضان وزيرة البيئة، رغم أن هذه الأخيرة في الأربعين من العمر وقد بلغت سن الرشد منذ زمن بعيد ولا ذنب لها في أحزان ساركوزي. فهل تنتهي الضجة ببيانات التكذيب، فحسب، أم يمارس الرئيس الفرنسي طباعه العدوانية المعروفة ويقرر الاقتصاص من «المشيعين» في المحاكم ويطلق وراءهم محاميه اللوذعي لكي يستحصل غرامات مالية بتهمة القذف والتشهير العلني؟