الاتحاد الأوروبي: انتخابات السودان خطوة على طريق تحديد المستقبل وتنفيذ السلام

بروكسل أرسلت 130 مراقبا وتأمل في تعاون الخرطوم معهم لإنجاح مهمتهم

فيرونيك دو كيسير، رئيسة فريق مراقبي الاتحاد الأوروبي للانتخابات السودانية، تتحدث خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم (أ.ف.ب)
TT

اعتبر الاتحاد الأوروبي أن الانتخابات القادمة في السودان خطوة مهمة على طريق تنفيذ السلام الشامل وتحديد مستقبل البلاد السياسي. وقال بيان صادر عن المفوضية الأوروبية ببروكسل، إن هناك اهتماما أوروبيا بضرورة إجراء انتخابات شفافة ونزيهة في البلاد.

وأرسلت المفوضية الأوروبية، بوصفها الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، بعثة لمراقبة الانتخابات العامة في السودان، التي ستجري في 11 أبريل (نيسان) المقبل، وتتكون هذه البعثة من مائة وثلاثين مراقبا برئاسة البرلمانية الأوروبية عن المجموعة الاشتراكية البلجيكية فيرونيك دو كيسير، سيعملون في مختلف أنحاء السودان على مراقبة الحملات الانتخابية وطريقة التحضير للانتخابات، ومسيرة العملية الانتخابية طيلة أيام الاقتراع، وعمليات فرز الأصوات. ويستمر عمل أفراد البعثة إلى ما بعد إعلان النتائج، حيث سيقوم أفراد الفريق بالعمل على مراقبة الوضع في البلاد في مرحلة ما بعد الانتخابات، لأن البعثة الأوروبية تضم مراقبين يعملون على مدى طويل، وآخرين يعملون على مدى قصير، بالإضافة إلى برلمانيين أوروبيين سيتواجدون في البلاد خلال فترة الانتخابات.

وستصدر البعثة الأوروبية توصيات عامة في نهاية عملها، وذلك بعد انتهاء العملية الانتخابية بشكل نهائي، ونقل البيان الأوروبي عن كاترين آشتون نائبة رئيس المفوضية والممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، «التزام الاتحاد الأوروبي التام بالمساعدة على إتمام الاستحقاق الانتخابي»، معربة عن «الأمل في أن يتمكن الناخب السوداني من التعبير عن رأيه بحرية»، وأشارت آشتون إلى أن مهمة بعثة مراقبة الانتخابات الأوروبية تنحصر في تقييم العملية ككل ومدى مطابقتها للمعايير الدولية، من حيث الشفافية والنزاهة، معربة عن «الأمل في أن تتعاون السلطات السودانية مع البعثة وتهيئ لها الظروف المناسبة للنجاح في مهمتها في البلاد». وقد وصلت البعثة الأوروبية إلى الخرطوم الخميس، وانتقد البعض تأخر وصول الفريق الأوروبي لمراقبة الانتخابات، ولكن رئيسة البعثة فيرونيك دو كيسير، قالت إنه كان يتعين الانتظار إلى حين تلقي دعوة من لجنة الانتخابات السودانية.

وأوضحت كيسير «من الواضح أننا لا نستطيع تفقد كل مركز اقتراع على حدة، سنتفقد نماذج منها» وأضافت: «سنستخلص النتائج من تقارير مراقبينا ومن الاتجاهات في مختلف المناطق ومن المعطيات». وأضافت: «لدينا ثقة كبيرة في النتائج التي سنصل إليها من وجهة نظر إحصائية». وحول فترة ما قبل وصول البعثة قالت دو كيسير: «لم نكن هنا خلال فترة تسجيل الناخبين، لكننا سمعنا من يتحدث عن انتقادات» داعية من جهة أخرى الناخبين السودانيين إلى الاستفادة من حقهم في التصويت رغم الاضطراب الأمني في بعض مناطق السودان، وخصوصا في دارفور، وبعض مناطق جنوب السودان، الذي يشهد أعمال عنف قبلية. وأضافت دو كيسير أن «السودان، على غرار بلدان أخرى، للأسف، ورث ماضيا مثقلا بالعنف». وأضافت: «إذا لم نبدأ في العملية الديمقراطية الآن، في وقت ينتشر فيه العنف، فإننا لن نبدأها أبدا». وستعمل بعثة الاتحاد الأفريقي بالتنسيق مع «مؤسسة كارتر»، وهي مراقب دولي آخر للانتخابات تعترف به السلطات السودانية، لكن ما تتوصل إليه من خلاصات سيبقى مستقلا، حسبما أكدت دو كيسير. يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي كان خصص مبلغ نصف مليار يورو لصالح مساعدات التنمية في السودان منذ التوقيع على اتفاق السلام الشامل عام 2005، بينما بلغ حجم مساعداته الإنسانية لهذا البلد 640 مليون يورو منذ عام 2003.