أكدت دراسة أجراها فريق علمي سعودي من جامعة الدمام خلو السعودية من مرض طاعون الخيول، وهو ما يُلغي حظرا فُرض على خيول بعض المناطق السعودية، من خلال إيقاف مشاركاتها في العديد من السباقات الدولية.
نجران إحدى المناطق التي حظرت مشاركات خيولها منذ أكثر من 15 عاما جراء الاشتباه بوجود مرض الطاعون في عدد من خيول المنطقة، التي تشتهر بتربية الخيول والمشاركة في المحافل المحلية والدولية، والدخول في المسابقات الخاصة بالخيول. وتتزامن تلك الدراسة مع تأكيدات لوكيل وزارة الزراعة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية جابر الشهري لـ«الشرق الأوسط»، على عدم وجود أسباب أخرى للحظر خلاف مرض طاعون الخيل، وهو المرض الذي قاد منطقة نجران إلى أن تكون ضمن مناطق أجري عليها مسح سيرولوجي دوري، لمعرفة الأوضاع الوبائية لهذا المرض وغيره من الأمراض.
وقال الشهري «بناءً على تنسيق من قبل وزارة الزراعة والجهة البيطرية المختصة بمفوضية اتحاد الدول الأوروبية، يتركز على تحركات الخيول من وإلى المملكة، فإن منطقة نجران تعتبر منطقة مراقبة وليست منطقة إصابة بمرض طاعون الخيول». وبين الشهري أن العيادات والوحدات البيطرية والتي توجد بمختلف مناطق المملكة، لعلاج كافة الفصائل الحيوانية، بما فيها الخيل، تتزامن مع جهود تبذلها وزارة الزراعة، بالإضافة إلى تحديثات وتطويرات للعيادات والوحدات البيطرية على مستوى المملكة.
وعن فحص الخيول قبل مغادرتها من نجران وإعطائها شهادة تثبت خلوها من الأمراض، قال الشهري «بما أن منطقة نجران تقع ضمن مناطق المراقبة والمسح المتفق عليها مع الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالسيطرة على مرض طاعون الخيل، فإن وزارة الزراعة ملتزمة بعدم السماح حاليا بخروج الخيول من هذه المنطقة، علما بأن التنسيق جارِ لإخراج منطقتي نجران وعسير من مناطق المسح السيرولوجي لمراقبة طاعون الخيول».
وأبدى إبراهيم علي أبو ساق مدير نادي الجواد العربي ورئيس فريق فرسان نجران، أن الحظر الذي فرض على خيول المنطقة، خلق تأثيرا ملموسا على رياضة الفروسية بشكل عام، في حين لم تسجل أي حالة نفوق أو إصابة بالمرض في المنطقة، مع الاستمرار في فرض الحظر على خيول نجران. وأشار أبو ساق إلى ظهور المرض في اليمن فقط، وهو ما قاد إلى تصنيف اليمن على أنها من المناطق الموبوءة، وألحق ضررا بالتأكيد بأصحاب الخيل في المنطقة الجنوبية.
وبنت الجهة التي فرضت الحظر على خيول نجران، على توقعات تفيد بدخول الخيول اليمنية للأراضي الجنوبية في السعودية، وهو ما ينفيه مُلاك الخيول، مُستندين على وجود أسلاك شائكة على امتداد الحدود مع اليمن من الغرب إلى الشرق، وحتى حدود الربع الخالي.
وأحصى صالح دوحان، وهو أحد المهتمين بتربية الخيول ورياضة الفروسية، الإسطبلات الخاصة بالخيول بالمنطقة، مقدرها بأكثر من 40 إسطبلا للخيول، تحوي عددا كبيرا من الخيول العربية الأصيلة، وهو ما يُعطي إشارات واضحة على اهتمامٍ واسعٍ برياضة الفروسية في المنطقة.