كشفت مصادر مطلعة عن عزم دول مجلس التعاون الخليجي على عقد مؤتمر إقليمي لمناقشة ظاهرة الغبار في المنطقة، وذلك من خلال البحث في مصادر الظاهرة وأضرارها والحلول التي من الممكن تفعيلها لوقف تلك الظاهرة.
وأشارت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن إقامة ذلك المؤتمر ستتضمن بحث التعاون بين الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية في هذا الشأن، في الوقت الذي اطلع فيه وزراء خارجية دول المجلس على المستجدات بشأن المؤتمر خلال اجتماعهم الأخير في العاصمة السعودية الرياض.
ويأتي عقد المؤتمر، الذي لم يتم تحديد موقع إقامته أو الفترة التي سيعقد فيها، عن ظاهرة الغبار بعد أن شكلت إزعاجا لكل دول المنطقة، في الوقت الذي تتسبب تلك الظاهرة في مشكلات صحية وبيئية واقتصادية لدول المنطقة، في حين يتوقع أن تستمر الظاهرة لسنوات مقبلة.
من جهة أخرى كشفت جامعة الملك سعود عن تكوين فريق بحثي من قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود ومركز المناخ في جامعة ويسكانسن مدسن، الذي يعتبر من أبرز المراكز البحثية في مجال المناخ في الولايات المتحدة، حيث سيعمل الفريق على بحث بعنوان «التوقع الفصلي وبين السنوي للعواصف الغبارية في المملكة العربية السعودية».
وقال الدكتور فهد الكليبي عميد كلية الآداب في جامعة الملك سعود إن فكرة التعاون البحثي انطلقت لتقصي واحدة من أهم المشكلات المناخية في المملكة وهي العواصف الغبارية، التي لها أثر سلبي على جوانب كثيرة مثل النقل بكل أنواعه والصحة والبيئة والزراعة.
وأشار إلى أن مركز المناخ في جامعة ويسكانسن مدسن الأميركية يعد من المراكز التي لديها خبرة كبيرة في أبحاث المناخ، وبالذات توقع العواصف الغبارية، مبينا أنه سينتج عن البحث فهم أعمق لطبيعة العواصف الغبارية في السعودية، على أن يتم بناء نماذج إحصائية تمكن من توقع العواصف الغبارية، وبالتالي الاستعداد لها وتفادي أضرارها.
وكان الدكتور فاروق الباز العالم الجيولوجي ومدير معهد أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن الأميركية قد أرجع تزايد ظاهرة الغبار في السنوات الماضية على شبه الجزيرة العربية، إلى حرب العراق وما نتج منها من تدهور في سطح الصحراء الغربية للعراق، نتيجة زوال طبقة من الصلبوخ «حبيبات صخور مستديرة بحجم حبات الحمص والفول»، التي كانت تحمي الأتربة الصغيرة الموجودة في أسفلها، لكثرة حركة المعدات العسكرية والدبابات في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن موجة الغبار ستنتهي بعد مدة قد تصل إلى عشر سنوات.
وأشار الباز في تصريحات صحافية في مايو (أيار) 2009، إلى أن نتائج الدراسات لسطح الكويت بعد حرب الخليج الأولى، أوضحت أن طبقة من الصلبوخ أزيلت من الأرض، نتيجة حركة الدبابات العسكرية في المنطقة، وأن هذه الطبقة من الصلبوخ كانت، قبل أن تزال، تحمي الأتربة صغيرة الحجم التي كانت أسفل هذه الطبقة، وبعد الإزالة أصبحت الرياح تأتي وتحرك كثيرا من الأتربة والحبيبات الرفيعة وحولتها إلى عواصف ترابية، ولا بد من أن يكون الوضع الحالي في غرب العراق هو نفسه القائم في حرب الخليج الأولى، لأن الصحراء الغربية في العراق مستوية مثل الكويت.