المقدح يرفض عرض عباس نقله من لبنان إلى أي جهة يختارها.. ومع أي مجموعة يريد

التشكيلات العسكرية الفلسطينية لا تزال تتفاعل داخل المخيمات

TT

«الرئيس الفلسطيني محمود عباس على استعداد لأن ينقل العقيد منير المقدح من لبنان، مع أي مجموعة يختارها، إلى البلد الذي يريد، لكن المقدح رفض العرض»... هذا ما أكده مصدر مقرب من المسؤول السابق للكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان، منير المقدح الذي تم استبعاده من التشكيلة العسكرية الجديدة في لبنان. وقال المصدر إن «المقدح تلقى هذه الرساله من توفيق طيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومدير الاستخبارات السابق، لكنه لا ينوي مغادرة لبنان».

وجدير بالذكر أن التشكيلة الجديدة لفتح في لبنان أعلن عنها أول من أمس، لم تول أي موقع لمنير المقدح مما أثار غضبه، وجعله يبدأ اتصالات مع قيادات فلسطينية ولبنانية. علما أن المقدح يترأس قوى عسكرية في عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان، لا سيما مخيم «عين الحلوة» الذي يشهد توترات مستمرة، ويخشى السكان أن يؤدي استبعاد المقدح من التشكيلة العسكرية إلى اهتزازات أمنية جديدة.

وأضاف المصدر «أن المقدح لن يتخذ موقفا علنيا قبل عدة أيام، كما أنه لن يعقد مؤتمرا صحافيا، وإنما هم رجاله الذين سيفعلون ذلك في المخيمات» مذكرا أن «المقدح هو من أسس الجيش الشعبي وكتائب شهداء الأقصى، وهذه مجموعات لها وجودها على الأرض في مختلف المخيمات اللبنانية في البداوي وصور وبعلبك كما في الداخل الفلسطيني، وكثير منها ليس مفرغا في فتح ولا يتقاضى راتبا منها، وهي قوى فاعلة، ويكاد عدد رجالها يوازي القوى العسكرية الأخرى الموجودة في المخيمات».

وإذ رفض المصدر تحديد عدد هذه القوات، معتبرا الأمر سرا عسكريا أوضح أن المقدح «يرفض التكلم في الوقت الحالي بسبب وعد قطعه للجهات التي يتفاوض معها من فلسطينية ولبنانية، بانتظار بروز نتائج الاتصالات». كما أكد المصدر أن المقدح «ينتظر وصول مبعوث من الرئاسة الفلسطينية ليتداول معه بشأن استبعاده من التشكيلة الجديدة».

وقال العميد صبحي أبو عرب مسؤول الأمن الوطني القائد العسكري لـ«فتح» في لبنان لـ«الشرق الأوسط»، أن عرضا بالفعل قدم لمنير المقدح لمغادرة لبنان - رافضا تحديد الجهة التي قدمت العرض - وأن المقدح لم يتجاوب مع هذا العرض، والمشاورات معه لا تزال مستمرة، ولا بد من الوصول إلى حل. وقال أبو عرب: «لا أعتقد أن منير المقدح يتمرد على أي قرار يتخذ من جانب الرئيس عباس، ولكن له مطالب وقد تكون محقة. تشكيلة الأمن الوطني الجديدة، الذي أنا قائدها، المقدح ملتزم بها، لكنه ينتظر جوابا من الرئيس على بعض الاستفسارات، وقد يصل مبعوث إلى لبنان يستطيع أن يتحاور معه في هذا الموضوع».

وعما ستفعله فتح في حال أعلن منير المقدح عصيانه وتسليم مسؤولية الكفاح المسلح إلى خلفه، أحمد صالح، قال أبو عرب: «لا أتصور أننا أمام تمرد أو أن الأخ منير يفكر في هذا الأمر، أنا على اتصال معه وكل شيء سيحل. الحوار قائم، وليست مشكلة أن يتم التسلم والتسليم في هذا المنصب بعد 48 أو 72 ساعة».

وكانت أخبار قد ترددت مفادها أن التشكيلة العسكرية الجديدة لفتح في لبنان أثارت استياء الدولة اللبنانية، لأنها جاءت مخالفة للاتفاق الذي عقد مع جبريل الرجوب أثناء زيارته الأخيرة للبنان. لكن أبو عرب قال: «أنا لم أقابل جبريل الرجوب أثناء زيارته للبنان، كما أنني لا أعرف ما الذي قاله للدولة اللبنانية. نحن على اتصال معهم، ونعرف أن ردود فعلهم إيجابية، ولم نر منهم امتعاضا أو احتجاجا». وردا على سؤال حول ما يتردد عن أن التشكيلة العسكرية الجديدة مشكلتها وجود مقربين فيها من أمين سر حركة فتح السابق في ل بنان سلطان أبو العينين، وهو الذي قيل إن الدولة اللبنانية لم تكن على توافق معه، كما تردد أيضا أن المواقع أعطيت لمقربين من محمد دحلان، مما يثير استياء البعض في لبنان، أجاب أبو عرب: «لم نتبلغ من الدولة أي شيء من هذا الكلام بالنسبة لسلطان أبو العينين أو عدم رضا الدولة عنه. كما أن محمد دحلان هو عضو لجنة مركزية بهذه الحركة». وكان قد تردد أيضا أن التشكيلة العسكرية الجديدة لفتح في لبنان باستبعادها منير المقدح الذي يعتبره البعض مقربا من سورية إنما هي نوع من «تصفية حسابات» مع النظام السوري الذي يرفض استقبال عباس في الوقت الراهن.