رهينة بريطاني سابق في العراق: الخاطفون كان لهم تمثيل في الحكومة

مور الذي اختطفته «عصائب أهل الحق» نفى احتجازه في إيران

TT

قال رهينة بريطاني احتجز في العراق عامين ونصف العام إنه تعرض للتعذيب ولعمليات إعدام وهمية على يد عصابة خطف مدربة بشكل جيد.

واحتجز بيتر مور، وهو خبير كمبيوتر بريطاني، في العراق حتى إطلاق سراحه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وكانت جماعة عصائب أهل الحق المنشقة عن ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد أعلنت عن مسؤوليتها عن عملية الاختطاف التي تمت عام 2007.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مور في مقابلة مع صحيفة «تايمز» أن خاطفيه كانت لديهم صلات بالحكومة العراقية، ونفى تكهنات للمخابرات الأميركية بأنه احتجز لبعض الوقت في إيران.

وقال إنه خطف هو وأربعة حراس بريطانيين من مبنى وزارة المالية العراقية في بغداد في مايو (أيار) عام 2007، على يد عشرات الرجال المسلحين الذين كانوا يرتدون ملابس قوات الأمن العراقية. وقال «كانوا من المقاومة العراقية.. كان لديهم تمثيل في الحكومة».

ونفى مور أن العصابة كانت تعمل بأوامر من الحرس الثوري الإيراني. ومضى يقول لـ«التايمز»: «الصلة الإيرانية الوحيدة هي أنهم كان لديهم اهتمام بإيران، ومن المحتمل أنهم كانوا يحصلون على تمويل سري من إيران».

وأضاف أن خاطفيه كانوا مقتنعين بأنه ضابط مخابرات عسكرية، وأنهم استجوبوه لساعات. وقتل الخاطفون ثلاثة من حراس مور البريطانيين، ويعتقد أن الحارس الرابع قتل أيضا لكن لم تتم إعادة جثته قط.

وقال مور إنه تعرض لعدد من عمليات الإعدام الوهمية، وأمضى عامين من فترة احتجازه في حبس انفرادي يعيش في غرفة ضيقة، وكان يتناوب على حراسته مجموعة من المسلحين. وأرغم في بعض الأوقات على النوم لأسابيع على حصيرة، وكان لا ينهض إلا ليأكل ولا يقف إلا للذهاب للمرحاض.

وفي أوقات أخرى كان يقيد من كاحله بأغلال مثبتة في قضبان نافذة مكبل اليدين ومعصوب العينين. وقال مور «في إحدى المرات كبلوا يدي خلف ظهري وأوقفوني على مقعد بجوار باب، ثم ثبتوا يدي عند قمة الباب مشدودا من القيود حول يدي وركلوا المقعد بعيدا.. كان ذلك مؤلما أشد الألم».

وفي مرة أخرى صوب خاطفون سلاحا نحو رأسه، وجذبوا الزناد، وأطلقوا في اللحظة نفسها رصاصة حقيقية من سلاح آخر. وقال «أذكر أنني اعتقدت أنني مت. قلت لنفسي الأمر ليس بهذا السوء وليس بهذا القدر من الألم.. ثم انتظر. أنا ما زلت مكبل اليدين، وما زلت معصوب العينين، وأسمع أناسا يضحكون». وأضاف مور أن خاطفيه أوضحوا أنهم يريدون إطلاق سراح عدد من زعماء جماعتهم يحتجزهم الأميركيون مقابل إطلاق سراحه.

وعدد من أعضاء الجماعة كانوا ضمن مجموعات أطلق الأميركيون سراحهم وفي وقت لاحق في ديسمبر.. واقتيد مور لمقابلة عضو في البرلمان العراقي، وحينها أبلغ بأنه مطلق السراح. وقال إنه لم يصدق أنه مطلق السراح إلا بعد أن أخذ إلى السفارة البريطانية في بغداد، ولم يشعر بالأمان إلا بعد عودته إلى بريطانيا.