خاض ممثلو السعودية في البطولة الآسيوية لقاءات الجولة الثانية بأمل التعويض لثلاث فرق، ومواصلة الفوز بالنسبة إلى الهلال، الذي نجح مع الشباب في الظفر بنقاط الجولة، فيما أخفق الأهلي والاتحاد مرة أخرى في مهمتهما الخارجية، بخسارة الأول 3/2، وتعادل الثاني على أرضه وبين جماهيره 2/2.
المتتبع للتصريحات التي أطلقها الإعلام الرياضي المحلي، وبعض مسؤولي الأندية السعودية قبل انطلاق البطولة القارية الأكبر، يجد أنها مزيج بين الإفراط في التفاؤل والمبالغة في الثقة، فيشعر معها المتابع بأننا الوحيدون الذين نعمل، وغيرنا يغط في سبات عميق. غير أن نتائج الجولة الأولى والثانية من التصفيات الآسيوية توضح عكس ذلك، حيث وضح مدى التطور الذي تشهده الأندية في غرب القارة، وبخاصة تلك التي دعمت فرقها بنخبة من الأسماء العالمية المؤثرة، مما يؤكد أن ما تبذله هذه الأندية يفوق ما تبذله الكثير من الأندية السعودية.
قد يعتقد البعض أن الاستعانة ببعض الأسماء الأجنبية من البرازيل أو أفريقيا أو حتى من أوروبا، كفيلة بترجيح كفته على خصومه، وهذا في واقع الأمر خطأ جسيم، فكرة القدم اليوم تعتمد على أسماء الأحد عشر لاعبا في ارض الملعب، مضافا إليهم ما تضمه دكة الاحتياط من بدائل يمكن الاستعانة بها عند الحاجة، وتكون قادرة على إحداث الفرق، وهذا ما لا يتوافر لدى معظم الأندية السعودية.
ما يحدث للأهلي يؤكد ما ذكرته سابقا من أن غياب عناصر الخبرة في الفريق هي السبب في خسارة لقاءاته مع الأندية الكبيرة، وأضيف إليها هذه المرة سوء تغييرات مديره الفني، الذي أثبت في أكثر من مناسبة عدم قراءته الصحيحة للمباراة أثناء اللعب، فتكون النتيجة تجريد فريقه من مفاتيح الفوز، وهي أمور تجب على إدارة الكرة مناقشته فيها، وأن لا تكون السمعة الجيدة للمدرب عائقا أمامهم لمحاسبته على أخطائه.
أما الاتحاد، الذي استعد لهذه الجولة بعمرة جماعية والتفاف شرفي رفيع، لا يزال يعاني من معضلة التسجيل فيه، تؤكد ذلك خسائره في مباريات دوري «زين»، والجولة الأولى والثانية من البطولة الآسيوية، حيث فقد الفريق تقدمه أمام ذوب آهن أصفهان الإيراني، في دقائق معدودة، بعد أن كان متقدما 2/0.
وعلى الرغم من الفوز الشبابي في لقائه الأخير أمام باختاكور الأزبكي 3/1، فإن توالي إصابات لاعبيه في الفترة الأخيرة لا يجعلنا نتفاءل كثيرا بقادم لقاءاته، حيث تكون الصعوبة مضاعفة والجهد المبذول أكبر. ما تقدمه الأندية السعودية في هذه البطولة لا يجعلنا نتفاءل كثيرا بتحقيق بطولتها إلا بفريق الهلال، عطفا على مستوياته الثابتة منذ بداية الموسم وحتى الآن، وإن كنت أخشى عليه من خطر الإصابات أو الإرهاق، كونه يشارك بمجموعة ثابتة من اللاعبين في المباريات جميعها، مع بعض التغييرات المحدودة. لذلك يجب على إدارته الفنية مراعاة ذلك في المباريات المقبلة، بمنح عدد من لاعبيه الفرصة لتمثيل الفريق الأول من دون الإخلال بتجانسه.
يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن أحد الأندية السعودية من تحقيق اللقب القاري الأكبر، أم أنه سيظل عصيا عليها، كما استعصى على المنتخب الأول طوال الـ14 عاما الماضية؟ الإجابة ستكشفها الأيام المقبلة.