اعتقلت سلطات الأمن المصرية العشرات من قيادات وكوادر جماعة الإخوان المسلمين فجر أمس، من محافظات الجيزة والشرقية والمنوفية والدقهلية والإسماعيلية، وهو ما اعتبرته الجماعة «استباقا لاحتجاجات ومظاهرات رتبت لها الجماعة عقب صلاة الجمعة لنصرة الأقصى». وقال مصدر إخواني بارز لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجماعة لن تعقد صفقة مع النظام.. ولم تقرر بعد إذا ما كانت ستشارك في انتخابات الشورى القادمة أم لا». وأشار إلى أن مكتب الإرشاد (أعلى سلطة تنفيذية وإدارية في الجماعة) يدرس الأمر برمته، مؤكدا أنه سيتوصل إلى قرار بهذا الشأن «خلال شهر على الأقل». وتناقلت تقارير إعلامية وجود ترتيبات للقاء يجمع قيادات إخوانية من بينها سعد الحسيني، عضو مكتب الإرشاد عضو الكتلة البرلمانية، وأمين تنظيم الحزب الوطني أحمد عز، لعقد صفقة بين الجماعة والحزب تقضي بانسحاب الإخوان من انتخابات مجلس الشورى، ودعم الجماعة لمرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية، وعدم إعلان دعمها لمرشح آخر، في مقابل حصول الإخوان على 25 مقعدا في انتخابات مجلس الشعب، وتعهد بالحد من الملاحقات الأمنية.
ونفى سعد الحسيني صحة ما تردد وقال لـ«الشرق الأوسط»: «القصة مختلقة تماما ولا أساس لها من الصحة»، وأضاف: «تفاجأنا بالأمر بعد نشر هذه الأنباء وناقشناه في اجتماع مكتب الإرشاد واكتفينا بنفي الخبر وطالبنا بنشر تكذيب».
لكن الحسيني أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة لم تقرر بعد المشاركة في انتخابات مجلس الشورى، مشيرا إلى أن القرار سيتخذ خلال الأسابيع القليلة القادمة، وقال: «ما زلنا ندرس الموضوع (المشاركة في انتخابات مجلس الشورى) بشكل كامل، المشاركة من عدمها وحجم المشاركة إن أقرت.. سنصل لقرار خلال الأسابيع القادمة.. ليس قبل شهر من الآن».